الحسم !!
نجحت الحكومة اليونانية بالحفاظ على نفسها وبقائها كحومة بعد نيلها الثقة بنسبة ضئيلة لتكون الحكومة التي تخوض معركة التقشف
وتبدءا بإجراءاته بشرط أن تنال الموافقة هذا الأسبوع بالتصويت المرتقب يوم الأربعاء على هذه الإجراءات القاسية .
صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوربي لم يتزحزح موقفهما وشرطهما الذي لا تنازل عنه حول الشروع بتنفيذ هذه الإجراءات التقشفية
ليفرجا عن الدفعة الجديدة من المساعدات ((القروض )) والتي لا يعرف أحدا أي مستقبل مجهول وغامض ينتظر اليونان بحال لم يتم
التصويت بالموافقة عليها .
بالنسبة لليورو والذي تكبد من الخسائر ما يقارب 1000 نقطة مقابل الدولار مع عودة الأزمة اليونانية للأضواء ينظر هو الأخر نتيجة
التصويت باليونان لكي يحاول إعادة التقاط الأنفاس وتعويض بعضا من هذه الخسائر الفادحة ,فهل من سيناريو ايجابي لليورو !!
نعم يوجد سيناريو ايجابي لليورو مقابل العملات لهذا الأسبوع وله بعض المرتكزات الأساسية على تصرفات مجلس النواب اليوناني تحديدا وحساسية الموقف العام بعد الوصول لمرحلة التصويت على إجراءات التقشف.
فمرحلة المناورات السياسية وتسجيل النقاط والمكاسب بين المعارضة اليونانية والحكومة لا مكان لها هذا الأسبوع على الواقع
السياسي أو لا مجال لها بتعبير أدق . فالحكومة نالت الثقة خلال الأسبوع الماضي للمضي بخططها وأصبحت قضية التصويت على
إجراءات التقشف تحصيل حاصل لا أكثر((على الرغم من مشاكسات البعض ولعبهم بالوقت الضائع )) فمن غير المنطق أن يصوت
احد النواب على إعطاء الثقة للحكومة بالاستمرار ثم يعارض التصويت على أهم قرار بتاريخ اليوناني لهذا العام .
وكنا قد ذكرنا بتحليلات الأسبوع الماضي بان الأسواق تخلو من مراكز ثقيلة وللمدى الطويل وان أمر التداول متروك لمتاجرات اليومية
وهذا هو نفس الوضع الذي خرجنا علينا به تقرير cot الأسبوعي ,فما وضع تجار المدى الطويل مع بداية هذا الأسبوع .
لا نستبعد كسيناريو لهذا الأسبوع أن نشاهد عودة محدودة لهذه الفئة الهامة من المتداولين بالأسواق مع بعض الرهانات على اليورو
وباستباق لنتيجة التصويت اليوناني براهن على انه محسوم بالموافقة ولكن التغير برهاناتهم بأنها قد تكون للمدى المتوسط وليس الطويل
هذه المرة .
أسبوع حساس ويفترض أن يكون حاسم لقضية اليونان يتطلب مزيدا من الحذر
والله اعلم وهو من وراء القصد
بالتوفيق