- سببت أزمة بين الحكومة النيجيرية والنقابات العمالية بسبب الغاء الدعم الحكومي للوقود شللا في البلاد لليوم الثالث يوم الاربعاء ولا يبدي أي من الجانبين أي مؤشر على التراجع. وخلت شوارع العاصمة التجارية لاجوس تقريبا من المارة بخلاف الشبان الذين يقفون عند حواجز الطرق في محاولة لمنع السيارات من السير ومجموعات من المحتجين وعدد من الباعة الجائلين المضطرين للعمل لكسب قوت يومهم من بيع العصائر أو بطاقات الهواتف المحمولة.
وتعهد العمال بمواصلة الاضراب المفتوح عن العمل ما لم تعد الحكومة الدعم الحكومي للوقود الذي ألغته في الاول من يناير كانون الثاني لكن السلطات قالت انها ستحجب الاجور عن موظفي الحكومة الذين ينضمون للاضراب.
وأغلقت البنوك والمطاعم والمتاجر مما يدل على أن الاضراب يسبب ضررا بالغا للاقتصاد الذي يقل فيه دخل أغلب السكان عن دولارين في اليوم.
وقال ديفيد نيجيدو (32 عاما) وهو محلل مالي في حي للطبقة الوسطى ويؤيد الاضراب "لدي مخزون لمدة اسبوع لكن الامدادات على وشك أن تنفد... نريد العودة للعمل لكننا مرة أخرى نريد هذا الاجراء... حتى تخرج الحكومة بخطة معقولة."
وأمام حكومة الرئيس جودلاك جوناثان مشكلتان رئيسيتان هما معارضة ارتفاع أسعار الوقود والتي تحولت من حين لاخر للعنف والصراع الطائفي الذي أشعلته جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة.
ويقول اقتصاديون ان الدعم الحكومي للوقود سيؤدي قريبا الى افلاس البلاد. لكن الغائه أدى الى ارتفاع أسعار الوقود لاكثر من الضعف الى 150 نايرا (0.93 دولار) للتر مما حرم النيجيريين مما يعتبره كثيرون الميزة الوحيدة التي يحصلون عليها.
ويصر جوناثان على موقفه من الغاء الدعم في بلد هو أكبر منتج للنفط في افريقيا لكنه مضطر لاستيراد الكثير من منتجات النفط بسبب نقص القدرة على التكرير.
ومن ناحية أخرى قالت أكبر نقابة عمالية في نيجيريا لقطاع النفط انها ستقرر يوم الاربعاء ما اذا كانت ستوقف انتاج النفط في البلاد في اطار الاحتجاج على رفع الدعم الحكومي.
وتصدر نيجيريا اكثر من مليوني برميل من النفط الخام يوميا وهي مصدر رئيسي للولايات المتحدة وأوروبا. ومن الممكن ان تؤدي مخاوف على الامدادات من نيجيريا الى رفع الاسعار العالمية للنفط.
وقال تشيكا أونويجبو مسؤول العلاقات الصناعية الوطنية في نقابة (بنجاسان) لقطاع النفط "لسنا موجودين في الشوارع اليوم لانه بحلول مساء اليوم ستعلن القيادة الوطنية لعمال النفط قرارها حول ما اذا كانت ستوقف الانتاج وكذلك اغلاق مرافئ التصدير."
وأضاف "سيكون هذا بداية للمرحلة التالية من الاحتجاج على الغاء الدعم الحكومي للوقود وسيكون أثره مروعا على البلاد. الخيار الوحيد هو أن تعود الحكومة الى سعر 65 نايرا للتر وافساح المجال للتفاوض."
وتظاهر عشرات الالاف في المدن في أنحاء البلاد التي يبلغ عدد سكانها 160 مليون نسمة يوم الثلاثاء في احتجاجات تزيد زخما خاصة في لاجوس أكبر المدن النيجيرية والعاصمة أبوجا. ومن المتوقع مشاركة أعداد مماثلة اليوم.
وتقدر الحكومة أنها ستوفر تريليون نايرا (ستة مليارات دولار) هذا العام من خلال الغاء الدعم الحكومي. وقال وزير المالية نجوزي أوكونجو ايويلا ان 90 مليار نايرا سنويا من المبلغ الذي سيجري توفيره ستنفق على الطرق وغيرها من مشاريع البنية الاساسية و57 مليارا على السكك الحديدية و60 مليارا على أنظمة التأمينات الاجتماعية للفقراء.
أزمة الوقود في نيجيريا تصيب البلاد بالشلل لليوم الثالث
المواضيع المتشابهه 
