الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: محايدة
- قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي هذا الأسبوع هو حدث فصلي يتزامن مع التوقعات المحدّثة والمؤتمر الصحفي ليلين.
هوى مؤشر الدولار داو جونز أف أكس سي أم في الأسبوع السابق للمرّة الأولى منذ منتصف أكتوبر. وفي الوقت عينه، تكبّد مؤشر أس أند بي 500 أكبر تراجع له منذ منتصف العام 2012. يعزى الإنخفاض الكبير في أسواق رؤوس الأموال وبالتالي ارتفاع مقاييس التذبذبات على الأرجح الى تجدّد نفور المخاطر على نطاق واسع. هذه العلاقة القائمة بين ما يعتبر عادة عملة ملاذ آمن ومنارة المضاربة الأكثر صرامة في النظام المالي (الأسهم الأميركية) دفعت العديد لتسمية الأخضر عملة "المخاطر" في الوقت نفسه الذي يبرز فيه القلق حيال نفور المخاطر المنهجي. وسط ترقّب قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي، من الممكن أن يختبر الدولار أسبوع مليء بالتذبذبات.
في حين سيشكّل اجتماع الاحتياطي الفدرالي الحدث المحفوف بالمخاطر الأبرز بالنسبة الى العملة الأميركية والأسواق الأوسع نطاقًا، سيكون من الضروري اتّخاذ الحذر قبيل الإصدار. على وجه الخصوص، الإرتفاع المطّرد للتذبذبات الكامنة بالتزامن مع التراجع الموحّد للنمو والأصول المعتمدة على العائدات أحبط عزيمة العديد من المشاركين في السوق. على مرّ التاريخ، يعتبر ذلك بمثابة تأثير موسمي يدفع أس أند بي 500 الى التقدّم (بما يناهز 1.9%) وتراجع الحجم الى أدنى مستوى له مقارنة بأي شهر آخر وفقًا للبيانات العائدة الى سنة 1990. سيتطلّب ظهور تغييرات أساسية كبيرة وتحوّلات ملحوظة في الأسعار من أجل تحفيز التجار للبقاء نشيطين.
في حال تراجعت وتيرة نفور المخاطر المطلق، سيعكس أي تصحيح يختبره الدولار والأسهم الأميركية الإعتدال الطبيعي للأسواق الأحادية الجانب- وهو أمر غير مفاجىء نظرًا الى التسارع الصعودي للأوّل وصولاً الى ذروات أعوام عدّة والإرتفاع الهائل للثاني الذي دام ستّة أسابيع وصولاً الى قمم قياسية. في حال لم تتغيّر المعادلة القائمة، تتنامى فرص تراجع الإثنين بشكل ملحوظ. مع ذلك، نظرًا الى البنود المندرجة على الجدول، من المستبعد أن يكون هنالك اعتدال هادىء.
على صعيد الأحجام، ثمّة العديد من التحديثات العامّة على صعيد المضاربة. مع ذلك، سيقع التركيز على حدث واحد: قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي. يعتبر هذا الإجتماع واحدًا من الإجتماعات الفصلية حيث يترافق قرار الفائدة العادي والسياسات غير التقليدية وبيان السياسة النقدية مع التوقعات المحدثة (للنمو والتضخم والوظائف- والأهمّ- معدّلات الفائدة)، الى جانب المؤتمر الصحفي للرئيسة جانيت يلين. سيكون هنالك عنصران في هذا الحدث سيرصدهما التّجار عن كثب: أي تغيير في تقديرات معدّلات الفائدة والخطوات التالية على صعيد عبارة "لفترة مطوّلة".
أجّج هذا السيناريو غير المألوف التخمينات المتفائلة- ولا سيّما مع التحديث الأخير في سبتمبر. كانت توقعات معدّل الإقراض المعياري عند 1.38% مع حلول نهاية العام 2015. من أجل بلوغ ذلك المستوى واستمرار الإمتثال الى الزيادة المتوقعة للمعدّلات منتصف العام 2015، سيضطرّ بنك الاحتياطي الفدرالي الى رفع المعدّلات في كلّ اجتماع من اجتماعات سياسة النصف الثاني من العام. يبدو ذلك متشدّدًا نظرًا الى تقديرات التضخم الراهنة واتّجاهات النمو العالمية الأبطأ التي تنتشر الى الولايات المتّحدة. على هذا النحو، من المحتمل بروز اعتدال في التقديرات. ولكن كيف ستكون ردود فعل السوق؟
الناحية الأساسية الأخرى للإجتماع ستكون التعليقات المحيطة بعبارة "لفترة ملحوظة" التي تمّ تكرارها في البيان المرافق لأكثر من عامين. تعتبر هذه الجملة بمثابة منطقة عازلة حيث في كلّ مرّة تتمّ زيارتها، تتوقع السوق على الأقلّ ستّة أشهر أخرى من دون زيادة للمعدّلات. عزّز عدد قليل من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي- بما فيهم يلين- ذلك الإطار الزمني المحدّد في العام المنصرم. في الأشهر القليلة المنصرمة، رجّح الساسة حذف تلك العبارة من النصّ. في حال لم نلحظ ذلك، ستبدأ السوق بالعدّ العكسي لستّة أشهر (اجتماع 18 يونيو). مع ذلك، تبقى الزيادة "منتصف العام 2015" سيناريو مرجّح للغاية. ما الذي يهمّ أكثر: الزيادة الأولى أم الوتيرة؟
DailyFX 
الإتّجاه الصعودي للدولار الأميركي السائد منذ ستّة أشهر بات رهن اجتماع مجلس الاحتياطي الفدر
المواضيع المتشابهه 
