الجنيه الاسترليني يجد الدعم قبيل الإجتماع المحوري لبنك انجلترا
التوقعات الأساسية للجنيه الاسترليني:محايدة إستمرار ضعف الجنيه الاسترليني خلال الجزء الأوّل من الأسبوع، بما أنّ هيمنة نفور المخاطر وتراجع آمال المعدلات دفعا الجنيه الاسترليني الى الإنخفاض
كانت المملكة المتحدة إحدى البقع المشرقة التي بقيت بمنأى عن استمرار المناورات على صعيد المصارف المركزية. منذ ثلاثة أسابيع، رأينا كيف أنّ التضخم البريطاني قادر على توليد اتّجاه صعودي جديد على صعيد الجنيه الاسترليني. ولأيام عدّة، سارت هذه المسألة بشكل جيّد، إذ واصل الجنيه الاسترليني التوجّه نحو مستويات المقاومة إثر الأحجام الكثيفة، بما أنّ التجار يواصلون تعزيز توقعات رفع معدلات الفائدة في المملكة المتحدة. ومن بعدها اتّجهت الأنظار نحو بنك الاحتياطي الفدرالي. أو بالأحرى، اتّجه العالم نحو بنك احتياطي فدرالي ليس مستعدًا بعد لزيادة المعدلات، ما ولّد عدد من التحذيرات أزاء وضع الاقتصاد العالمي والاقتصاد الوطني الأكبر في عالم بدأ يشهد تعثّرًا في الإنتعاش قبل القدرة حتّى على رفع المعدلات. التفكير السائد كان يشير الى عدم لجوء بنك انجلترا الى رفع معدلاته قبل لجوء بنك الاحتياطي الفدرالي الى ذلك؛ وفي أعتاب إعلان الاحتياطي الفدرالي، تبدّد الإتجاه الصعودي السابق للجنيه الاسترليني. في وقت سابق من هذا الأسبوع، بلغ زوج الجنيه الاسترليني/[عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي القاع، إذ استمرّ تدنّي توقعات معدلات فائدة المملكة المتحدة.
في الأسبوع القادم، يجتمع بنك انجلترا لإعلان قرار فائدته ومن المفروض أن يستحوذ هذا الحدث على الكثير من الإهتمام ويولّد الوضوح على صعيد استمرار التخمينات المحيطة بمسار معدلات المملكة المتحدة. أجّجت هذا الواقع كريستين كير، عضو بنك انجلترا، في وقت سابق من سبتمبر عندما أشارت الى أنّ الجنيه الاسترليني الأقوى قد يساعد الضغوطات التضخمية في الاقتصاد البريطاني. هذا عكس ما بات مقبولاً كواقع مشترك في هذا العالم الراهن حيث تعمد المصارف المركزية عن قصد الى تخفيض قيمة عملاتها بهدف تعزيز التضخم والنمو والآفاق الاقتصادية. لم يفلح هذا الأمر كما هو واضح، بما أنّ ستّة أعوام من التيسير الكمّي والأوضاع الإستثنائية لم تبيّن نموًا صحّيًا ومستدامًا على صعيد التضخم أو الوظائف في الاقتصاد العالمي.
تكلّم أكثر السيد كارني عن هذه النقطة في خطاب في وقت سابق من الأسبوع، حيث قال إنّه يجب على المملكة المتحدة الإستعداد لرفع المعدلات في وقت أقرب، مع الدليل الى نهاية العام للحصول على المزيد من التوضيح على صعيد رفع المعدلات.
في حين من المستبعد رفع المعدلات خلال اجتماع يوم الخميس، من الممكن أن توفر الطريقة التي تصوّت من خلالها لجنة السياسة النقدية المزيد من التفاصيل حول خطط رفع المعدلات. لقد اعتدنا على تصويت بنسبة 8 مقابل 1 مع كون إيان ماككافارتي المنشقّ الوحيد. ولكن في حال انضمّ إليه مارتين ويل (الذي صوّت لزيادة المعدلات خمسة مرّات في العام الماضي) أو كريستين فوربس، من المحتمل أن يرسّخ هذا الأمر توقعات المعدلات في المملكة المتحدة، ما يعيد القوّة الى الجنيه الاسترليني.
لربّما الأكثر إثارة للإهتمام هي آفاق المصرف أزاء عدد من المسائل التي تطال الاقتصاد العالمي في الوقت الراهن؛ كإنخفاض أسعار الطاقة، التباطؤ الآسيوي الذي لم يعد على ما يبدو منحسرًا بالصين واحتمال نشوء نزاع أكبر في الشرق الأوسط. في الإجتماع السابق، أشار السيّد كارني الى أنّ المخاوف المحيطة بالصين تشكّل عاملاً في تصويت 8 مقابل 1 للجنة السياسة النقدية، ونأمل أن نستطيع في هذا الإعلان الحصول على المزيد من الوضوح من المصرف حول كيفية تهديد هذه العوامل الإقتصاد البريطاني.
في اجتماع يوم الخميس، لدى بنك انجلترا فرصة لتقويض توقعات المعدلات من خلال الإشارة الى نمو الأجور الذي أجّج الآمال التضخمية في وقت سابق من سبتمبر. من المحتمل أن يؤدّي ذلك الى اختراق مستوى الدعم القائم عند 1.5100 الذي حافظ عليه زوج الجنيه الاسترليني/الدولار الأمريكي، ولربّما بلوغ مستوى 1.5000 في حال تنامى نفور المخاطر بشكل كبير. ولكن إذا حصلنا على منشق ثانٍ، أو إذا كرّر السيد كارني ما قاله أوائل سبتمبر، من المحتمل أن نرى ابتعادًا كبيرًا عن مستوى 1.5100 الذي احتوى قاع زوج الجنيه الاسترليني/الدولار الأمريكي في أيام التداول الثلاثة السابقة، وأدّى الى تشكّل نمط نجمة الصباح على الرسم البياني اليومي مع نهاية الأسبوع.
الجنيه الاسترليني يجد الدعم قبيل الإجتماع المحوري لبنك انجلترا
المواضيع المتشابهه 
