نجح الجنيه الاسترليني في تعويض التراجع الذي شهده، على خلفية حفاظ حاكم بنك انجلترا على آفاق حذرة، في حين انحسر التراجع الذي سجّله اليورو في الأيام الأربعة الماضية
نجح الجنيه الاسترليني في تعويض التراجع الذي شهده في اليوم السابق وبلغ ذروة 1.5731 خلال التجارات الأوروبية، بيد أن افتقاره للزخم اللازم لتصحيح عمليات التصفية التي نشأت في مطلع هذا الشهر قد يبقي معدلات الصرف ضمن نطاق ضيّق طوال الأسبوع، في وقت يقيّم فيه المستثمرون آفاق السياسية المستقبلية. وفي هذه الأثناء، تجاوزت القراءة الرئيسية لمعدلات التضخم الحدود العليا المحددة عند 3% في يناير، إلا ان حاكم بنك انجلترا ميرفين كينغ حافظ على آفاق حذرة في الكتاب الذي وجّهه الى وزير المالية أليستر دارلينغ وقال إن ضغوطات الأسعار الكامنة لا تزال "انخفاضية".
وعلاوة على ذلك، كرّر رئيس البنك المركزي أن تسارع نمو الأسعار هو مجرّد "انحراف مؤقت"، وتوقّع أن يصل التضخم الى 2% في النصف الثاني من العام، إذ لا يزال يرى "هامشًا كبيرًا" من الركود داخل الاقتصاد الحقيقي. وفي الوقت عينه، أعرب السيّد كينغ عن استعداده لرفع معدلات الفائدة إذا ما استمر تكاثف نمو مؤشر أسعار المتسهلك خلال الأجل المتوسط، في حين شارك السيّد دارلينغ وجهات نظر بنك انجلترا وتوقّع توسّع الأنشطة الاقتصادية خلال العام 2011. وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت اسعار المستهلك في بريطانيا وفق وتيرة سنوية بلغت 3.5% في يناير، مسجّلة بذلك اسرع وتيرة نمو منذ نوفمبر 2008، بينما هوت ضغوطات الأسعار في الشهر بنسبة 0.2% وسط توقعات انخفاضها بنسبة 0.1%. وعلاوة على ذلك، ارتفعت القيمة الجوهرية للتضخم من 2.8% في ديسمبر الى 3.1%، خلافًا لتوقعات تقدّمها الى 3.2%، وجاءت هذه البيانات متطابقة مع توقعات البنك المركزي، إذ يرجّح نشوء تذبذبات عالية في مؤشر أسعار المستهلك عقب الركود. وفي غضون ذلك، تزايدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر، مع ارتفاع مؤشر DCLG بنسبة 2.9% مقارنة بالعام المنصرم، متجاوزًا بذلك توقعات ارتفاعه بنسبة 1.2%، ومن المرجح ان تتحسّن الأوضاع، إذ لا يزال توسّع السياستين النقدية والضريبية يعزز عجلة الإقتصاد.
انحسر التراجع الذي شهده اليورو في الأيام الأربعة الماضية مقابل الأخضر وتقدّم الى ذروة 1.3685 خلال تجارات ليلة امس، وقد تحافظ العملة الموحّدة على قناة الاتجاه الهابط التي نشأت منذ ذروة يناير (1.4581)، إذ فشلت بتصحيح التراجع الذي سجّلته في الأسبوع الماضي. وفي هذه الأثناء، تراجعت ثقة المستثمر في ألمانيا للشهر الخامس على التوالي في فبراير، مع هبوط مسح ZEW من 47.2 في الشهر السابق الى 45.1 ، بيد أن مقياس الأوضاع الراهنة ارتفع من -56.6 في يناير الى -54.8. وفي الوقت عينه، انخفض مسح ZEW في منطقة اليورو من 46.4 الى 40.2 في الفترة نفسها، متجاوزًا بذلك توقعات تراجعه الى 41.5، وقد يحافظ البنك المركزي الأوروبي على آفاق حذرة للمنطقة في إطار سعي الاتحاد الأوروبي لإنقاذ اليونان.
انخفض الأخضر خلال تجارات اليوم، اذ هوى زوج الدولار/ين الى قاع 89.71، ومن المرجح أن تواجه عملة الاحتياطي تذبذبات متزايدة خلال دورة أميركا الشمالية، إذ استأنف التجار مضارباتهم بعد يوم العطلة في الولايات المتحدة وكندا. وفي هذه الأثناء، يتوقع أن تعزز المفكرة الاقتصادية تحسّن آفاق االنمو في المستقبل، في وقت يقدّر فيه المشاركون في الأسواق ارتفاع مؤشر Empire-state التصنيعي في فبراير من 15.92 في الشهر السابق الى 18.00، في حين يرجّح تزايد صافي تدفقات مشتريات الأوراق المالية طويلة الأجل الى 35.4 مليار دولار في ديسمبر عقب ارتفاعها الى 126.8 مليار دولار في الشهر السابق. وفي الوقت عينه، من المقرر أن يلقي عضو مجلس إدارة البنك الاحتياطي الفدرالي توماس هينغ، الذي عارض تعليقات مجلس الاحتياطي الفدرالي بإبقاء تكاليف الإقتراض عند قاعها التاريخي لفترة "مطوّلة" من الوقت، بكلمة حول الميزانية الأميركية في تمام الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش، في حين يتوقّع ارتفاع مؤشر سوق الإسكان NAHB من 15 في فبراير الى 16
: DailyFX