رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الخميس 11-12
البنك المركزي السويسري يخفض أسعار الفائدة بقيمة 50 نقطة أساس في حين التشاؤم لا يزال يسيطر على البنك المركزي الأوروبي
كانت سويسرا هي دائما الملاذ الآمن للأسواق المالية العالمية; في الوقت الذي اتضح فيه للمستثمرين أن الأزمة المالية العنيفة أقوى من أي ملاذ آمن, حيث يبدو أن الاقتصاد السويسري قد تبع الاقتصاديات العالمية الرئيسية الكبرى وانزلق في الركود.
هذا فقد قام البنك المركزي السويسري بخفض لسعر الفائدة بنحو 50.0نقطة لتصل إلى نسبة 0.5% والتي تعد ادني مستوى وصلت إليه منذ أربعة أعوام في الوقت الذي جاء هذا القرار مماثلا للتوقعات متبعا بذلك اتجاه البنوك المركزية الأوروبية في خفض أسعار الفائدة إلى أن تقترب من مستوى الصفر.
وقد أدت الأزمة المالية القائمة إعاقة النظام المالي العالمي الأمر الذي أدى إلى تدهور مستويات النمو الاقتصادي, هذا وعلى البنك المركزي السويسري أن يقوم بإجراءات غير تقليدية مثل استخدام تسهيلات كمية و التي تشمل قيام البنك المركزي السويسري بشراء سندات حكومية في محاولة للإبقاء على مستويات منخفضة لسعر الفائدة للأجل القصير و للأجل الطويل.
وعلى البنك المركزي السويسري أن يقوم بضخ السيولة في النظام المالي في محاولة لحل شدة القيود على الائتمان في البنوك و التي قد شاهدتها البنوك في معظم أنحاء العالم والتي تعاني من نقص حاد في السيولة, والتي انعكست على الشركات و المستهلكين من جراء شدة القيود الائتمانية.
ويتوقع أن ينزلق النمو العالمي في الركود من جراء أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم, والذي يؤدي بذلك إلى استمرار تدهور الاقتصاديات العالمية الرئيسية بالإضافة إلى تدهور الاقتصاديات الناشئة, وفي الواقع أن مستويات الطلب العالمي انخفضت بشكل حاد, في الوقت الذي يكون فيه المستهلكين هم السبب الرئيسي لإنعاش الاقتصاد.
هذا ويجاهد المستهلكين في محاولة للإبقاء على وظائفهم كما تظهر المؤشرات مدى الفقد الكبير لعدد الوظائف و التي تدفع بمعدلات البطالة نحو الارتفاع بشكل كبير حول العالم, في الوقت الذي فيه انخفضت مستويات الثقة بين المستهلكين مما يدفعانا بالقول إلى أن عملية الانتعاش الاقتصادي سوف تحتاج إلى وقت طويل!
هذا وقد صدر اليوم التقرير الشهري للبنك المركزي الأوروبي لشهر كانون الأول والتي أوضحت نفس المخاوف التي كان قد صرح عنها السيد/ تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي في الأسبوع السابق في الوقت الذي قرر فيه البنك بخفض سعر الفائدة بنحو 75.0 نقطة أساس لتصل إلى نسبة 2.50%.
وأكد التقرير أن مخاطر انخفاض مستويات النمو ما هي إلا نتيجة لاستمرا شدة الأزمة المالية و التي تلقي بثقلها على النمو الاقتصادي, كما أكد البنك المركزي الأوربي على إن مستويات التضخم في طريقها إلى الانخفاض خلال الفترة المقبلة طالما استمرت أسعار الطاقة في التراجع, غير إن البنك المركزي الأوروبي تجاهل الحديث عن الانكماش التضخمي في منطقة اليورو وماذا كانت المنطقة تواجه تراجع معدلات التضخم في الوقت الحالي.
وقد انكمش كل من الاقتصاد الألماني الذي يعد أكبر اقتصاد في منطقة اليورو والاقتصاد الايطالي الذي يعد ثالث اكبر اقتصاد في المنطقة و والاقتصاد الرابع الذي يعد رابع اكبر اقتصاد في منطقة اليورو خلال الربع الثالث من العام الجاري, وق ازدادت فيه تشاؤم النظرة المستقبلية بجانب شدة القيود الائتمانية, في الوقت الذي بقي فيه الاقتصاد الفرنسي الذي يعد ثاني اكبر اقتصاد في منطقة اليورو محققا النمو.
هذا ومن المتوقع أن تنكمش اقتصاديات الخمسة عشر دولة أعضاء الاتحاد الأوروبي خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من هذا العام, وقد توقع البنك المركزي الأوربي بان يواجه الاقتصاد الأوربي عام صعب في 2009 قبل أن يستعيد نشاطه مرة أخرى خلال عام 2010 .
غير أن البنك المركزي الأوروبي لايزال لديه مجال لمزيد من خفض أسعار الفائدة والذي يمكن أن تحسن من الأوضاع في حالة إذا أراد البنك القيام بالمزيد من التسهيلات للاقتصاديات, في الوقت الذي قد تقترب فيه أسعار الفائدة من الصفر سوف يحاول البنك المركزي الأوروبي اتخاذ إجراءات غير تقليدية في محاولة للإبقاء على مستويات منخفضة لأسعار الفائدة وخاصة إن مخاطر الانكماش التضخمي قد بدأت تلوح في الأفق.
وينتقد الكثيرون البنك المركزي الأوروبي في الوقت الحالي لإخفاقه في اتخاذ إجراءات قوية مقارنة بباقي البنوك المركزية حول العالم متضمناً ذلك البنك المركزي البريطاني و البنك الاحتياطي الفيدرالي, وكما سوف نعطيهم فرصة أخرى في الوقت الذي يحاول البنك أخذ إجراءات وقائية قبل إن تنفجر الأزمة في وجوههم