الدولار الأمريكي يتطلّع الى خطابات المسؤولين وتقرير الوظائف الأمريكية من أجل التوجّه مجدّد
الآفاق الأساسية للدولار الأمريكي:محايدة
عقب غموض واضح حيال رفع المعدلات في ديسمبر، من المرتقب سماع خطابات عدد من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي- بما فيهم جانيت يلين سيشكّل تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر أكتوبر حدثًا رئيسيًا حافل بالمخاطر، ولكنّ الوظائف والبطالة ليسوا بأهمّية مكوّن الأجور
حظي [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي بفرصة جديدة لبلوغ قمم العام 2015 وملامسة مستويات لم يطأها منذ العام 2003. ومرّة جديدة، قد يفشل في القيام في ذلك. الرياح المعاكسة الأساسية التي تعصف بالعملة هي قوية للغاية، ولكنّها قابلة جدًا للإحتواء. دفعت الجاذبية الأساسية للدولار الأمريكي زوج اليورو/الدولار الأمريكي الى بلوغ 1.05، والدولار الأمريكي/الين الياباني 126 والدولار الأمريكي/اليوان الصيني 6.60. إنّ استمرار هذا الإرتفاع الملحوظ يحتاج الى تزايد كبير في الإقتناع. ولكن، ما هي خيبات الأمل التي ستطال زيادة معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي أو الإنهيار المالي الذي سيدفع المستثمرين للبحث عن الأمان والتي من شأنها تمهيد الطريق لنشوء اختراق نحو قمم إثني عشر عامًا؟ ثمّة سلّة طويلة من الأحداث المرتقبة هذا الأسبوع، ولكنّ الأسئلة ستواصل تباعًا تقويض ثقة التجار المتفائلين.
على الرغم من أنّ هذا التوقع هو أساسي بطبيعته، توفر التوجيهات الفنية مساهمة كبيرة في الصورة الأكبر. على غرار ارتفاع أس أند بي 500 نحو القمم التاريخية التي سجّلت في مايو (يتواجد حاليًا على بعد 2% تقريبًا منها)، يشكّل طموح الدولار الأمريكي لتجاوز ذروة 12 عام التي نشأت في أبريل مسألة إقتناع. فبلوغ مستويات مرتفعة مماثلة أمر. واختراقها هو أمر مختلف تمامًا. من أجل تمديد التحرّك الصعودي، علينا السؤال ما إذا كان هنالك قدرة غير مستغلّة لتعزيز أكثر التباعد في القيمة المقدّرة بين الدولار الأمريكي ونظرائه العالميين.
على صعيد الأسبوع القادم، لا يزال هنالك موضوعان أساسيان من المتوقع أن يتمتّعتا بالقدرة على التأثير على السوق: السياسة النقدية النسبية واتّجاهات المخاطر. تشير الدراسات الموسمية الى أنّ الشهرين الأخيرين من العام عادة ما يشهدا تراجعًا في الأحجام وارتفاعًا في معايير المخاطر كأس أند بي 500. الخطر النفسي كبير للغاية في السوق، ولكنّ طيف إعادة التوازن يبقى قائمًا. في حال بروز نفور المخاطر، الدولار الأمريكي مستعدّ للإستفادة من الوضع. في غضون ذلك، لا يجب ربط ملامسة أس أند بي 500 قمم تاريخية بوجهة النظر التقليدية "للعملة السيّئة". تعزّز الأسواق المالية المستقرّة فرضيّة رفع الاحتياطي الفدرالي المعدلات. مع ذلك، يجب القول إنّ أداء سوق رأس المال لن يحفز على الأرجح الرفع؛ بل ببساطة سيسمح به.
في غياب أي أزمة مالية تعيد إحياء الدور النائم منذ فترة طويلة للدولار الأمريكي كملاذ آمن، سيكون المحفز الأكثر تأثيرًا على الدولار الأمريكي- سواء إيجابًا أم سلبًا- التخمينات المحيطة بموعد رفع بنك الاحتياطي الفدرالي المعدلات. في الأسبوع السابق، أبقى بيان مجلس الاحتياطي الفدرالي خيار زيادة المعدلات في ديسمبر قائمًا. بعد إستيعاب البيان، تقدّمت توقعات السوق للزيادة في نهاية العام من 34 الى 47%. الشكوك مترسّخة للغاية، لذلك سيتطلّب إقتناع كبير للغاية لدفع السوق على اعتناق وجهة النظر عينها التي يعتنقها المصرف المركزي حيال احتمال زيادة المعدلات، ما يدفع بدوره الدولار الأمريكي الى التسارع صعودًا.
على الرغم من كثافة البيانات المندرجة على الجدول، سيناضل الجدول لإصدار نتائج مثالية. الحدث الأبرز يتمثل بتقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة، ولكنّ مركّب الأجور سيكون الأكثر أهمّية. إنّه مصدر التضخم وناضل في الآونة الأخيرة. في حال شهدت هذه البيانات ارتفاعًا ملحوظًا، من الممكن أن تحمل في طيّاتها المحفز اللازم. هذا وسيتمّ تجاهل بيانات كمؤشرات مدراء المشتريات والميزان التجاري من أجل التركيز على خطابات الاحتياطي الفدرالي. ستوفر مجموعة التعليقات المتفائلة بعض الدعم للتحرّكات الصعودية.
لربّما المحفز الأكثر استباقًا في دفع الدولار الأمريكي على الإرتفاع هو تعثّر العملات الرئيسية. تعهّد البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان بتوسيع دائرة التيسير، بينما حذر بنك الاحتياطي الأسترالي وبنك الاحتياطي النيوزيلندي من أنّ تخفيض المعدلات أكثر قد يكون ملائمًا. في حال رأينا تحوّل حذر على صعيد مواقف جميع تلك المصارف، سيتطلّع حينها الدولار الأمريكي الى الإرتفاع من جديد.
الدولار الأمريكي يتطلّع الى خطابات المسؤولين وتقرير الوظائف الأمريكية من أجل التوجّه مجدّد
المواضيع المتشابهه 
