أظهر مسح أجرته رويترز يوم الثلاثاء أن انتاج نفط دول منظمة أوبك سجل أعلى مستوى في أكثر من ثلاثة أعوام في يناير كانون الثاني مع عدم قيام المنتجين الخليجيين بخفض الانتاج لافساح المجال للامدادات الليبية الآخذة بالارتفاع. وارتفع متوسط معروض الاثنى عشر عضوا في منظمة البلدان المصدرة للبترول الى 30.95 مليون برميل يوميا من 30.75 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الاول حسبما خلص اليه الاستطلاع الذي شمل مصادر بشركات النفط ومسؤولين بمنظمة أوبك ومحللين.
وتفيد النتائج بأن أوبك تنتج نحو مليون برميل يوميا فوق هدف الثلاثين مليون برميل يوميا الذي حددته لنفسها. لكن المحللين يقولون ان القلق بشأن امدادات ايران عضو المنظمة يساعد في دعم الاسعار التي تتجاوز المئة دولار للبرميل بكثير.
وقال بول توسيتي المحلل في بي.اف.سي انرجي "لا مؤشرات تذكر على أن دول الخليج تخفض الانتاج .. السوق تتلقى امدادات جيدة جدا والاسعار قوية وهو ما يرجع حتما الى أسباب منها المخاوف الجيوسياسية."
وجاءت أكبر زيادة في معروض أوبك مجددا من ليبيا حيث يستمر تعافي الانتاج بعد توقفه خلال انتفاضة 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي.
وارتفعت صادرات النفط الليبية الى 930 ألف برميل يوميا في يناير حسبما أفاد المسح أي بزيادة 180 ألف برميل يوميا عن ديسمبر. وما زالت أرقام المسح دون تلك المعلنة من جانب المسؤولين الليبيين.
واجمالي يناير هو الاعلى لاوبك منذ أكتوبر تشرين الاول 2008 أي قبيل اتفاق المنظمة على سلسلة من تخفيضات المعروض في مواجهة ركود اقتصادي.
وفي مقابلة مع رويترز يوم الاثنين قال عبد الله البدري الامين العام لمنظمة أوبك انه غير قلق من تخمة معروض محتملة في سوق النفط مضيفا أن انتاج أوبك يتفاوت من شهر الى شهر.
وقلصت أسعار النفط مكاسبها المبكرة يوم الثلاثاء. وبحلول الساعة 1655 بتوقيت جرينتش كان خام برنت مرتفعا أربعة سنتات الى 110.79 دولار للبرميل.
ولم يخلص الاستطلاع الى أي مؤشرات على أن دول الخليج العربية الاعضاء في أوبك تقلص الانتاج بشكل يذكر حتى الان لافساح المجال لزيادة الانتاج الليبي.
كانت السعودية وحلفاؤها الخليجيون قد رفعوا الانتاج بشكل أحادي في النصف الثاني من 2011 بعد فشلهم في اقناع ايران وأعضاء اخرين باجراء زيادة منسقة لسد العجز الناتج عن فقد الامدادات الليبية.
وحلت أوبك الخلاف الذي استمر ستة أشهر في اجتماع ديسمبر في فيينا عن طريق اعتماد هدف لانتاج 30 مليون برميل يوميا.
ويعتقد أن المعروض السعودي ارتفع قليلا في يناير عنه في ديسمبر حسبما أفادت مصادر شاركت في الاستطلاع. واستقر الانتاج في الامارات العربية المتحدة وارتفع قليلا في الكويت.
وزاد انتاج نيجيريا قليلا مع انتهاء مشروع لرويال داتش شل من اصلاحات في خط أنابيب.
وارتفعت صادرات العراق من الجنوب مما عوض تراجع امدادات الشمال ومن المتوقع أن يقدم العراق أكبر دفعة للامدادات في 2012.
ومن بين الدول التي تراجع انتاجها أنجولا وفنزويلا وايران