افتتاح الأسواق الأميركية: من المقدّر أن يتلاشى تسارع اليورو الصعودي التصحيحي، في وقت يبحث الاسترليني عن دعم
خسر اليورو التقدّم الذي سجّله ليلة أمس وصولاً الى 1.4520، ويبدو أنّ تسارع العملة الموحّدة الصعودي التصحيحي وصل الى نهايته، إذ تنذر الآفاق الاقتصادية بتباطؤ الاقتصاد في أوروبا. أبرز العناوين
* اليورو: تمسّك رئيس البنك المركزي الأوروبي تريشيه بتعهّده، ولا يزال المثلّث الهبوطي سليمًا
* الجنيه الاسترليني:لا ينفكّ الانتعاش في المملكة المتّحدة يتباطأ، ويرجّح أن يوفر بنك انجلترا الدعم للسياسة
* الدولار الاميركي: تابع الدولار تراجعه، ويرتقب أن يدلي بعض المسؤولين في بنك الاحتياطي الفدرالي بكلماتهم
خسر اليورو التقدّم الذي سجّله ليلة أمس وصولاً الى 1.4520، ويبدو أنّ تسارع العملة الموحّدة الصعودي التصحيحي وصل الى نهايته، إذ تنذر الآفاق الاقتصادية بتباطؤ الاقتصاد في أوروبا. وبما أنّ زوج اليورو/دولار فشل في تصحيح التراجع الذي سجّله مطلع هذا الشهر، يبدو الإنعكاس اعتبارًا من 1.4939 في صدد الإستعداد لإستجماع الزخم خلال الأجل القريب، وستتّجه معدّلات الصرف حتمًا من جديد نحو 1.4000، إذ يتداول الزوج ضمن إطار الإتّجاه الإنخفاضي. مع ذلك، اعتمد رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه نبرة محايدة في الخطاب الذي ألقاه في بروكسيل وأفاد بأنّ المخاطر التي تهدّد آفاق النمو لا تزال متوازنة، بيد أنّه تعهّد بتفادي الآثار المترتّبة عن الجولة الثانية من التيسير الكمّي، مع بقاء المخاطر التي تعترض التضخّم صعودية.
وعلى الرغم من أنّه يتوقّع على نطاق واسع أن يعمد مجلس الإدارة الى رفع معيار معدّلات الفائدة بمقدار 0.25 نقطة إضافية في اجتماع السياسة المقرّر انعقاده في السابع من يوليو، قد تشجّع المستجدّات الأخيرة التي تطرأ على الساحة الأوروبية السيّد تريشيه على تقليص نبرته المتفائلة أزاء السياسة النقدية، ومن المرجّح أن يعتنق رئيس البنك المركزي نهج التريّث والترقّب، إذ لا يزال الغموض يخيّم على الآفاق الاقتصادية. وبما أنّ المخاوف المحيطة بأزمة الديون السيادية تواصل إلقاء ثقلها على ثقة المستثمر، قد تدفع التكاليف التمويلية القياسية التي تواجهها دول محيط أوروبا البنك المركزي الأوروبي الى تأخير موعد استئناف استراتيجية الخروج الى أجلّ غير مسمّى، ويوسّع اليورو دائرة انخفاضه خلال الأسبوع المقبل، إثر تعثّر توقّعات معدّلات الفائدة. في المقابل، من المقدّر أن يشهد زوج اليورو/دولار فترة من التوطيد مع حلول نهاية الأسبوع، وتنقشع معالم تصحيح قريب الأجل خلال الأيّام المقبلة، إذ يواصل الزوج تداوله ضمن إطار مثلّث هبوطي.
هوى الجنيه الاسترليني الى قاع 1.5972 يوم الخميس، ومن المحتمل أن يواجه رياحًا معاكسة إضافية خلال الأجل القريب، إذ يقوّض تباطؤ الإنتعاش في المملكة المتّحدة آفاق المنطقة. أظهر مسح بنك انجلترا للأوضاع الإئتمانية مخاطر تدنّي الطلبات على الرهون العقارية في الفصل الثالث، وبيّن التقرير أنّ المصارف التجارية باتت أكثر عرضة للإنزلاق في دوامة الإفلاس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إذ لا يزال القطاع الخاصّ هشًّا. ونظرًا للضعف القائم في الاقتصاد الحقيقي، من المرجّح أن يحافظ بنك انجلترا على مقاربة التريّث والترقّب في النصف الثاني من العام، وقد يواصل بنك انجلترا تقليص مخاطر التضخّم، إذ تلقي الوتيرة البطيئة للأنشطة الاقتصادية بثقلها على نمو الأسعار. وفي ظلّ تلاشي ارتداد الاسترليني/دولار، قد يتّبعالزوج اتّجاهًا جانبيًا مع حلول نهاية الأسبوع، بيد أنّه سيختبر تحرّكات أسعار غير واضحة المعالم خلال ساعات التداول الأربع والعشرين القادمة، إثر تراجع عدد المشاركين في الأسواق قبيل عطلة نهاية الأسبوع التي يتزامن معها عيد الإستقلال في الولايات المتّحدة.
واصل الدولار الأميركي تراجعه مقابل نظرائه الرئيسيين، وقد يستمرّ التحوّل الذي طرأ على سلوك المجازفة تقويض الطلبات على الأخضر، إذ يتهافت التّجار على العملات ذات العائدات الأعلى. وبما أنّ المفكّرة الاقتصادية لا تزال تفتقر للبيانات خلال دورة أميركا الشمالية، من المرجّح أن تقود اتّجاهات المخاطر تحرّكات الأسعار، بيد أنّ التعليقات التي سيدلي بها مسؤولو بنك الاحتياطي الفدرالي من شأنها أن تولّد موجة كبيرة من التذبذبات ترزح معدّلات الصرف تحت وطأتها، إذ يقيّم المستثمرون آفاق السياسة المستقبلية. وعلى الرغم من توقّع افتتاح الأسهم الأميركية على ارتفاع، من المرجّح أن تؤدّي تصريحات كلّ من جايمس بولارد وتوماس هونغ الى بروز تحوّل في اتّجاه الأسواق، ومن المقدّر أن يتلاشى ارتداد ثقة التّجار مع اقتراب الشهر القادم، إذ يخطّط بنك الاحتياطي الفدرالي لسحب برنامج التيسير الكمّي البالغة قيمته 600 مليار دولار.