الآفاق الأساسية للدولار الأميركي: إيجابية
تقدّم الدولار الأميركي للأسبوع الرابع على التوالي وهو في صدد تسجيل أرقام قياسية جديدة مع اختباره الشهر السابع على التوالي من الأرباح. تتمتّع أسواق أخرى قليلة بدرجة الإتّساق هذه. على الرغم من عدم معرفة مدّته، ثمّة العديد من التشابه بين الإرتفاع الملحوظ لأس أند بي 500 والتقدّم الخاصّ للعملة الأميركية. في ظلّ سلوك الاقتصاد مسار متين وسط ركود معظم العالم، تتمتّع سوق الصرف ورؤوس الأموال بالغنائم. مع ذلك، من المستبعد أن يدوم التوازن المثالي للحفاظ على هذه العلاقة الإيجابية.
على مرّ التاريخ، الدولار ومؤشر أس أند بي 500 لا يسيران جنبًا الى جنب. في العقد الأخير، حظي الإثنان بعلاقة سلبية. يعزى ذلك الى طبيعة الأسهم كأصول مضاربة مفضّلة بسبب العائدات الأعلى، في حين يعتبر الدولار عالميًا بمثابة احتياطي ملاذ آمن. في الوقت الراهن، علاقة الستّين يوم بين الإثنين تصل الى 0.73- إيجابية للغاية. ما هو سبب ذلك؟ نحن في مرحلة إنتقالية حيث يواصل المشاركون في السوق البحث عن العائدات- على الرغم من تنامي المخاطر- في حين باتت الأوضاع أكثر تشدّدًا.
إنّ آفاق لجوء بنك الاحتياطي الفدرالي الى رفع معدّل الإقراض الأميركي خلال المستقبل القريب وسط اعتماد العديد من نظرائه إمّا موقف محايد أو الحوفز تزيد من جاذبية الدولار. كانت التخمينات المحيطة بتوقيت أوّل زيادة لمعدّلات الفائدة مقيّدة في الأسبوع السابق بين بيانات الوظائف وتحديثات مجلس الاحتياطي الفدرالي. لم يوفر أي منهما نظرة واضحة. أشار محضر اجتماع شهر ديسمبر الى استبعاد إعلان أوّل زيادة قبل أبريل، ولكنّه أورد أيضًا أنّ المعدّلات قد تتزايد حتّى في ظلّ بقاء التضخم بقيمته الأساسية عند المستويات الراهنة. في غضون ذلك، هوى معدّل البطالة الى أدنى مستوى له منذ يونيو 2008 على الرغم من تسجيل نمو الأجور أكبر انخفاض تاريخيًا.
يمكن القول إنّ الحدثين هما إيجابيين. فالأوضاع تتحسّن الى حدّ أن تصبح زيادة المعدّلات أمرًا مرجّحًا. مع ذلك، لا يزال هنالك غموض محيط بتوقيت بدء التشديد. في ظلّ غموض مماثل، يلقى الدولار عروضًا بما أنّ عائداته تتّبع مسار الإرتفاع قبل معظم نظرائه، بينما يستطيع المضاربون الباحثون عن العائدات تجاهل ارتفاع تكاليف تعرّضهم لوقت أطول بعد.
في حال تمّ تبعيد الإطار الزمني، من المحتمل أن يبقى الدولار متمتّعًا بأفضلية إيجابية على العديد؛ ولكن سيكون من الصعب عليه أكثر تحقيق المكاسب- أو الحفاظ عليها. في المقابل، إنّ التوقيت المحدّد أكثر لبدء نظام التشديد سيؤدّي فقط الى تعزيز التباين الإيجابي للدولار ويرسّخ على الأرجح إعادة توازن سوق رؤوس الأموال (نفور المخاطر). لم يكن أي من هذه المواضيع ناجم بالفعل عن مؤشر معيّن أو حدث تبلور في الأسبوع السابق. ولكنّ مرور الوقت سيزيد من حدّة التوترات لتبلغ مستويات عالية مع اقتراب التاريخ المحدّد. هذا الأسبوع، ثمّة عدد من الإحداث التي يجب رصدها عن كثب ذات العلاقة بتخمينات المعدّلات مع تشكيل قراءة مؤشر أسعار المستهلك لشهر ديسمبر الحدث الأبرز. التذبذبات تتنامى، تشهد العديد من الأسواق تصحيحًا والأساس مبني على التعرّض الكثيف للمخاطر. الشرارة لا تحتاج أن تكون كبيرة.
DailyFX
مسار الدولار الأميركي متين- أم هشّ- كأس أند بي 500؟
المواضيع المتشابهه 
