يتم تعريف النظام المصرفي الاسلامي المعروف بISLAMIC BANKING على أنه النظام المصرفي الذي تستند مبادئ عملياته ونشاطاته على قواعد الشريعة الاسلامية. واجهت المصارف التجارية التي وجدت في أوروبا العديد من المعارضة من الاسلام المتدينين عندما قرروا دخول العالم العربي وذلك بسبب إختلاف قواعد عملها عن المبادئ الاسلامية، أهمها التعامل بالربا اي الفوائد بالاضافة إلى نواحي أخرى. لذلك قررت هذا الدول إنشاء نظام مصرفي خالي من الربا عرف بالنظام المصرفي الإسلامي. في هذه المقالة سوف نقوم بالتكلم عن أهم مبادئ النظام المصرفي الاسلامي.
من المبادئ الأساسية التي تحكم النظام المصرفي الاسلامي هي تبادل المخاطر وتقاسم الأرباح بين الأطراف، وضمان العدالة للجميع وضرورة استناد المعاملاتعلى النشاط التجاري الأساسي أو الأصول. هذه المبادئ مدعومة من القيم الأساسية للبنوك الاسلامية حيث يتم تشجيع الأنشطة التي ترعى روح المبادرة، التبادل التجاري، أو تحقيق المنفعة والتنمية في المجتمع. وفي المقابل يتم حظر جميع الأنشطة التي تتضمن ألفائدة (الربا)، القمار (الميسر) والمضاربة. التعامل بالربا والغرر غير قانوني بموجب القانون الإسلامي، فالربا تشير إلى معدل الفائدة الثابت بينما الغرر يشير إلى المضاربة. وينظر إلى النظام المصرفي الإسلامي كسياسة وطنية ويتم دعمه من قبل العديد، ولكن يتوافر هيكل مصرفي مزدوج في أغلب الدول الإسلامية، فتقوم المصارف التجارية ذات الأنظمة التقليدية غالباً بإنشاء فروع منفصلة لها ذات نظام مصرفي إسلامي.
المبدأ الأول والأساسي هو حظر التعامل أو تقاضي الفائدة أي الربا. لأن المال من تلقاء نفسه لا يدر أرباحاً وعندما ينتشر الربا في اقتصاد بأكمله فإنه يعرض جميع المقيمين في هذا المجتمع لخطر. وذلك لتركز قلق المستثمرين على معدلات الفائدة والعائد المضمون وليس على كيف سيستخدمون هذه الأموال، في هذه الحالة لا يمكن أن تكونالنتائج إلا سلبية.
المبدأ التوجيهي الثاني يتعلق بالمعايير الأخلاقية فعندما يستثمر المسلمين أموالهم في شيء فمن واجبهم الديني والأخلاقي ضمان أنهم إستثمروا في شيء جيد ونافع. لهذا السبب الاستثمار الاسلامي يشمل دراسة عميقة للأعمال التي يجب الاستثمار بها فيتم تحديد ما هو نوع هذا الاستثمار، سياسته، خدماته، وأخيراً المنفعة التي يحققها للمجتمع والبيئة. بعبارة أخرى، قبل الدخول في إستثمار يجب على المسلمين تفحص مشروع الاستثمار بدقة.
المبدأ التوجيه الثالث يتعلق بالقيم الأخلاقية والاجتماعية حيث يدعو القرآن الكريم جميع اتباعه إلى رعاية ودعم الفقراء والمعوزين لذلك من المتوقع على المؤسسات المالية الاسلامية تقديم المساعدة لمن هم بأمس الحاجة إليها. تشمل أعمال البنوك الاسلامية مشاريع إجتماعية وخيرية معينة. فعلى سبيل المثال تقدم البنوك الاسلامية مساعدة على شكل قروض فإذا إحتاج شخص إلى الدخول إلى الجامعة ولم يملك المال الكافي إلى ذلك، تقوم البنوك الاسلامية بإعطائه ما يسمى بقرض الحسن الذي يكون عادةً لفترة زمنية قصيرة ولا يتقاضي المصرف الاسلامي أي مال بالمقابل.
والمبدأ الأخير فيتعلق بالمفهوم الشامل للعدالة حيث أن على جميع الأطراف المعنية الاشتراك في تقاسم المخاطرة والربح لأي مشروع. لذلك على الشخص الذي يتوقع أن يحصل على عائد بالمقابل أن يقبل جميع مخاطر التجارة أو عليه توفير بعد الخدمات المشابهة مثل تمويل الأصول. وإلا يعتبر الممول من وجهة نظر الشريعة كافر.
من أجل ضمان أن يتم اتباع هذه المبادئ، يجب على كل مؤسسة إسلامية إنشاء مجلس استشاري يعرف باسم مجلس الشريعة الإسلامية. يشمل الأعضاء في مجلس الشريعة الإسلامية المصرفيين، والمحامين، والعلماء الذين تم تدريبهم وفقاً للشريعة الإسلامية، أو الدين الاسلامي.
أخيراً أود أن أختتم هذه المقالة بكلمة حول التحديات التي قد تواجه البنوك الإسلامية وما هي الآفاق قد تكون لديهم. واجهت أكبر البنوك تحديات من بدايتها أهمها كان كيفية تضييق الفجوة بين نموذج العمل المصرفي الإسلامي وتطبيقه، بعبارة أخرى بين النظرية والتطبيق. إلى أننا لاحظنا في الأونة الأخيرة وخصوصاً في العصر الحديث إنتشار كثيف للمصارف الاسلامية في مختلف أنحاء العالم.
DailyFX
تعرف على أهم مبادئ النظام المصرفي الاسلامي
المواضيع المتشابهه 
