استئناف عمليات بيع اليورو يلوح في الأفق، إذ يساهم ضعف آفاق النمو في تفاقم أزمة الديون
أنهى اليورو أسبوع التداول على ارتفاع مسجّلاً أكبر تسارع صعودي يومي له في أسبوعين ومعوّضًا الخسائر التي مني بها لتصل الى 0.2% فقط مقابل نظرائه الرئيسيين.
الآفاق الأساسية لليورو: سلبية
* دخول مواقع بيع اليورو إثر إتمام الأسعار تشكّل القمّة
* تشير المواقع المبنيّة على المضاربة الى إمكانية توسيع اليورو دائرة هبوطه على خلفية تبدّد آمال الأسواق
* لا تزال العلاقة التي تربط زوج اليورو/دولار بمؤشر S&P500 قويّة
أنهى اليورو أسبوع التداول على ارتفاع مسجّلاً أكبر تسارع صعودي يومي له في أسبوعين ومعوّضًا الخسائر التي مني بها لتصل الى 0.2% فقط مقابل نظرائه الرئيسيين. وقد ظهرت موجة التفاؤل عقب تعيين اليونان في النهاية لوكاس بابنديموس في منصب رئاسة الوزراء، في حين يبدو أنّ إيطاليا تخلّت عن فكرة إجراء إنتخابات مبكرة تخريبية لصالح تأليف حكومة إنتقالية تكنوقراطية برئاسة مفوّض الإتّحاد الأوروبي السابق ماريو مونتي. كما ساهمت تدفقات الأنباء هذه بتعزيز آمال ظهور تشكيلات حكومية متماسكة في كلا البلدين تقرّ التدابير التقشّفية التي تخفف بدورها وطأة أزمة الديون وتلقي بثقلها على تكاليف الإقتراض.
بالتطلّع قدمًا، من المستبعد أن يدوم هذا التفاؤل الناشىء. وفي حين يعتبر تمرير تدابير تقليص العجز بمثابة خطوة في الإتّجاه الصحيح، يرغب المستثمرون بحقّ لمس تطبيقها على الأرض. في الواقع، وفي هذه المرحلة، تعتبر اليونان نموذجًا مثاليًا لبلاد تعد بالكثير ولا تنفذ سوى القليل، وسط فشلها في بلوغ أهداف الميزانية المنشودة المحدّدة من قبل الإتّحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وفي وقت بات هذا السيناريو القاعدة الأساسية، من غير المرجّح أن يتوقّع التّجار قيام إيطاليا بما هو أكثر، على الأقلّ في بادىء الأمر. في الواقع، حتّى إذا ما توقّع المرء تبلور السيناريو الأفضل، سيستلزم إدارات مونتي وبابنديموس بعض الوقت لبرهنة كفاءتها وجدارتها للمستثمرين المشكّكين.
خلال الأجل القريب، سيعتمد المسار المقبل على تصويت إيطاليا على التدابير التقشّفية في عطلة نهاية الأسبوع. صوّت مجلس الشيوخ لصالح هذه الخطّة في وقت سابق ومن المقرّر أن يدلي مجلس النواب بأصواته يوم السبت. من المرجّح أن يتمّ تمرير التدابير المذكورة، ما سيدفع شهية المخاطر الى توسيع دائرة انتعاشها في الجزء الأوّل من الأسبوع المقبل، بيد أنّ نتائج مماثلة قد أخذت بعين الإعتبار مسبقًا وسيتحوّل التركيز نحو التنفيذ العملي. في الواقع، ستخضع الأسواق لأوّل اختبار للثقة يوم الإثنين، إذ من المقرّر أن تجري إيطاليا مزاد علني لبيع 3 مليار يورو من الديون المستحقّة في العام 2016. سيتمّ عن كثب رصد عمليات بيع السندات، بما فيها تلك التي يقوم بها البنك المركزي الأوروبي، الى جانب مستويات الفوائد من أجل قياس قدرة إيطاليا على إعادة تمويل موجباتها بشكل مستدام.
في المقابل، ثمّة عدد من الإصدارات الاقتصادية المقلقة التي من شأنها تأجيج نفور المخاطر، إذ لا يزال التّجار يدركون أنّ تباطؤ النمو يقوّض قدرة حكومات منطقة اليورو على تقليص عجز ميزانياتها. من المرتقب صدور الأرقام الأوّلية للناتج المحلي الإجمالي الألماني للفصل الثالث، الى جانب تلك الخاصّة بمنطقة اليورو. يتوقّع أن يظهر التقريران تراجع معدّلات نمو المخرجات السنوية الى أدنى مستوى لها منذ الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2010، التي جسدّت الفترة الأولى التي يكون فيها النمو إيجابيًا منذ الكساد الكبير. في غضون ذلك، يرجّح أن يبيّن مسح ZEW الألماني بلوغ ثقة المستثمر أدنى مستوى لها منذ نوفمبر من العام 2008.