يختبر اليورو تسارعًا صعوديًّا حادًّا، ولكن هل هي فعلاً بوادر اتجاه صعودي للعام 2011؟

يختبر اليورو تسارعًا صعوديًّا حادًّا، ولكن هل هي فعلاً بوادر اتجاه صعودي للعام 2011؟
بلغ اليورو أعلى مستوى له في عدّة أشهر، في ظلّ التحسّن الملحوظ الذي شهدته أسواق الديون السياديّة الأوروبيّة، وذلك خلافًا للتوقعات، كما بات يتمتّع بالأداء الأفضل ما بين عملات مجموعة الدول العشر طوال خمسة أيام متتالية. التوقعات الأساسية لليورو: محايدة
اختبر اليورو تسارعًا صعوديًّا على خلفيّة بلوغ ثقة الأعمال الألمانيّة الصادرة عن معهد البحوث الألمانيّة مستويات تاريخيّة
أكّد البنك المركزي الأوروبي أن معدلات الفائدة "ملائمة"، غير أنّه امتنع عن توفير أي تفاصيل جديدة حول برنامج شراء الديون
حقّق اليورو تسارعًا صعوديًّا على خلفيّة تعهّد مسؤولو منطقة اليورو بتعزيز مرافق التمويل الطارئة
بلغ اليورو أعلى مستوى له في عدّة أشهر، على خلفيّة التحسّن الملحوظ الذي شهدته أسواق الديون السياديّة الأوروبيّة، وذلك خلافًا للتوقعات، كما بات يتمتّع بالأداء الأفضل ما بين عملات مجموعة الدول العشر طوال خمسة أيام متتالية. هذا ويمهّد التهافت غير المتوقّع على ديون منطقة محيط أوروبا الى جانب قوّة البيانات الاقتصاديّة الطريق لمزيد من الارتفاع، بيد أنّ رصد نتائج مزادات الديون المستقبليّة سيكون بالغ الأهميّة، في ظلّ كثافة عروض الدول المتعثّرة. وقد أوردت صحيفة وال ستريت في مقال نشرته مؤخرًا أن المزادات التي عقدتها منطقة اليورو خلال شهر يناير كانت تلقى دعم المستثمرين من خلال تدفقات السيولة المتزايدة، التي قد تتباطأ بشكل ملحوظ في فبراير. كما يرجّح أن تكون مزادات الديون المرتقبة ذات أهميّة بالغة بالنسبة الى ثقة الأسواق، بينما سيوفر اكتظاظ المفكرة الاقتصاديّة بالبيانات على نحو مماثل حوافز قد تدفع زوج اليورو/دولار الى اختبار تحرّكات حادّة.
من المرجّح أن تستقطب مزادات الديون التي ستعقد في كلّ من إيطاليا، وأسبانيا، وسلوفاكيا الاهتمام خلال الأيام المقبلة، بينما يقدّر أن تشكّل قراءة كلّ من مؤشر ثقة المستهلكين وتقرير التضخّم الألماني محفّزًا رئيسيًّا لتحرّكات اليورو، إذا ما أسفرت عنها مفاجآت كبرى. هذا ويشير الزخم العام الى أن اليورو قد يوسّع دائرة ارتفاعه مقابل العملة الأميركيّة ذات الاتجاه الهبوطي. وفي الواقع، تظهر بيانات التزامات التجّار الصادرة عن لجنة تداول عقود السلع الآجلة، بتاريخ الثامن عشر من نوفمبر، بأن التجّار الذين لا ينتمون الى مؤسسات تجاريّة – معظمهم من كبار المضاربين – بدأوا يستأنفون من جديد عمليّات شراء اليورو/دولار، دلالة على نشوء تحوّل ملحوظ في الاتجاه وتأكيد على الغموض المخيّم على الاتجاهات القائمة، وغالبًا ما يمهّد هذا التردّد لبروز تذبذبات خلال تجارات الأجل القريب.
يتوقّع الفريق العامل لدى دايلي أف. أكس. تراجع اليورو خلال العام 2011، بيد أن تحدّيات كبيرة تخلّلت شهر يناير في وقت تسمح هذه الفترة عادةً في تحديد المنحى المستدام لتجارات العملات. ليست لدينا أي مشكلة طبعًا في الإقرار بأخطائنا، بيد أن شهر يناير لم ينتهِ بعد وثمّة مسائل كثيرة قد تحدث من الآن حتّى نهاية الشهر الحرج.
بحسب دراساتنا السابقة، ينبئ تسارع اليورو/دولار صعودًا أو انخفاضه في يناير بتحرّك مماثل خلال الفترة الممتدّة ما بين شهري فبراير وديسمبر، وذلك بفرص نجاح تناهز 70% تقريبًا (يتمّ استخدام معدلات اليورو المركّبة السابقة للعام1999) . ولذلك سيتمّ رصد الأسابيع المقبلة باهتمام كبير، وسنقوم بتغيير التحيّز استنادًا الى ذلك. هذا ويبدو أن الارتفاع الذي شهده زوج اليورو/دولار خلال الأسابيع الأخيرة يعزى الى حدّ بعيد الى التغطيات الكثيفة لمواقع البيع وليس بالضرورة الى نشوء تحوّل جوهري في الاتجاه. سيكون الزمن كفيلاً بتبيان ما إذا كان ما يدور الآن هو فعلاً بداية اتجاه صعودي لليورو أو استئناف للتراجع الذي شهده الدولار الاميركي لعدّة أعوام، ومن المرجّح أن تضطلع ثقة المستثمرين في الملاءة الماليّة لمنطقة اليورو بدور رئيسي في تحديد اتجاهات الأسعار.