الدولار الأميركي: من المرجّح هيمنة شهية المخاطر من جديد على خلفية قرار فائدة مجلس الاحتياط

قبل الغوص في الإحتمالات الأساسية التي قد يختبرها الدولار خلال الأسبوع المقبل، من الضروري أوّلاً إلقاء الضوء على التوقّعات "الحيادية" التي رجّحناها للعملة.

الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: محايدة
* لم يولّد تطابق قراءة أرقام الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثالث مع التوقّعات تخمينات كافية لإعادة تحديد توقّعات الحوافز وشهية المخاطر
* أجرى بنك الاحتياطي الفدرالي استطلاعًا للرأي شمل المصارف الرئيسية لمعرفة توقّعاتهم أزاء حجم ومدّة برنامج التخفيضات الكمّية الثاني
* يسود الإزدحام قبل تسجيل أي اختراق، لكن ما هو المسار الذي سيتّبعه زوج اليورو/دولار اعتبارًا من هذه المرحلة؟
قبل الغوص في الإحتمالات الأساسية التي قد يختبرها الدولار خلال الأسبوع المقبل، من الضروري أوّلاً إلقاء الضوء على التوقّعات "الحيادية" التي رجّحناها للعملة. في الواقع، من المحتمل أن يكون الأخضر في صدد الإلتحاق بإتّجاه جديد في الأسبوع المقبل على خلفية إعلان بنك الاحتياطي الفدرالي عن خططه للسياسة النقدية التي طال ترقّبها. مع ذلك، قد تختلف المسارات التي يتّبعها الدولار والوتيرة التي يتقدّم بها وفقًا لما يتوصّل اليه المسؤولون من اتّفاق. إذا ما أخذنا "مستوى النشاط" بمثابة تقييم، لكنّا اعتبرناه "غاية في الأهمّية" وبنينا على أساسه سيناريوهات خاصّة بالإتّجاه. في حال أردنا تحديد مسار الدولار في خضّم أسبوعين أو ثلاثة، بإمكاننا القول إنّ العملة الأميركية تختبر انتعاشًا ملحوظًا عقب موجة الضعف التي شهدتها.
أمّا على صعيد مستقبل الدولار، ثمّة بعض الشكوك في أن يهيمن حدث واحد على تحرّكات العملة. من المقرّر أن ينشر مجلس الاحتياطي الفدرالي ملاحظاته حول العافية الإقتصادية والمالية للإقتصاد الأميركي، الى جانب الإعلان عن الخطوات التي سيتّخذها،وذلك في الثالث من نوفمبر في تمام الساعة 18:15 بتوقيت غرينتش. يقدّر الخبراء الاقتصاديون وأسواق المضاربة بشكل كبير زيادة الحوافز. ما عادت كلمة "لو" تثير المخاوف في هذه المرحلة.لقد تمّ أخذ هذا الأمر بعين الإعتبار مسبقًا. وفي حال لم يتّم إدخال أي تعديلات على السياسة، سيشهد الأخضر مباشرة انعكاسًا في مساره، بما أنّ نقاط تحديد المواقع الفنّية أشارت الى نشوء سيناريو مماثل. أمّا الصعيد الأهمّ لهذا الحدث فيتجسّد في حجم ومدّة (الوقت الذي سيطبّق فيه) برنامج ثانٍ لشراء الأصول. والإستناد الى الكلمات التي أدلى بها بعض المسؤولين السياسيين، تجتمع الآراء حول تطبيق برنامج أكثر مرونة يطبّق على فترات زمنية تشمل كلّ منها 100 مليار دولار على مدى خمسة أو ستّة أشهر.
بالإضافة الى ذلك، بات هذا الحدث المرتقب اكثر تشويقًا، عندما عمد بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية نيويورك الى إجراء استطلاع للرأي شمل أبرز المصارف لديه التي تشارك في العمليات المفتوحة وتصدر اوامر طلب على سندات الخزانة، وذلك من أجل قياس حجم ومدّة برنامج حوافز ثاني. تندرج هذه المساعي في إطار معرفة توقّعات الأسواق، وبالتالي اكتشاف أي من السيناريوهات الذي قد يأتي مخيًبًا للآمال، أو يفاجىء التّجار. وفي وقت تقدّر بعض المصارف إضفاء ترليون دولار على شكل حوافز، ينبغي علينا رؤية ما إذا كانت جهود مماثلة تتعقّب تقديرات الأسواق ولا تولّد موجة من التذبذبات غير المرغوب بها.
وبعد أن أوردنا المعلومات اللازمة والسيناريوهات المحتملة، ما هي ردود الفعل المرتقبة؟ إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ان بنك الاحتياطي الفدرالي سيعتمد برنامج حوافز إضافي، قد يولّد التطابق مع التوقّعات تزايدًا في شهية المخاطر ويترك الأخضر عند معدّلات صرف عادلة. كما سيلقي اتّفاق يتراوح بين 500 و 600 مليار دولار بثقله على العملة الأميركية، بما انّه ينتقص من قيمتها. لم يجدِ البرنامج الأوّل أي نفع، ويعتقد البعض أنّ الإستغلال الهامشي لدعم إضافي سيتراجع بشكل سريع. في حال تبلور ذلك، لا تزال فرص تدهور شهية المخاطر قائمة؛ وسيجد الدولار بدوره بعض المحفزّات للتسارع صعودًا.