رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الثلاثاء 17-2
أمريكا و أوروبا تحت المجهر..
اليوم هو يوم اقتصادي شديد الأهمية حيث من المنتظر اليوم أن يقوم السيد باراك أوباما الرئيس الأمريكي بالتوقيع بالموافقة على خطة الإنعاش الأمريكية و التي وافق عليها مجلس الشيوخ و الكونجرس خلال الأسبوع الماضي....
و تعد هذه الخطة بمثابة طوق النجاة الأخير للاقتصاد الأمريكي و العالمي من بعده و نري أن التفاؤل و الترقب هما السمتان الأساسيتان في الأسواق اليوم ....
إن الخطة الأمريكية التي طالما تحدثنا عنها مراراً و التي سنظل نتحدث عنها لبعض الوقت حيث أن هذه الخطة هي بالفعل طوق النجاة الأخير الذي سيمكن الولايات المتحدة الأمريكية من الوصول إلى بر الأمان بسلام, و يشير السيد أوباما إلى هذه الخطة على أنها الأمل الأخير الذي من دونه قد تسقط الولايات المتحدة الأمريكية دون رجعه إلى القمة, و كان اعتقاده هذا هو السبب وراء إصراره على موافقة كل من مجلس الشيوخ و الكونجرس الأمريكي على هذه الخطة...
لقد صارت القيمة النهائية للخطة 787$ مليار و تعد أكبر خطة في تاريخ مجلس الكونجرس يتم الموافقة عليها, و كما ذكرنا قبل هذا فإن الخطة سوف تنقصم إلى شقين الأول سيكون بمثابة تخفيض كبير للغاية للضرائب في الولايات المتحدة الأمريكية و الشق الأخر سيوجه إلى الإنفاق الحكومي حيث ستقوم الحكومة بإنفاق طرق و مرافق جديدة, و سوف يقع على عاتق هذا الشق أعباء كثيرة حيث أنه سيكون الشق المسئول عن خلق ما بين 3 إلى 4 مليون وظيفة خلال العامين القادمين...
و تعد تفصيل الخطة كالأتي, حيث سيتم تخصيص 300$ مليار لتخفيض الضرائب المتعلقة بالمواطنين و رجال الأعمال, كما سيتم تخصيص أكثر من 250$ مليار للتدعيم المباشر و للولايات المنكوبة و المواطنين الذين يواجهوا قصور شديدة, و أخيراً سيتم تخصيص قرابة 200$ مليار لتدعيم البنية التحتية للبلاد.
و كما نعلم جميعاً فإن جهود الحكومة لم تتوقف عند هذا الحد حيث أن الحكومة تنوي مد برنامج تسهيلات إقراض الأوراق المالية المدعومة بأصول و الملقب ( TALF ) و ذلك عن طريق استخدام الجزء المتبقي من برنامج الأصول المتعثرة ( TARP ) و الذي كانت قيمته 700$ مليار لمساعدة البنك الاحتياطي الفدرالي في تدعيم البنوك و البنية التحتية للقطاع المصرفي من أجل تحسين الأوضاع الائتمانية في البلاد..
بالإضافة إلى هذا تنوي الحكومة بناء صندوق استثماري لمساعدة القطاع الخاص على شراء الأوراق المالية المتعثرة, و تصل القيمة الأولية التي سيتم إنشاء الصندوق عليها إلى 500$ مليار و سوف يتسع ليصل إلى 1$ تريليون, و من ناحية أخري ستقوم الحكومة الأمريكية بمساعدة البنك الفدرالي بتمويل 1$ تريليون و التي سوف تسخر لتدعيم القروض الشخصية الخاصة بالمستهلكين و بالشركات و المؤسسات الصغير إلى متوسطة الحجم من أجل العمل على إعطاء دفعة إلى الاقتصاد الأمريكي الخامل.....
و الأن نترك الولايات المتحدة الأمريكية عزيزي القارئ و نذهب إلى المنطقة الأوروبية و إلى التدهور الشديد الذي تعاني منه في الوقت الحالي حيث أن جميع المؤشرات و البيانات الاقتصادية تشير إلى أن المنطقة أو القارة بأكملها تعيش فترة اقتصادية شديدة السوء و التدهور حيث باتت التوقعات تشير إلى أن الفترة الاقتصادية القادمة قد تكون أشد تدهوراً من الفترة السابقة خاصة عقب قيام السيد جون كلود تريشيت رئيس البنك المركزي الأوروبي باتخاذ قرار بتثبيت أسعار الفائدة بالرغم من قيام كل من البنك المركزي الياباني و البنك الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة لديهم إلى قرب المستوى صفر% هذا بالإضافة إلى البنك المركزي البريطاني الذي اتخذ هو الأخر قرار لخفض أسعار الفائدة على أدنى مستوياتها على الإطلاق منذ إنشاء البنك...
يعتقد الكثيرين أن قرار السيد تريشيت هو قرار خاطئ للغاية حيث انه يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية في البلاد, و يجب أن يبدأ هو و أعضاء مجلس السياسة النقدية بالبنك المركزي الأوروبي في الاستيقاظ و التمعن إلى ما ألت إليه الأوضاع الاقتصادية في البلاد و يقوموا بخفض أسعار الفائدة لمساعدة المنطقة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة و هو الشيء الذي بدأ بالفعل...
اليوم نري الأجندة الاقتصادية حافلة بالبيانات على عكس يوم أمس الذي كان شديد الهدوء مع غياب الأسواق الأمريكية نتيجة لإجازة يوم الرئيس, و تتركز أهم البيانات اليوم في البيانات البريطانية المتعلقة بمؤشر أسعار المستهلكين و الذي يعد المقياس الرئيسي لمستويات التضخم في البلاد, هذا بالإضافة إلى مؤشر أسعار مبيعات التجزئة الذي يعد مؤشر شديد الأهمية فيما يتعلق بمستويات التضخم...
يلي هذا صدور بيانات عن الاقتصاد الألماني و هي بيانات المؤشر ZEW للثقة, ثم تصدر عقب هذا بيانات الميزان التجاري في المنطقة الأوروبية و أخيراً بيانات عن القطاع الصناعي و التدفقات النقدية في الولايات المتحدة الأمريكية التي يسيطر عليها الترقب في الوقت الحالي بانتظار توقيع السيد أوباما لخطة الإنعاش في دينفير, كولورادو اليوم.