تستحوذ عقود الذهب في الآونة الأخيرة على كمّ هائل من الإهتمام في صفوف المستثمرين، إذ سجّل المعدن الأصفر ارتفاعًا وصولاً الى مستويات تاريخية جديدة. بيد أنّه ليس من الضروري تداول الذهب من أجل الإستفادة من التذبذبات الأخيرة التي يشهدها هذا المعدن النفيس. في الواقع، بات العديد من أزواج العملات الأكثر تداولاً يستند بتحرّكاته على الذهب، ما يوفر لتّجار الفوركس فرصًا سانحة تخوّلهم الإعتماد على الإتّجاه الصعودي أو المراهنة ضدّه، هذا فضلاً عن المنافع التي يدرّها التداول في أكثر الأسواق عمقًا وسيولة.
يشمل الجدول الآتي العلاقة التي تربط الذهب بأكثر الأزواج تداولاً ضمن إطارات زمنية مختلفة ومتعدّدة. تشير أي قيمة تقترب من +1 الى أنّ علاقة ايجابية وثيقة تربط الذهب بالزوج ، بينما تدلّ أي قيمة بمحاذاة -1 على أنّ ارتباط سلبي قويّ يجمع ما بين هذين الإثنين. التعليقات الأسبوعية: بصفة عامّة، حافظ الدولار الأميركي على ارتباطه العكسي السلبي الوثيق بالمعدن الأصفر هذا الأسبوع، بيد أنّنا لاحظنا بعض التباعد بين مختلف أزواج العملات. فقد تدهورت علاقة عدد من الأزواج بعقود الذهب، بينما بقي ارتباط العدد الآخر وثيقًا أو بالأحرى بات أكثر قوّة.
وتمامًا كما شرحنا في تقاريرنا اليومية، في الوقت الذي تجمع المعدن الأصفر بالدولار الأميركي علاقة عكسية وثيقة حاليًا، غير أنّ هذا الواقع لا يصحّ دائمًا.إذا ما عدنا الى شهر أغسطس، نلاحظ أنّ هذا الإرتباط كان ايجابي للغاية. لهذا السبب ينبغي على التّجار الإطّلاع على أحدث التطوّرات والبيانات من اجل معرفة اختيار الزوج (الأزواج) الذي ينبغي تداوله، الى جانب كيفية تداوله للحصول علىالمعيارالأمثللتحديدمواقعشراءالذهب.
سنتكلّم هذا الأسبوع عن زوج النيوزيلندي/دولار الذي تزايدت علاقته اليومية بعقود الذهب من 0.93 في الأسبوع المنصرم الى 0.96. تظهر الرسوم البيانية أدناه الإرتباط اليومي مع مرور الوقت، الى جانب علاقة الستّين دقيقة على مرّ الساعات. وبما أنّ الدولار النيوزيلندي ترتبط تجاراته بالسلع، فهو يقترن بشكل معقّد بالنمو العالمي واتّجاه المخاطر، وبالتالي من غير المفاجىء أن نشهد غالبًا نشوء علاقة وثيقة بين هذه العملة والمعدن الأصفر.
لقد ألقينا الضوء في الأسبوع الفائت على زوج الدولار/فرنك سويسري، الذي اختبر بدوره تعزيزًا لإرتباطه مقارنة بالأسبوع الماضي من -0.94 الى -0.95. لا نزال نفضّل هذا الزوج على غيره من الأزواج نظرًا الى اتّساق مسيرته بإتّباع الذهب ولأنّ الفرنك السويسري يعتبر بمثابة ملاذ آمن، شأنه شأن المعدن الأصفر.
في الختام، نودّ الإشارة الى أنّ العلاقات التي تنشأ على طول اليوم الواحد تدهورت خلال تداولات هذا الأسبوع الفائت. فعلى سبيل المثال، ضعفت علاقة الأسبوعين، ارتباط الستّين دقيقة بين الدولار/فرنك سويسري والذهب الى -0.85 من -0.91. كما تدهورت العلاقة عينها التي تجمع المعدن الأصفر بزوج الاسترليني/دولار الى 0.74 من 0.80، بينما هوت تلك القائمة بين الذهب وزوج اليورو/دولار الى 0.69 من 0.90. ينبغي علينا رصد ما إذا كانت هذه البراهين تدلّ على التعثّر المؤقّت للإرتباط الذي يجمع الدولار بعقود الذهب.
هل استهلّت عقود الذهب موجة من التصحيح؟ هوت الأسعار بما يناهز 43$ منذ الأسبوع الماضي، بيد أنّ حيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة ETF لم تشهد تغييرات كثيرة. وعقب ارتفاعها بحوالى 600000 أونصة تروي في الأسبوع الماضي، هوت الحيازات بمقدار 120000 اونصة تروي هذا الأسبوع. ولكن إذا ما ألقينا نظرة على التصحيح السابق الذي اختبره المعدن الأصفر، نجد انّ الأسعار حاليًا تقود انخفاض حيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة ETF التابعة للذهب. لربّما التاريخ يعيد نفسه.
بشكل عام، يبدو وكأنّ أسعار الذهب تنال مرادها قبل تزايد حيازات الصناديق الاستثمارية المتداولة ETF التابعة للذهب. منذ أنّ بدأ المعدن الأصفر بسلوك مساره الصعودي في يوليو، ارتفعت الحيازات بنسبة 2.5%، بينما تقدّمت الأسعار بنسبة ملحوظة أكثر بلغت 22.5%.