تعتمد تذبذبات الدولار الأميركي على حوافز جديدة، الى جانب التوتّرات الأوروبية وأرقام الناتج المحلي الإجمالي للفصل الثالث
نظرًا الى التذبذبات الإستثنائية التي اختبرها الدولار والأصول المحفوفة بالمخاطر على حدّ سواء خلال ساعات التداول الأربع والعشرين الأخيرة من الأسبوع المنصرم؛ قد يبدو من غير الإعتيادي تصنيف الآفاق الأساسية للعملة المعيارية تحت الخانة المحايدة.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: محايدة
* أنهت شهية المخاطر الأسبوع على تزايد، ما ألقى بثقله على الدولار
* رسم تقرير البيح الصادر عن بنك الاحتياطي الفدرالي صورة قاتمة؛ ولكن أثمّة أمور لم تعتد الأسواق عليها؟
* سجّل مؤشر الدولار داو جونز- أف.أكس.سي.أم اختراقًا ملحوظًا لمستوى الدعم؛ هل يمتلك الزخم؟
نظرًا الى التذبذبات الإستثنائية التي اختبرها الدولار والأصول المحفوفة بالمخاطر على حدّ سواء خلال ساعات التداول الأربع والعشرين الأخيرة من الأسبوع المنصرم؛ قد يبدو من غير الإعتيادي تصنيف الآفاق الأساسية للعملة المعيارية تحت الخانة المحايدة. مع ذلك، عندما ندرس تأرجحات تحرّكات الأسعار القريبة الأجل، نتوصّل الى تقييم مختلف للغاية أزاء الدولار. مرّة جديدة، استجابت الأسواق المتوتّرة الى الأنباء الرئيسية والإختراقات الفنّية. إنّ هذه المستجدّات هي مفيدة بما تحمله من قدرة على توليد اختلالات في الأسواق، فيتعيّن على التحرّكات الهبوطية لإتّجاه المخاطر الإستجابة أو تسعى تلك الصعودية الى تمديد اتّجاهها الجديد. في كلا الحالتين، نلحظ إحراز بعض التقدّم. من جهة أخرى، سيبقى استقرار تلك المسارات الناشئة متزعزعًا.
مرّة أخرى، وقف العديد من التّجار حائرين بين حقيقة الأساسيات الراهنة وأداء الأسواق. بالنسبة الى هؤلاء الذين يتعقّبون المخاطر/المكاسب، إنّ التوتّرات السائدة في أوروبا وتدنّي فرص تطبيق جولة جديدة من الحوافز الأميركية غير الفعّالة، الى جانب تباطؤ المخرجات عالميًا وغيرها من المخاوف لا تتناسب مع السيناريو حيث تواصل فيه العملات ذات العائدات المرتفعة وتلك التي تعاني من اختلالات على الصعيد الأساسي تقدّمها. على الرغم من ذلك، لا يزال الإرتفاع قائمًا. إذا ما كنّا تجّار، لكانت فكرة تحقيق الأرباح أهمّ بالنسبة إلينا من اعتقاداتنا؛ إلاّ أنّ التباعد بين الأسعار والأساسيات هو وحده فقط الذي يدوم مطوّلاً.
بناءً عليه، من الضروري تحديد التسلسل الهرمي لأهمّية التطوّرات التي تستطرأ. يتجسّد الإعتبار الأكثر إلحاحًا مع افتتاح أسبوع التداول المقبل بما إذا كان تزايد شهية المخاطر الذي لحظناه أواخر يوم الجمعة سيستمرّ حتّى يوم الإثنين. لقد لاحظنا تسجيل العقود الآجلة لمؤشر S&P500 اختراقًا لمقاومة النطاق القائمة عند 1225 على خلفية التفاؤل السائد؛ بيد أنّ غيرها من الأصول المحفوفة بالمخاطر (السلع المرتبطة تجاراتها بالمضاربة والسندات الأوروبية والأزواج الرئيسية التي تعتمد على العملات ذات العائدات المرتفعة) تردّدت في اتّباع أثر المؤشر.
يتمثّل المحرّك الجديد نسبيًا الذي يستوجب الإنتباه بإقتراح توسيع بنك الاحتياطي الفدرالي عمليات شراء الأوراق المالية المدعومة من الرهون العقارية. إنّه لمن السهل الإستنتاج من الدورتين الأولى والثانية للتيسير الكمّي بأنّ نتائج سياسة مماثلة ستؤدّي الى تزايد أصول أسواق رؤوس الأموال وهبوط الأخضر. مرّة جديدة، باتت الحشود أكثر حذرًا أزاء التداعيات المحدودة لعمليات ضخّ السيولة المؤقّتة التي يقوم بها المصرف المركزي. الأهمّ من ذلك أنّ الأنظار التي استحوذها هذا السيناريو هي ناجمة عن التعليقات التي أدلى بها كلّ من أعضاء بنك الاحتياطي الفدرالي تارولو وروزنغرن. إنّها أصوات الأقلّية، وثمّة عدد أكبر من المتفائلين في الجانب الآخر من هذه المعادلة.
يتبلور المحرّك المحتمل لشهية المخاطر بالوضع المالي الأوروبي. وتمامًا كما أوردنا في وقت سابق، إنّ تأثيرات هذا المحفز الأساسي تصبّ أكثر في خانة توليد المخاوف بما أنّه من الصعب تصوّر المدى الكامل للأزمة؛ إلاّ أنّ هنالك فرصة لنشوء "تسارع صعودي تصحيحي". وعقب نشر الترويكا تقريرها حول ضرورة اتّخاذ الخطوات للحفاظ على استقرار اليونان، برزت موجة من المخاطر الحادّة. في المقابل، يعقد الإتّحاد الأوروبي قمّة خلال عطلة نهاية الأسبوع قد ترشح عنها بعض الحلول القريبة الأجل التي من شأنها توليد تسارع صعودي مؤقّت يؤدّي بدوره الى نشوء اختراقات زائفة.
بالنسبة الى المتمسّكين بالتقاليد، ثمّة حدث رئيسي يوم الخميس وهو عبارة عن قراءة أرقام الناتج المحلّي الإجمالي للفصل الثالث. وبالطبع، قد تكون الأسواق بحلول ذلك الوقت رسمت مسارها للمستقبل القريب. وفي حين تسعى الحشود الى الحصول على قراءة محتملة للأجل القريب مقابل المخاطر ذات الأمدّ الأبعد، سيصدر هذا المؤشر الخاصّ في الوقت المناسب.
تعتمد تذبذبات الدولار الأميركي على حوافز جديدة، الى جانب التوتّرات الأوروبية وأرقام الناتج
المواضيع المتشابهه 
