اليورو يخترق القمم ويستهدف مستوى 1.35$- هل ما زال ذلك التسارع الصعودي يمتلك الزخم؟
يعتبر الأسبوع المقبل محوريًا بالنسبة الى اليورو وسط انعقاد قمّة الإتّحاد الأوروبي وصدور بيانات الوظائف في خضمّ أسبوع محفوف بالأحداث الخطيرة في أسواق الفوركس.
الآفاق الأساسية لليورو: إيجابية
اليورو يتسارع صعودًا على الرغم من تخفيض وكالة فيتش تصنيف فرنسا وإيطاليا
اخترق زوج اليورو/دولار ذروات جديدة على خلفية تقدير الأسواق اقتراب تبلور الإتّفاق اليوناني
تتطلّع الأسواق الى قمّة الإتّحاد الأوروبي من أجل الحصول على تفاصيل حول مسار اليورو
يعتبر الأسبوع المقبل محوريًا بالنسبة الى اليورو وسط انعقاد قمّة الإتّحاد الأوروبي وصدور بيانات الوظائف في خضمّ أسبوع محفوف بالأحداث الخطيرة في أسواق الفوركس؛ فهل سيتحصّن اليورو بقوّة أكبر أم يتدهور؟ ومن أجل تكوين فكرة عمّا قد يحصل، ينبغي العودة الى الوراء واكتشاف ما حدث الى حدّ الآن.
استهلّ اليورو الأسبوع السابق على انخفاض ملحوظ، بيد أنّ زوج اليورو/دولار لم يتراجع منذ ذلك الحين وبلغ ذروات جديدة للشهر عند إقفال دورة يوم الجمعة. ستكون الأيّام القادمة محورية بالنسبة الى معدّلات صرف اليورو المتسارعة صعودًا، وإنّه لمن المبالغ فيه قليلاً القول إنّ الأيّام التالية ستحدّد ما إذا كان زوج اليورو/دولار سيختبر انتعاشًا أوسع نطاقًا.
من المرجّح أن تمهّد القمّة الأوروبية الذي ستعقد يوم الإثنين الطريق أمام معرفة مسار اليورو المستقبلي مع بدء شهر فبراير، في حين سيؤثر تقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي على العملة الموحّدة والأسواق المالية. لقد تعبت الأسواق من الإستماع الى خطابات أنجيلا ميركل ونيكولا ساركوزي ونظرائهما في منطقة اليورو التي تتضمّن التعهّد بإتّخاذ خطوات غامضة لإنقاذ الكتلة النقدية. بتعبير آخر- الكلام لا يكلّف شيئًا. لا تزال الأضواء مسلّطة على ما إذا كانت قمّة الإثنين ستوفر تعهّدات على تطبيق الإتّفاقات الأوّلية التي تمّ اقتراحها في اجتماع ديسمبر المحوري. من المحتمل أن يؤدّي الإفتقار الى حلول حقيقية الى إعاقة إنتعاش اليورو المفاجىء.
إنّه لمن الصعب دائمًا التنبؤ بتقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي، وإنّه حتّى أصعب توقّع ردود فعل الأسواق أزاء تلك البيانات. بناء عليه، إنّ سلّة الأرقام الأميركية الأفضل من المتوقّع تترك المجال أمام بروز تخمينات إيجابية، بيد أنّه ثمّة فرص لصدور نتائج مخيّبة للآمال. يبدو أنّ المستثمرين باتوا أكثر سعادة، وسط تداول مؤشر S&P500 بإتّجاه ذروات أعوام عدّة. إنّ قوّة مماثلة لشهية المخاطر في الأسواق المالية تقلّص الطلبات على الدولار الأميركي الذي يعتبر ملاذًا آمنًا، وتعزّز نسبيًا جاذبية اليورو. نعتقد بأنّ القراءة الأسوأ من المتوقّع لتقرير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي قد تؤثر بشكل هامّ على S&P500 ونظرًا الى تلك الإرتباطات القوّية السائدة في الأسواق، ستولّد أرقام العمالة الضعيفة موجة من القوّة التي سيستفيد منها الدولار الأميركي.
وفي غياب أي تحوّلات أساسية رئيسية، ترجّح الإتّجاهات الأخيرة توسيع اليورو دائرة انتعاشه مقابل الدولار الأميركي. إنّ ذلك لا يشير الى أنّ أزمة منطقة اليورو باتت محلولة؛ قد يكون العكس صحيح، إذ تواجه اليونان مخاطر حقيقية بالإفلاس. مع ذلك، تحفل وسائل الإعلام المالية والشعبية بالأنباء التي تهدّد منطقة اليورو والعملة الموحّدة بحدّ ذاتها. بتعبير آخر، من المحتمل أن يكون اليورو قد بلغ الحدود القصوى للإتّجاه الهبوطي ويختبر في الوقت الراهن انتعاشًا هامّا خلال الأجل القريب.
لا يسع المرء سوى إلقاء نظرة على بيانات هيئة التزامات التّجار ليكتشف الحدود القصوى للإتّجاه. تبلغ مواقع بيع مضاربي اليورو مقابل الدولار الأميركي ذروة قياسية. إنّ تغطية مواقع بيع اليورو/دولار المستمرّة قد تمهّد الطريق أمام وصول اليورو الى قمم أعلى. وبعد أن اخترق اليورو مستوى المقاومة الرئيسية القائم عند 1.3198$، يبدو أنّ هنالك بعض مستويات الأسعار الصعبة قبل بلوغ الذروة المحققة في ديسمبر عند 1.3548$.
ومن أجل التوضيح: لا نزال نعتمد آفاق سلبية للغاية أزاء بيانات اليورو الأساسية ونعتقد أنّ اتّجاه الأجل البعيد الإنخفاضي يبقى رئيسيًا. مع ذلك، من المحتمل أن تتّبع الأسواق اتّجاهين وثمّة مخاطر حقيقية بإرتفاع اليورو/دولار أكثر قبل استئناف المسار النزولي. غنيّ عن القول إنّ الأسبوع القادم سيكون محوريًا بالنسبة الى معدّلات صرف اليورو.