ادارة المخاطر المالية يعتبر من المواضيع التي زاد الحديث عنها في الاونة الاخيرة وخاصة في ظل الازمة المالية.فهو بعتبر بمثابة علم بحد ذاته يستند على علم الاحصاء والاحتمال ,علم الاقتصاد وعلم التمويل والمال وهي تعتبر 3 مركبات مكونة لذلك العلم.
ففي ادارة المخاطر يدور الحديث على امكانية الحد من المخاطر وذلك يكون نتيجة التقليص من الخسائر المتوقعة عن طريق إستراتيجية متبعة لذلك الصدد.ان تقليص الخسائر يكون وفقا لاستراتيجية حكيمة لها القابلية على الاستجابة وفق سلوك واتجاه السوق بمعني في
حال حدوث بوادر ايجابية لاسواق الاموال وارتفعت الاسعار فان ذلك من المفروض ان ينعكس على المحفظة الاستثمارية للمستثمر ورفع قيمة الربح بالمقابل عند هبوط الاسواق المالية هنالك الحاجة لوجود قدرة استجابة ايجابية في نفس الوقت الامر الذي يؤدي الى تقليص الخسائر.
هنالك الكثير من الاستراتيجيات التي تستند على ادارة المخاطر والمخصصة لذلك ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيفية اختيار الاستراتيجية المناسية وذلك يقودنا للسؤال عن القدرة القصوى لتلك الاستراتيجية,وما نسبة نجاح الاستراتيجية المتبعة.اسئلة تلو الاسئلة يجب
اخذها بعين الاعتبار قبل اتخاذ اي نمط من الاستراتيجيات والاجابة عليها ليس بالامر السهل ويستند على التحليل الشامل للسبب والمسبب للنتيجة والحل.وهنا يأتي دور كل من المركبات الثلاثة لعلم ادارة المخاطر المالية.هل يعني ذلك يجب ان اكون على دارية قوية
ومعرفة عميقة في تلك المركبات لكي اتقن ادارة المخاطر المالية. الاجابة على ذلك السؤال ليست بالبسيطة او بكلمات اخرى ليست هنالك اجابة دقيقة وذلك متعلق على نمط وسلوك المستثمر فهنالك 3 انواع من المستثمرين في الاسواق المالية النوع الاول يعرف
بالمستثمر الفعال وهو من يتخذ له نمطا واستراتيجية معينة وفق تحليل ودراسة عميقة لوضع السوق.النوع الثاني يعرف بالمستثمر الغير فعال, وهم يشكلون اكثرية نسبتا للنوع الاول, ذلك النوع يستند على التحاليل والاستراتيجيات الخارجية الصادرة عن
المحللين والبنوك بما في ذلك البيوت الاستثمارية ولا يعتمد على نفسه في التحليل والدراسة ويكون ذلك لعدم القدرة والوقت اللازم لذلك.اما النوع الاخير وهو يميز الاغلبية الساحقة من الاعبين في الاسواق المالية ويعرفون بالمضارين وهدفهم الاساسي العائد السريع ذو
المدى القصير ويتميزون بفتح حسابات ومحافظ استثمارية في الاستثمارات التي تدعم التداول اليومي مثل اسواق الفوركس.النوع الاول يكون بشكل عام له دارية عميقة وخبرة طويلة في الاقتصاد والاستثمارات فهو يقود استثماراته وليس يقاد وراء استثماراته ويتخذ
قراراته وفق دراسة وبحث عميق وشامل للاسواق المالية فتكون ادارة المخاطر بالنسبة له من الاولويات والضروريات وتعتبر جزءا لا يتجزاء في الاهمية والاسبقية عند الاستثمار واتخاذ القرارت. بالنسبة لنوع الثاني وخاصة النوع الثالث فهم يستثمرون وفق المتبع
لدى الاغلبية وما هو صادر من المحللين فليست هنالك الحاجة لوجود معرفة عميقة في الاقتصاد بما في ذلك في المركبات الثلاثة المذكورة.هذا لا يعني ان النوع الاول دائما ينجح في خلق الاستراتيجية الملائمة والفعالة وباقي المستثمرين يسلكون الاتجاه الخاطىء
والجدير بذكره ايضا ان المستثمرين الغير فعالين والمضاربين يعتمدون بقدر اكبر على التحليلات الخارجية تلك التحليلات قد تكون من قبل مستثمرين فعالين ولكن في الاغلب تكون صادرة من قبل محللين يعملون في البنوك التجارية والبيوت الاستثمارية وقد يكون لهم مصلحة معينة في تحليل معين.
الاستراتيجية المناسبة تعرف بالقدرة على الاستجابة وتقليص الخسائر او الحد منها بمستويات عالية ولها القابلية على التأقلم وفق الظروف المختلفة للاسواق المالية.نذكر من الاستراتيجيات المعروفة والناجحة بالاضافة لكونها بسيطة التطبيق الا وهي استراتيجية ادارة
المخاطر من خلال النفط.تلك الاستراتيجية تعتمد على العلاقة بين اسعار النفط والاسواق المالية باختصار وجيز كلما ارتفعت اسعار النفط هبطت الاسواق المالية والعكس صحيح من تلك العلاقة نستطيع خلق استراتيجية من شأنها الحد من الخسائر وفي نفس الوقت جني
الربح.وذلك من خلال ادخال النفط كاستثمار في المحفظة الاستثمارية لجانب الاستثمارات الاخرى وخاصة في ظروف اقتصادية متوترة او في حالات يصعب فيها تحديد مجرى وسلوك الاسواق المالية ففي هذه الحالة نطبق عمليا مبدئ الفائز من الحالتين في ارتفاع الاسواق وهبوطا هنالك دائما ارتفاع القيمة الربحية في المحفظة الاستثمارية