جاءت عطلة نهاية الأسبوع بمثابة طوق النجاة بالنسبة للعديد من المستثمرين، و ذلك بعد أسبوع من التقلبات و التحركات السريعة. حيث أنهى الدولار الأمريكي أسبوع ضمن الجزء الأقوى من مداه مقابل كل من اليورو و الجنيه. البيانات الاقتصادية كانت محدودة يوم الجمعة، لذا فقد استمر المستثمرين بتحديد مدى شهيتهم للمخاطرة حسب المشاعر المتولدة حول اليورو و الأداء الضعيف الذي شهدته أسواق الأسهم العالمية. تمكنت وول ستريت من أن تنهي يومها بإيجابية، لكن هذا الأمر تحقق فقط بسبب التقلبات و الضغوطات السلبية التي كانت قد تعرضت لها في اليوم السابق. اليوم من المقرر أن يصدر مؤشر مبيعات المنازل القائمة المتوقع بأن تصل إلى 5.62 مليون وحدة سكنية. قطاع المساكن سيتواجد تحت المجهر هذا الأسبوع، لكن فقط في حال سيتمكن المشاركين في الأسواق من إبعاد أنظارهم عن التطورات الجديدة حول أزمة الديون السيادية الأوروبية.
يستمر الدولار ملاذا آمنا بالنسبة للمستثمرين، و السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الفترة هو إلى متى سيتمر الدولار بالحفاظ على زخمه الصاعد؟ نظرا للحذر الذي بات يسيطر على الأسواق في الوقت الراهن، فإنه من الحكمة بالنسبة للمستثمرين أن يبقوا في حالة من التأهب. التقلبات التي باتت تسيطر على المستثمرين منذ شهر تقريبا من شأنها أن تستمر للمزيد من الوقت. البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع لن تقتصر على قطاع المساكن، إذ لدينا موعد مع القراءة التمهيدية للناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس بالإضافة على مؤشر طلبات الإعانة الأسبوعي. تزامن هذه البيانات مع الديناميكية المتوقعة في وول ستريت و تطورات أزمة الديون السيادية الأوروبية، فإنه من المرجح أن يستمر المستثمرين في مواجهة أوقات عصيبة. المستثمرين الذين على استعداد لاختبار مستويات الدولار عليهم الأخذ بعين الاعتبار المستويات التي يتواجد عندها.
اليورو(EUR/USD)
بيانات مدراء المشتريات ليوم الجمعة من أوروبا لم تساعد في تهدئة روع مستثمري اليورو. إذ تقريبا جميع التقارير الخاصة بقطاع الصناعة و الخدمات من ألمانيا و فرنسا كانت سلبية، الأمر الذي أثبت من جديد أن البيانات الاقتصادية من المنطقة ما تزال ضعيفة. يبدوا أن جميع النقاشات و التساؤلات المتولدة في أوروبا تتمحور حول أزمة الديون السيادية خاصة في الوقت الذي أكدت فيه إسبانيا نواياها بتطبيق الإجراءات التقشفية. هذا و أعلنت ألمانيا و إيطاليا أيضا عن نواياهم بتخفيض النفقات. اليوم ستغيب البيانات الاقتصادية عن أوروبا في الوقت الذي تتمتع فيه العديد من بلدان المنطقة بعطلة البنوك. باقي الأسبوع أيضا سيشهد صدور كم محدود من البيانات الاقتصادية، الأمر الذي سيدفع بالمستثمرين بالتركيز المشاعر المتولدة حول الأزمة المالية التي تمر بها أوروبا حاليا. إذ هنالك قلق متزايد من تداعيات إقبال الحكومات الأوروبية بتبني إجراءات تقشفية. اليورو يتواجد في منحدر زلق، و من شأنه أن يستمر على هذا الدرب للمزيد من الوقت.
الجنيه الإسترليني (GBP/USD) ما يزال الجنيه تحت ظلال اليورو، لذا يجد نفسه في الجزء الأضعف من مداه مقابل الدولار. صدر عن بريطانيا يوم الجمعة مؤشر الموافقات على القروض العقارية الذي خيب اللآمال، حيت تراجع إلى 47 ألف مقابل المتوقع 54 ألف. تقرير صافي الإقراض للقطاع العام كان ضعيفا أيضا. اليوم لن تشهد بريطانيا أية بيانات اقتصادية هامة، لكن غدا لدينا موعد مع القراءة المعدلة للناتج المحلي الإجمالي المتوقع بأن تظهر تحسنا طفيفا في نمو الاقتصاد. الجنيه ما يزال يتعرض للضغوطات بسبب القلق المتولد حول أزمة الديون الأوروبية و المخاوف من أن بريطانيا قد تعاني هي الأخرى قريبا من مشاكل في ميزانيتها. رغم أن السياسة التي اتبعتها بريطانيا كانت أكثر شفافية من الإتحاد الأوروبي، إلا أن المستثمرين ما يزالون يشعرون بالتوتر. الجنيه قد يشهد تداولات سريعة نوعا ما هذا الأسبوع. الين الياباني (USD/JPY) يتواجد الين الياباني ضمن الجزء الأقوى من مداه مقابل الدولار. رغم أن البيانات الاقتصادية اليابانية ليست بواعدة، إلا أن تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين هي التي تحدد مستويات الين حاليا. مع تزايد التساؤلات في الأسواق العالمية، القلق من إنتشار العدوى من أوروبا إلى بلدان أخرى يسيطر بشكل واضح على المستثمرين الآسيويين أيضا. يحظى الين حاليا بدعم من الشراء الذي يقبل عليه "أصدقائه القدماء". الكاتب: روبيرت بيتروتشي
:
24 أيار 2010،
المواضيع المتشابهه 
