تجدّد التوتّرات المرتبطة بالديون الأوروبيّة في ظلّ إضطلاع قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بدو

تجدّد التوتّرات المرتبطة بالديون الأوروبيّة في ظلّ إضطلاع قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي بدور حاسم على خلفيّة هبوط توقعات البنك المركزي الأوروبي
أدّى التراجع المستمرّ الذي سجّله الدولار الأميركي الى ارتفاع زوج اليورو/دولار للأسبوع الثالث من أصل أربعة، ما ترك العملة الموحّدة على مقربة من مستوى 1.50 في أسبوع يعد بتداولات مثيرة للاهتمام. التوقعات الأساسية لليورو: سلبيّة
* غرق ثقة الأعمال الألمانيّة، إلا أن اليورو حافظ على مكاسب قويّة
* اليورو يختبر تسارعًا صعوديًّا على خلفيّة توقعات معدلات الفائدة وعلى الرغم من المخاوف المرتبطة بأزمة الديون
* آفاق الدولار الأميركي سلبيّة في ظلّ تقدّم اليورو باتجاه مستوى 1.50
* من المرجّح أن ينعكس تضخّم مؤشر أسعار المستهلكين الألماني على توقعات البنك المركزي الأوروبي
أدّى التراجع المستمرّ الذي سجّله الدولار الأميركي الى ارتفاع زوج اليورو/دولار للأسبوع الثالث من أصل أربعة، ما ترك العملة الموحّدة على مقربة من مستوى 1.50 في أسبوع يعد بتداولات مثيرة للاهتمام. هذا وتترقّب الأسواق بقلق كبير نتائج قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي المقرّر إعلانه يوم الثلاثاء، الى جانب بيانات تضخّم مؤشر أسعار المستهلكين الألماني. يتوقّع على نطاق واسع أن يقوم مجلس الاحتياطي الفدرالي بزيادة معدلات فائدته، بيد أن الأسواق سترصد عن كثب التعليقات اللاحقة والمؤتمر الصحفي الأوّل تاريخيًّا لرئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي بن برنانكي. ستشكّل أرقام التضخّم الألمانيّة على نحو مماثل عاملاً في تحديد توقعات معدلات فائدة البنك المركزي الأوروبي، وأي مفاجآت ملحوظة من شأنها أن تؤدّي الى اختبار جميع أزواج اليورو تحرّكات حادّة.
ينذر التراجع الملحوظ في توقعات البنك المركزي الأوروبي بتباطؤ طلبات اليورو المرتبطة بتقديرات الفائدة، وسيظلّ التركيز موجّهًا تقريبًا بشكل حصري على ما إذا كان الدولار الأميركي المتراجع سيواصل انخفاضه على خلفيّة ضعف توقعات السياسة المستقبليّة. هذا وقد أظهر مؤشر مقايضات الليلة الواحدة بلوغ توقعات معدلات فائدة البنك المركزي الأوروبي في إثني عشر شهرًا 140 نقطة أقلّ مما كانت عليه منذ أسبوعين. مع ذلك، يبيّن المؤشر عينه في الوقت الراهن بلوغ التوقعات حوالى نصف ذروتها عند 80 نقطة في الوقت الراهن. تبرز تطلّعات البنك المركزي الأوروبي أفضليّة طفيفة عند 36 نقطة مقارنة بمجلس الاحتياطي الفدرالي، بيد أن الفارق الكبير ما بين التقديرات تقلّص بشكل ملحوظ على خلفيّة ورود موجة من البيانات الاقتصاديّة الأوروبيّة المخيّبة للآمال. يتوقّع أن يظهر مؤشر أسعار المستهلكين الألماني المرتقب بلوغ المعدّل السنوي للتضخّم 2.4% في إبريل. ومن المرجّح ان تؤدّي أي مفاجآت كبيرة الى اختبار كلّ من توقعات معدلات البنك المركزي الأوروبي واليورو تصحيحًا.
تجاهلت الأسواق الى حدّ بعيد المستجدّات الأخيرة المرتبطة باليونان، والبرتغال، وأزمة الديون السياديّة التي تقضّ مضجع منطقة اليورو بشكل عام. مع ذلك، من المحتمل ان يسلّط غياب دعم معدلات الفائدة الضوء مرّة جديدة على التوترات المحيطة باستقرار منطقة اليورو. وفي هذا الصدد، تناقلت بعض الأنباء حول إمكانيّة إلتماس اليونان إعادة هيكلة ديونها (بكلمة أخرى إفلاسها) خلال عطلة نهاية هذا الاسبوع. بلغت عائدات السندات الحكوميّة اليونانيّة المستحقّة في عامين 23% بحسب البيانات الصادرة عن وكالة بلومبرغ. تؤكّد معدلات الفائدة الاستغلاليّة هذه عدم الثقة في قدرة اليونان على الإيفاء بديونها، ويبدو أن إعادة جدولة هذه الأخيرة باتت نتيجة محسومة سلفًا.
مع ذلك، لا يزال اليورو يتلقّى دعمًا قويًّا على الرغم من التوترات الواضحة التي تعصف في أسواق الديون، ولا يزال رئيسيًّا معرفة ما إذا كانت الاضطرابات في اليونان والبرتغال ستمتدّ الى إسبانيا – رابع أوسع اقتصاد في منطقة اليورو. هذا ويقف الفارق ما بين عائدات السندات الحكوميّة الإسبانيّة المستحقّة في عشرة أعوام والمعيار الألماني على مقربة من أعلى مستوى له منذ إنشاء اليورو. ينبغي أن يرصد التجّار عن كثب ما إذا كان تنامي الاضطرابات الناجمة عن الديون اليونانيّة والبرتغاليّة قد يترتّب عنه انتشار العدوى الى الاقتصاد الإسباني الأوسع، في وقت قد تؤدّي المخاوف أزاء الملاءة الماليّة لإسبانيا الى مواجهة زوج اليورو/دولار تصحيحًا حادًّا. ومن ناحية أخرى، يبدو من الضروري الاستماع الى تعليقات مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي خلال الأسبوع المقبل، وتعد الأحداث الرئيسيّة المحفوفة بالمخاطر بمواجهة اليورو/دولار تذبذبات حادّة في الأسبوع المقبل