افتتاح الأسواق الأوروبية: هبط الدولار على خلفية رسالة وزير الخزانة غيثنر، وتتّجه الأنظار ج

تقدّم اليورو والجنيه الاسترليني خلال تجارات ليلة أمس، واكتسب كلّ منهما 0.3% و0.2% على التوالي مقابل الدولار الأميركي، إثر ارتفاع الأسهم- ما ألقى بثقله على الأخضر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا- بينما بدت الرسالة التي بعثها وزير الخزانة تيموثي غيثنر الى نظرائه في دول مجموعة العشرين داعمة لضعف العملة الأميركية. وأفاد السيّد غيثر في رسالته هذه أنّه ينبغي على البلدان ذات الفائض التجاري الدائم (كالصين على سبيل المثال) اعتماد أدوات خاصّة بالسياسة بما فيها معدّلات الصرف، من اجل التقليص من حدّة الإختلالات السائدة. كما تضمّن البيان أن وزير الخزانة يتطلّع الى أنّ تساهم عملات الدول التي تملك فائضًا في تقويّة الدولار، ما يتناقض بشكل مباشر مع ما أفاد به في الأسبوع السابق. نحافظ على استراتيجيّة محايدة في ما يخصّ زوج اليورو/دولار والجنيه الاسترليني/دولار.

سجّل كلّ من الدولار الأسترالي والنيوزيلندي أداءًا متميّزًا، مع تسجيلهما تقدّمًا مقابل جميع نظرائهما الرئيسيين، إذ حذت الأسهم الآسيوية حذو وال ستريت بالإرتفاع، في أعقاب تقارير العائدات للفصل الثالث الإيجابية وهبوط إعانات البطالة الأميركية الأساسية بقدر فاق التوقّعات. كما اكتسب مؤشر الأسهم العالمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي 0.1%، ما قوّض المسار الهبوطي الذي كان يتّبعه لفترة مطوّلة منذ مايو. كما أبدت العملتان علاقة وثيقة بإتّجاهات شهية المخاطر.
عزّز عضو بنك الاحتياطي الفدرالي توماس هوينغ مقامه كرمز من رموز البنك المركزي الأميركي الذين يتمسّكون بموقفهم ويسعون جاهدين الى إبراز البراهين الوافرة التي تدعم حجّتهم، مصرّحًا أنّ السيولة المفرطة قد تؤدّي الى "نتائج وخيمة". كما أردف أنّ شراء سلّة جديدة من سندات الخزانة الأميركية من أجل تقليص معدّل فائدة الأجل البعيد ورفع توقّعات التضخّم يتّسم "بقدر ملحوظ من المخاطر". وتجاهلت أسواق الصرف هذه الملاحظات، إذ لم تورد تفاصيل كثيرة لم يكن قد أخذها التّجار بعين الإعتبار من قبل، نظرًا الى أنّ السيّد هوينغ انشّق عن الأغلبية في لجنة تحديد المعدّلات التابعة لمجلس الاحتياطي الفدرالي على طول العام.

يتصدّر مسح IFO الألماني لثقة الأعمال المفكّرة الاقتصادية في الساعات الأوروبية، وسط توقّعات تشير الى هبوط مقياس التوقّعات للشهر الثالث على التوالي الى أدنى مستوى له منذ يونيو. مع ذلك، من غير المستبعد نشوء مفاجآت ايجابية، نظرًا للنتائج المماثلة التي صدرت مطلع هذا الأسبوع والمتعلّقة بمسح ZEW وأرقام مؤشر مدراء المشتريات التصنيعي. مع ذلك، قد لا تنجح هذه البيانات في إثارة تحرّكات في الأسواق، إذ تتّجه الأنظار جميعها الى القرارات التي ستترتّب عن قمّة دول مجموعة العشرين التي ستعقد في ساوول، في ظلّ بروز مخاوف أزاء بروز "حرب عملات"، التي تعزّزها الإنتقادات الصادرة عن وسائل الإعلام المالية.
أما على صعيد الإتّجاه، فتداول مؤشرعقود الأسهم الاجلةS&Pعلى ارتفاع بلغ 0.2% خلال أواخر الدورة الآسيوية، دلالة على أنّ الدولار الأميركي الذي يعتبر ملاذًا آمنًا سيواصل رزوحه تحت وطأة الضغوطات، إذ لا تزال شهية المخاطر تتلقى دعمًا ملحوظًا.