يرجّح تلاشي مناعة اليورو أزاء اتّجاهات المخاطر مع اقتراب موعد صدور قرار فائدة البنك المركز

يرجّح تلاشي مناعة اليورو أزاء اتّجاهات المخاطر مع اقتراب موعد صدور قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي

اليورو في وضع مثير للإهتمام.خلال الشهر القادم، سيحمل أسبوع تلو الأخر حدثًا رئيسيًا محفوفًا بالمخ
اطر ارتفع اليورو إذ فاقت توقعات رفع البنك المركزي الأوروبي لمعدّلات الفائدة تلك العائدة لنظرائه جميعهم
لا يزال الغموض يخيّم على المستقبل المالي لمنطقة اليورو على خلفية رفض ألمانيا توفير المزيد من الدعم
واجه ارتداد اليورو مقاومة مؤقتّة؛ بيد أنّ الإتّجاه الحقيقي يبقى غير واضح المعالم
اليورو في وضع مثير للإهتمام. خلال الشهر القادم، سيحمل أسبوع تلو الأخر حدثًا رئيسيًا محفوفًا بالمخاطر. وتتمتّع هذه الأحداث المذكورة بتداعيات تفوق تلك العائدة لمجرّد مؤشر اقتصادي- فهي تؤثّر على جوهر وضع العملة الأساسي. وفي الأشهر القليلة الماضية، تغاضى اليورو بشكل ملحوظ عن المخاوف المالية التي قوّضت آفاق المنطقة والتي ظهرت بعد أنّ سلّط إنقاذ اليونان الضوء على وضع الإتّحاد النقدي الحرج. علاوة على ذلك، في الأسبوع الفائت، تحوّلت الآفاق الحيادية الى صعودية بعد أن عزّزت توقعات معدّلات الفائدة احتمال بلوغ عائدات رؤوس الأموال والفوائد للعملة الموحّدة مستوى يتجاوز ذلك الخاصّ بعدد من نظرائها.
ومع حلول مطلع أسبوع التداول الجديد، نعرف أنّ الإنشغال بمعدّلات الفائدة هو واسع النطاق لدرجة مساهمته بتجدّد نفور المخاطر بشكل مؤقّت ولكن ملحوظ. كما تقدّر الأسواق رفع معدّلات الفائدة بمقدار 95 نقطة أساسية خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة. بناء عليه، تتوجّه الأنظار الى قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي المرتقب صدوره يوم الخميس نظرًا الى أنّ هذا المصرف امتنع عن تغيير المعدّلات على طول عامين تقريبًا. ضئيلة هي ترجيحات إبقاء البنك المركزي المعدّلات ثابتة؛ بيد أنّه من الضروري تأكيد التقديرات المتفائلة بغية الحفاظ على التحرّكات الصعودية التي تختبرها العملة. من المرجّح أن يساهم تزايد توقعات النمو أو التضخّم، وهو أمر يشير الى سحب تدابير الحوافز الإستثنائية أو حتّى الى تحوّل رئيسي في السياسة المعتمدة، في إعادة تثبيت صحّة الإتّجاه الصعودي. من جهة أخرى، من المحتمل أن يؤدّي الفشل في دعم تقديرات الحشود الى هبوط اليورو.
نعتبر بأنّ توقعات معدّلات الفائدة هي أساسية لأداء اليورو؛ لأنّه في ظلّ غياب تخمينات زيادة تكاليف الإقتراض، ستستأنف الأسواق تقييم الغموض المحيط بالإضطرابات المالية المتفشّية في المنطقة. في هذا الإطار، هدأتفي الأسابيع الأخيرة المخاوف المتعلّقة بإختبار عضو آخر في منطقة اليورو أزمة مالية بفضل تصريحات المسؤولين التي تضمّنت توسيع دائرة دعمهم للدول التي تعاني من المشاكل. مع ذلك، بالكاد يساهم ذلك في شراء الوقت للمسؤولين. سيضطرّون على الأرجح الى تنفيذ وعدهم هذا بالإستقرار. وفي وقت يفترض أن تقوم القمّة بالتصويت على بعض الإقتراحات كتوسيع حجم برنامج الإنقاذ، وتخفيض المعدّل المفروض على من هم بحاجة الى الإستفادة من أموال الطوارىء والسماح بإعادة شراء السندات، وذلك بعد أسابيع قليلة من صدور قرار فائدة البنك المركزي الأوروبي؛ قد نقوم بإنتقال حادّ من الطرف الرابح في معادلة التداول الى الطرف المحفوف بالمخاطر. وفي ظلّ تطلّع البرلمان الألماني الى التصويت ضدّ إضفاء أي تنازلات على نظام الإنقاذ قبل أسبوع من انعقاد قمّة الإتّحاد الأوروبي، لا تبدو الآفاق مشرقة بالقدر عينه الذي تتطلّع اليه الأسواق.
أبرز حدث محفوف بالمخاطر سيتبلور يوم الخميس من الأسبوع القادم. في غضون ذلك، عوامل كثيرة ستولّد التذبذبات في الأسواق ولربّما توفر تعديلات نهائية على توقعات معدّلات الفائدة. ستقود أرقام تغيير العمالة الألمانية الجانب الاقتصادي من توقعات السياسة. كما من المقرّر صدور ترجيحات مؤشر أسعار المستهلك في منطقة اليورو يوم الثلاثاء. ستبقي توقعات الحفاظ على معدّل النمو السنوي ثابتًا عند 2.4% الآفاق المتفائلة مترسّخة. في المقابل، قد يدفع أي حدث مفاجىء باليورو الى اختبار تحوّلات ملحوظة.