عقب مرور اليورو بفترة مريرة في الجزء الأوّل من الأسبوع، عاد ليتلقى بعض الدعم في الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء. الآفاق الأساسية لليورو: سلبية
* تواجد اليورو عند خط المقاومة وقناة الأجل القريب
* عمدت وكالة فيتش الى تخفيض تصنيف أسبانيا
* يواجه اليورو والاسترليني ضغوطات هبوطية عقب صدور قرارات الفائدة
عقب مرور اليورو بفترة مريرة في الجزء الأوّل من الأسبوع، عاد ليتلقى بعض الدعم في الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء. ومع احتلالها المراكز الأفضل ما بين العملات يوم الجمعة، يبدو وكأنّ العملة الموحّدة استجمعت بعض من قوّتها عقب التراجع الذي سجّلته في الأسبوع السابق. مع ذلك، وبعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس، ناهيك عن سلسلة التخفيضات التي قامت بها كلّ من وكالة موديز وفيتش بين يومي الأربعاء والجمعة، أنهى اليورو الأسبوع على خسارة 0.07% مقابل الأخضر.
وعلى الرغم من بقاء المعدّلات ثابتة عند 1.50%، ألقت التعليقات التي أدلى بها الرئيس تريشيه في مؤتمره الصحفي الأخير بثقلها على عملة الكتلة النقدية. لقد أشار الى أنّ المخاطر التي تعترض النمو الاقتصادي لا تزال "هبوطية". وعوضًا عن تقليص المعدّلات في هذا الإجتماع، أعلن البنك المركزي الأوروبي استئناف عمليات شراء السندات المضمونة وإعادة إدراج القروض الطويلة الأمدّ الممنوحة للمصارف، كوسيلة لضخّ المزيد من السيولة. محفزات جمّة تكمن وراء هذا القرار. أوّلا، وبالدرجة الأولى، لم يتمّ تقليص المعدّلات بما أنّ هذا الإجتماع هو الأخير للسيّد تريشيه؛ لكان التخفيض لينتقص من سلطته، إقرار بالخطأ المقترف عند رفع المعدّلات في وقت سابق من هذا العام. على هذا النحو، سيعتبر تقليص معدّلات الفائدة بمثابة إشارات تحذيرية: من الممكن أن يثير الإعتراف بتوتّرات الأسواق وضرورة تخفيض المعدّلات الذعر في نفوس المستثمرين.
ثانيًا، إنّه لمن الواضح اعتقاد البنك المركزي الأوروبي بأنّ شراء السندات يهدّىء من روع الأسواق. شراء السندات المضمونة هو أمر ضروري للحفاظ على استقرار الثقة، إذ تشكّل قيمة 2.5 ترليون يورو المخصّصة للسندات المضمونة أساس إقراض القطاع العقاري الأوروبي. من المرجّح أن تؤدّي أي أزمة سيولة أخرى تنجم عن إفلاس اليونان الى تدمير الأسواق، تمامًا كما حدث عند إفلاس مصرف ليهمان براذرز في سبتمبر من العام 2008.
وفي حين تفتقر المفكّرة الاقتصادية للبيانات خلال الأسبوع المقبل، لربّما يتجسّد الحدث الأبرز بمسح الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو. يتوقّع أن ينكمش الإنتاج الصناعي الى نصف ما كان عليه ليبلغ 2.1% عقب تسجيله 4.2% في الشهر السابق. على الرغم من ذلك، لن تقود البيانات المرتقبة لهذا الأسبوع اتّجاه الأسواق.
يتبلور الحدث الأبرز لهذا الأسبوع على الساحة الأوروبية بموعد سداد الديون اليونانية يوم الجمعة. ثمّة سيناريوهان محتملان: تسدّد اليونان ديونها وتفي بموجباتها؛ أو تنزلق داخل دوامة الإفلاس. بشكل أساسي، سيتمّ إعادة هيكلة أي أموال إضافية تمنح لليونان عند إفلاسها (وهو أمر محتوم في المرحلة الراهنة). سيجتمع كلّ من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بغية مناقشة الوسائل المتاحة لتقويض الأزمة وتفادي انتقالها الى أسواق السندات الأخرى، كإيطاليا وأسبانيا. في حال لم يتمّ التوصّل الى اتّفاق، ستشهد الأسواق تذبذبات كثيفة. وفي حين يستبعد أن تتخلّف اليونان عن سداد موجباتها- يبدو مقرضو منطقة اليورو على أهبّة الإستعداد لمحاربة الإفلاس- إذا ما حدث ذلك، سيرزح اليورو تحت وطأة ضغوطات جمّة وقد يهوي بكلّ بساطة الى ما دون مستوى 1.3000 مقابل الدولار الأميركي في ساعات قليلة.
Daily FX