رد: الفوركس ....علمني الحياه
بمناسبة الفقاعات وما تسببه من ازمات عالميه
اريد ان احكي لكم قصة تاجر المجوهرات الذي وقع في غرام قطعة الزجاج
يحكي انه لم يكن مجرد تاجر مجوهرات ..
انه اكبر واشهر واعظم تجار المجوهرات واكثرهم خبره وحكمه وحنكه ..ذاع صيته واشتهر لدرجة ان كبار التجار ومتداولي المجوهرات كانوا يلتجئون اليه ليتعلموا من خبرته وينهلون من
مواهبه وغالبا ما كانوا يحتكمون اليه في كل شؤون تجاراتهم ، كلمته فصل بينهم ..اشارته نبراس لهم يهتدون بها ويسيرون علي خطاها.
و يحكي اته ايضا وفي ظروف يشوبها الكثير من الغموض والابهام ولاسباب لم يتمكن احد من معرفتها او تفسيرها انه وقع في غرام قطعة من الزجاج تعلق قلبه بها كثيرا فضلها علي
كثير مجوهراته ،امتلكت قطعة من قلبه لا لشيء الا...الا ماذا؟..هو نفسه لم يكن يعلم لماذا.
انتشر الخبر وذاع في اوساط التجار وتداولته الالسنه . اتهموه بالجنون ولكن كيف؟ لم يتسني لهم ذلك فلا يزال هو هو كبيرهم ومرشدهم ومعلمهم وحكيمهم سديد الراي نافذ البصيره
..لم تكن له (او بالاحري عليه)غير هذه ال....
هو نفسه لم يكن يهتم كثيرا لذلك او يلقي له بالا فما يضيره من همساتهم و لمزاتهم فهو بحكمته وخبرته يعلم ان الشجر المثمر فقط هو الذي يقذف بالحجاره , لم يعبأ بارائهم فهو
يوما من الايام لم ولن يعرضها لهم .نعم محتفظا بها في خزانته الخاصه لم يفكر يوما في وضعها في معرضه لا لشئ الا لانه يعتبرها ملكه الخاص وشأن من شؤون حياته هو وهو
فقط وليس لاحدهم شأن بذلك (لم يكن يريد ان يتطرق الي مسألة كونها ليست جوهره حقيقيه فهو يعلم ذلك جيدا).
تعرض منزله في يوم من الايام للسرقه . نعم هي من سرقت منه. ليس عيبا في اللص فهو امهر فاتح خزن في البلده كلها وقد قام بواجبه علي اكمل وجه و اخترق قدس الاقداس
ليصل الي اغلي واثمن قطعه. نعم ليس العجب في ذلك ولكن العجب فيما فعله التاجر فقد افتداها من اللص بقطعه اخري حقيقيه نعم افتداها بجوهره حقيقيه.
تناقلت الانباء..اجتمع الوشاه والتجار والماكرين والاعيان. افنوا اشهرا عده في محاولة تفسير الامر . احتل النقاش جميع المنتديات والجلسات والاوقات.. ظنوا ان لها سحرا ما لا
يعرفه غيره وانها تميمة تفوقه وسر سعادته . تفتق ذهن عين اعيانهم عن فكره شيطانيه :سيشتريها منه .
حشد له الاموال و الكنوز وساروا له في جمع ضخم . اقنعوه بأن يتركها .بعد جهد وعناد والم واصرار تكاثروا عليع.رضخ اخيرا لرغبتهم فباعها لاحدهم عن غير اقتناع.
أبدا لن تعود اليه بعد الان ...
هي لم تذهب بل هو الذي ذهب .ذهب بعيدا بعد فتره وجيزه من الالم والمرض. اما هي فمازالت باقيه لم تتأثر (فالجماد لا يتألم ولا يسعد لا يحيي ولا يموت).
عاد الابن من الخارج ليصفي تجارة والده ويبيع محلاته وياخذ ميراثه ويغادر سريعا الي مهجره.مرت الايام ...هدأت الاحوال..اندثرت الحكايه ونسي الناس القصه ولم تبقي الا...
نعم ..قطعة الزجاج . عفوا:قطع الزجاج (نسيت ان أذكر انها قد تهشمت تحت عجلات اول سياره مرت عليها بعد ان لم يجد لها صاحبها الجديد اي نفع يذكر).