تواجه العملة الموحّدة مخاطر هبوطيّة في وقت تهدّد الاضطرابات التي تخيّم على الساحة اليونانيّة منطقة اليورو
أنهى اليورو الأسبوع دون تسجيل أي تغيير يذكر مقابل الدولار الأميركي، بيد أن المستجدّات التي طرأت أواخر الأسبوع تشير الى أن المخاطر لا تزال هبوطيّة على خلفيّة تنامي الغموض المحيط بمصير اليونان والأزمات الماليّة العامّة. التوقعات الأساسية لليورو: سلبيّة
* هبوط اليورو في أعقاب تعليق النرويج المساعدات التي تقدّمها لليونان، الى جانب تخفيض وكالة فيتش تصنيفها
* تشارف علاقات أسواق العملات التقاطعيّة على بلوغ مستويات قياسيّة، واليورو يتداول على انخفاض على خلفيّة تحرّكات مؤشر S&P 500
* تعزّز الآفاق الفنيّة لليورو فرص اختباره منطقة مقاومة قبل توسيعه دائرة انخفاضاته
أنهى اليورو الأسبوع دون تسجيل أي تغيير يذكر مقابل الدولار الأميركي، بيد أن المستجدّات التي طرأت أواخر الأسبوع تشير الى أن المخاطر لا تزال هبوطيّة على خلفيّة تنامي الغموض المحيط بمصير اليونان والأزمات الماليّة العامّة. هذا وقد أدّت مواقع التجّار الى هبوط زوج اليورو/دولار بشكل حادّ أواخر تجارات يوم الجمعة، بعدما علّقت النرويج المساعدات الماليّة التي تقدّمها لليونان، ناهيك عن قيام وكالة فيتش مرّة جديدة بتخفيض التصنيف الائتماني للحكومة المثقلة بالديون. هذا ويترك افتقار الأسبوع نسبيًّا للأحداث الاقتصاديّة المحفوفة بالمخاطر تركيز الأسواق بشكل حصري على التطوّرات المتعلّقة باليونان واتجاهات الأسواق الماليّة العامّة.
لم يكن للخطوة التي قامت بها النرويج بتعليق مساعداتها الماليّة لليونان أي وقع ملموس على عجز الميزانيّة الكبير، بيد أن التداعيات السيكولوجيّة كانت واضحة تمامًا، إذ ساورت التجّار مخاوف بأن تؤدّي المشاعر المعادية للإنقاذ الى بروز تحرّكات مماثلة في سائر دول منطقة اليورو. وفي الواقع، يراهن البعض على أن فنلندا ستكون التالية في قطع المساعدات، في ظلّ الاستياء العامّ الواضح. هذا وقد كانت الضربة القاضية التي وجّهتها وكالة فيتش لتصنيف ديون اليونان عندما قامت بتخفيضه بمقدار ثلاث نقاط كمن يصبّ الزيت على النار، إذ بات تصنيفها دون عتبة الإستثمار بأربع نقاط كاملة وفوق عتبة الإفلاس بثمانية.
أفادت فيتش أن التخفيض "يعكس حجم التحدّي الذي تواجهه اليونان في تنفيذ برنامج إصلاح مالي جوهري لضمان ملاءتها الماليّة الى جانب ... استدامة الانتعاش الاقتصادي." هذا وتؤكّد النبرة الصارمة التي طغت على تعليقات الوكالة مخاطر قيامها بتخفيضات جديدة في ظلّ غياب مخطط على المدى البعيد يرمي الى إعادة النظم الماليّة الى نصابها. أدّت العمليّات التي أجراها التجّار الى تقدّم عوائد سندات الحكومة اليونانيّة وصولاً الى ذروات مرتفعة للغاية، مع تقدّم الفروقات مقابل السندات الألمانيّة المعياريّة الى مستويات تاريخيّة جديدة. لا تزال إمكانيّة عجز اليونان عن الإيفاء بموجباتها تشكّل خطرًا حقيقيًّا يهدّد اليورو، نظرًا الى التداعيات المترتّبة عنها والتي قد تؤول الى مشاركة سائر دول منطقة اليورو المثقلة على نحو مماثل بالديون المصير عينه.
سيرصد التجّار من ناحية أخرى نتائج مؤشر مدراء المشتريات التي قد تحمل قدرة على تحريك الأسواق، الى جانب مسح ثقة الأعمال الألماني IFO، ومسح ثقة المستهلكين الألماني GfK، بالإضافة الى تقرير تضخّم مؤشر أسعار المستهلك الألماني في أواخر الأسبوع. هذا وقد تتمتّع نتائج مؤشر أسعار المستهلكين بوقع خاصّ على توقعات معدلات فائدة العملة الموحّدة.
يشير الغموض الكبير المحيط بحجم وتوقيت زيادة معدلات فائدة البنك المركزي الأوروبي الى أن أي مفاجآت كبرى من شأنها أن تؤدّي على نحو مماثل الى تسجيل العملة الموحّدة ردود فعل حادّة. وبحسب مؤشر مقايضات الليلة الواحدة الصادر عن Credit Suisse، يتطلّع تجّار معدلات الفائدة الى زيادة البنك المركزي الأوروبي فوائده بمقدار 0.95 نقطة في الأشهر الإثني عشر المقبلة – ثاني أعلى قيمة ما بين المصارف المركزيّة لمجموعة الدول العشر. وفي الواقع، لا تزال آفاق المعدلات تشكّل مصدر دعم رئيسي لزوج اليورو/دولار، في وقت تبقى المخاطر هبوطيّة عند حدوث أي خيبات أمل.
يعتبر زخم الأجل القريب محايدًا بما أن تحرّكات اليورو لا تزال منحسرة ضمن نطاق واسع مقابل الدولار الأميركي. وسيكون رصد ما إذا كان اليوم الاوّل من أسبوع التداول سيحدّد وتيرة تحرّكات الأسعار اللاحقة أمرًا بالغ الأهميّة.
Daily FX 
تواجه العملة الموحّدة مخاطر هبوطيّة في وقت تهدّد الاضطرابات التي تخيّم على الساحة اليوناني
المواضيع المتشابهه 
