افتتاح الأسواق الأميركية: تراجع اليورو والجنيه الاسترليني إثر تعثر الاتّجاه في الأسواق، في

تراجع اليورو يوم الجمعة وصولا الى قاع 1.2980 خلال تجارات ليلة أمس، إذ قلّص المستثمرون شهيتهم للمخاطر، وقد يدفع تحوّل اتّجاه الأسواق بزوج اليورو/دولار الى تصحيح التقدّم الذي سجّله مطلع هذا الأسبوع، إذ يتوقّع أن تظهر المفكّرة الاقتصادية توسّع أكبر اقتصاد في العالم وفق وتيرة أبطأ في الفصل الثاني.

أبرز العناوين

في غضون ذلك، أفاد البنك المركزي الإيرلندي أن الانتعاش في منطقة اليورو قد يصبح "معتدلاً نوعًا ما" في النصف الثاني من العام 2010، إذ تسعى الحكومات العاملة تحت لواء نظام معدّل الصرف الثابت لتشديد سياستها المالية وتقليص عجز ميزانياتها، وأردف أنّ "انّ المخاطر التي تواجه آفاق النمو خلال الأجل المتوسّط تبدو هبوطية، نظرًا الى أن التوطيد قد تكون له تداعيات على النمو تفوق التوقعات في منطقة اليورو والاقتصاد العالمي بشكل عام".

ونتيجة لذلك، يتوقّع على نطاق واسع أن يعمد البنك المركزي الأوروبي الى إبقاء معيار معدلات فائدته ثابتًا عند قاعه التاريخي عند 1.00% خلال الأسبوع المقبل، وقد يواصل الرئيس جان كلود تريشيه اعتماد آفاق محايدة للسياسة المستقبليّة إذ يتوقّع تحقيق "انتعاش متفاوت" يقترن بضعف نمو الأسعار. مع ذلك، أظهر الجدول الاقتصادي تدهور إنفاق الأسر في ألمانيا بنسبة 0.9% في يونيو وسط تقديرات تراجعه بنسبة 0.2%، بينما بقي معدّل البطالة في منطقة اليورو ثابتًا عند أعلى مستوى له في إثني عشر عامًا عند 10.0% للشهر الرابع على التوالي. وفي الوقت عينه، ارتفعت تقديرات مؤشر أسعار المستهلك للمنطقة وفق وتيرة سنويّة وقدرها 1.7% في يوليو من 1.4% في الشهر السابق، وهي أعلى قراءة لها منذ نوفمبر 2008، إلا أن الركود المخيّم في الوقت الراهن على القطاع الخاص الى جانب ضعف النظام المالي قد يلقيان بثقلهما على نمو الأسعار خلال الأشهر المقبلة، في ظلّ حفاظ مجلس الإدارة على موقف حذر أزاء التضخّم.

انحسر التسارع الصعوي الذي حقّقه الجنيه الاسترليني لستّة أيام متتالية، وهبطت معدلات الصرف الى قاع 1.5551، ولكن يبدو أن زوج الجنيه الاسترليني/دولار سيبقى مستقرًّا قبيل افتتاح تجارات أميركا الشماليّة مع تماسك تحركات الأسعار فوق المتوسّط الحسابي لمئتي يوم القائم عند 1.5544. مع ذلك، وعلى خلفيّة هبوط مؤشر القوّة النسبيّة RSI من منطقة مقاومة قويّة، من المرجّح أن نلحظ بروز تحرّكات تصحيحيّة خلال الأسبوع المقبل، وسيتيح تسجيل اختراق دون المتوسّط الحسابي لمئتي يوم المجال امام تقدّم الأسعار باتجاه المتوسّط الحسابي لعشرين يوم القائم عند 1.5306، والذي يتزامن مع الحدود الدنيا للقناة الصعوديّة التي نشأت اعتبارًا من قاع تجارات شهر يونيو (1.4346). مع ذلك، يتوقّع أن يحافظ بنك انجلترا على سياسته الحاليّة في وقت من المقرّر أن يصدر فيه قرار فائدته خلال الأسبوع المقبل، إلا أنّه من المرجّح أن يمتنع المصرف المركزي عن نشر بيان سياسته، ما قد يؤدّي الى هدوء تحركات اسعار الجنيه الاسترليني في أعقاب إعلان معدلات الفائدة.

كانت تحرّكات أسعار الدولار الأميركي متباينة خلال تجارات ليلة أمس، وهبط زوج الدولار/ين الى قاع جديد للعام عند 86.15، إذ شهد الين الياباني تسارعًا صعوديًا خلال تداولاته، وقد تواجه عملة الاحتياطي موجة من التذبذبات المتزايدة في دورة أميركا الشمالية، إذ يرجّح ان تظهر القراءة المعمّقة لأرقام الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثاني توسّع الأنشطة الاقتصادية والإنفاق الخاصّ وفق وتيرة أبطأ مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من العام. كما يقدّر ان يرتفع معدّل النمو وفق وتيرة سنوية تبلغ 2.6% عقب تقدّمه بنسبة 2.7% في الفصل الأول، بينما يرجّح توسّع الإنفاق الخاص بنسبة 2.4% في أعقاب ازدياده بنسبة 3.0% في الفترة الأخيرة. في الوقت عينه، يتوقّع ان يتراجع مؤشر مدراء المشتريات الصادر عن بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية شيكاغو الى 56.0 في يوليو من 59.1 في الشهر السابق، وقد يعزّز بطء وتيرة النمو في أوسع اقتصاد في العالم تزايد نفور المخاطر، إذ يقيّم المستثمرون آفاق الانتعاش العالمي.