افتتاح الأسواق الأوروبية: اليورو يتآكله الضعف مع اقتراب الموعد النهائي لإصلاح النظام المصر

افتتاح الأسواق الأوروبية: اليورو يتآكله الضعف مع اقتراب الموعد النهائي لإصلاح النظام المصرفي الأسباني
ارتفع اليورو والجنيه الاسترليني خلال الدورة المسائية، واكتسب كلّ منهما ما يناهز 0.4% و0.5% تباعًا مقابل الدولار الأميركي، إذ القى تزايد شهية المخاطر بثقله على الأخضر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا.

أبرز التطورات التي شهدتها الأسواق ليلة أمس

* تفوّق الدولار النيوزيلندي في أدائه إثر تزايد شهية المخاطر في آسيا
* هوت توقعات التضخم الأسترالية الى أدنى مستوى لها في أربعة أشهر، في ظلّ ارتفاع مبيعات السيارات
* تقدّم اليورو والجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأميركي على خلفية تلاشي الطلبات على الملاذ الآمن

نقاط التحوّل الرئيسية
ارتفع اليورو والجنيه الاسترليني خلال الدورة المسائية، واكتسب كلّ منهما ما يناهز 0.4% و0.5% تباعًا مقابل الدولار الأميركي، إذ القى تزايد شهية المخاطر بثقله على الأخضر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا. هذا وتشير نقاط تحديد المواقع الفنية الى بلوغ زوج اليورو/دولار ذروة تجاراته ونتطلّع الى توافر الفرص السانحة بغية دخول مواقع شراء زوج الدولار/ين.

أبرز النقاط الرئيسية للدورة الآسيوية

تفوّق الدولار النيوزيلندي في أدائه، وارتفع بما يناهز 0.6% مقابل نظرائه الرئيسيين، إثر تزايد شهية المخاطر في الدورة الآسيوبة، ما عزّز العملة المرتبطة تجاراتها بالمخاطر. كما تقدّم مؤشر الأسهم الإقليميMSCI لبلدان آسيا والباسيفي بنسبة 0.2% قبيل قرع جرس افتتاح الأسواق الأوروبية، ليعوّض بذلك الخسائر التي تكبّدها في وقت سابق والتي بلغت 0.3% في أعتاب الأنباء التي أوردت بأنّ المصارف الصينية قد تحتاح الى ضخّ 860 مليار ين إضافية (131 مليار دولار) بغية تلبية متطلبات رؤوس أموال أكثر تشدّدًا. هذا وقد شهد الدولار الأميركي الذي يعتبر ملاذًا آمنًا تصفيات وسط تزايد التفاؤل، وخسر حوالى 0.4%.
تراجع الدولار الأسترالي على خلفية انخفاض طيف من الأصول المحفوفة بالمخاطر، بيد أنه نجح في تعويض خسائره بالتزامن مع البورصات الآسيوية، على الرغم من عجز العملة ذات العائدات المرتفعة على التقدّم بشكل تامّ إثر التأرجح الصعودي للثقة، عقب هبوط توقعات تضخم المستهلك للشهر الثالث على التوالي، وبلوغها أدنى مستوى لها منذ ديسمبر من العام 2010، ما ألقى بثقله على توقعات رفع بنك الاحتياطي الأسترالي لمعدّلات الفائدة. في غضون ذلك، اكتسبت مبيعات السيارات الجديدة 3.4%، وهو أكبر ازدياد شهري لها في عام تقريبًا.

الدورة الأوروبية: ما المتوقع

في وقت تفتقر المفكّرة الاقتصادية للبيانات، من المرجّح أن تتسلّط الأضواء على بنك أسبانيا قبيل حلول الموعد النهائي للموافقة على خطّة إعادة هيكلة مصارف الإدّخار في تمام الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش. وتمامًا كما ناقشنا في السابق، تقع أسبانيا في صلب المخاوف المتعلّقة بأزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، بما أنّها البلاد الوحيدة التي يفوق إنقاذها قدرة صندوق الإستقرار المالي الأوروبي.
من المرجّح أن يتمّ احتواء هذه المشكلة بشكل جزئي على الأقلّ، إذ يتطلّع صندوق الثروة السيادية الصينية وعدد من المستثمرين الصينيين الى شراء 13 مليار دولار من ديون المصارف الأسبانية، وفقًا لوكالة رويترز. وبحسب الأرقام الرسمية، تعاني المصارف الأسبانية من عجز يصل الى 15 مليار يورو (21.8 مليار دولار)، لذا سيساهم تدفق الأموال الصينية بالتخفيف من حدّة التوترات السائدة. مع ذلك، يقدّر المحلّلون بلوغ العجز 120 مليار يورو عندما تدخل الخسائر المستقبلية للقطاع العقاري في المعادلة.
من المحتمل أن تمثّل آفاق ضخّ 120 مليار يورو إضافية من الأموال لإنقاذ المصارف إشكالية بالنسبة الى أسبانيا نظرًا الى أنّ الحكومة ستضطرّ الى تأخير موعد سداد أكثر من 22.8 مليار يورو من الديون المستحقّة في أواخر هذا الشهر، ما يعزّز الضغوطات الصعودية على تكاليف الإقتراض ويجعل رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو أكثر قربًا من التماس مساعدة الإتّحاد الأوروبي. في هذا الإطار، سيتطلّع التّجار الى أي تفاصيل جديدة حول إعادة هيكلة مصارف الإدّخار (التي تشكّل في الوقت الراهن حوالى نصف القطاع المصرفي) مع إيلاء اهتمام خاصّ للتقديرات المحدّثة لحجم الثغرات التمويلية بغية تقييم قدرة البلاد على إدارة شؤونها بنفسها من دون الحاجة الى طلب المساعدة من بروكسيل. وغنّي عن القول إنّ النتائج ستكون هامّة بالنسبة الى اليورو، مع إظهار زوج اليورو/دولار علاقة وثيقة بمعدّلات مقايضات الديون الأسبانية المستحقّة في خمسة أعوام.