خطأ دراجي ورسالة الاسواق للبنوك المركزية

عقاب عنيف تلقاه دراجي بتداولات الأسبوع الماضي عقب القرارات التي أعلنها البنك المركزي الأوروبي وكانت دون توقعات الأسواق التي استمدتها من الأحاديث السابقة لدراجي وتعاملت على أساسها مع اليورو .
فقد كانت قرارات المركزي الأوربي تيسيره حيث تم خفض الفائدة على الودائع بمقدار 10 نقاط أساس إلى -0.3%،ولكن هذا الخفض لم يصل إلى ال10نقاط التي كانت تراهن عليها الأسواق ،أما إعلان دراجي ان ن البنك سوف يمدد العمل ببرنامج مشتريات الأصول بمقدار 6 أشهر حتى نهاية مارس/آذار عام 2017فهذا ايضا كان دون التوقعات بأن يتم الرفع الفوري لميلغ برنامج التيسير مع الاخذ بعين الاعتبار بأن التمديد قد يتم إلغاءه بحال ظهرت بعض بوادر التضخم الايجابية .
نعم أزمة ثقة ما بين البنك المركزي الأوروبي ممثلا برئيسة دراجي والأسواق ارتفع نتيجتها اليورو 2.6 في المائة ارتفاع بسيط لكنه يحمل مدلولات كبيرة حيث الرسالة واضحة الأسواق قد تجعل العام المقبل أكثر صعوبة بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي ناحية تحقيق أهداف التضخم لن نبيع اليورو ان لم يكن يستحق البيع .
عقب هذا تابعنا ميرش عضو المركزي الأوروبي والذي حاول تلطيف الأجواء وتحدث عن أهمية القرارات وكونها تيسيره وكان النجاح محدودا لحديثة حيث لم يخترق اليورو مستويات 1.1000بالغة الأهمية مقابل الدولار الأمريكي .
دراجي وبحديثة الثاني يوم ألجمعه على هامش مؤتمر اقتصادي حاول أعادت بناء الثقة مع الأسواق حيث قال الجملة التي لو كان قد قالها في بيان الفائدة لما كنا قد شاهدنا الرد العنيف من الأسواق (دراجي أكد ان المركزي الأوروبي على استعداد لعمل كل ما يلزم لإخراج الاقتصاد الأوروبي من أزمته ومواجهة مخاطر التضخم ) الأسواق لم تستجب بقوة لدراجي واكتفت بتداول اليورو دون مستويات 1.0900بردها .
رسالة الأسواق للبنوك المركزية كانت واضحة لا تحاولوا ان تتلاعبوا معنا ولتبقى المصداقية العنوان الرئيسي بالتعامل بيننا ،أن أعطيتم إرشادات مسبقة لا تخالفوها .
يلين محافظ ألبتك الفدرالي الأمريكي وعلى العكس من عادتها بإعطاء إشارات غير واضحة قد تكون أول المتجاوبين مع رسالة الأسواق لدراجي حيث كانت بالغة الوضوح بحديثها الأسبوع الماضي ناحية تهيئة الأسواق بشأن بدء الفدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة وان القرار الأول من المحتمل بفوة ان يكون خلال الاجتماع القادم للفدرالي منتف الشهر الحالي ،يلين أوضحت بان التأخير بالرفع قد يضطر الفدرالي الأمريكي لاتخاذ قرارات رفع متتالية وقوية مستقبلا وهو امر غير محبب أمريكا .
البيانات الأمريكية يوم الجمعة جاءت داعمة لاتخاذ قرار الرفع بقوة حيث الوظائف للقطاع الحكومي غير الزراعي أضاف 211 الف وظيفة خلال الشهر الماضي بأفضل من التوقعات و التي كانت ترصد إضافة 201 الف على نفس المستوى كما تم تعديل أرقام القراءة السابقة نحو الأعلى من 271 الف الى 298 الف وظيفة للمستوى الشهري السابق بينما سجلت معدلات البطالة العامة ثباتا عند مستويات 5.0% خلال الشهر الماضي دون تغيير و سجل متوسط الأجور ارتفاعا بواقع 0.2% على المستوى الشهري كما التوقعات و أخيرا فقد صدر الميزان التجاري و الذي سجل عجزا بواقع 43.9 مليار
بتداولات أسبوعنا الراهن سيكون لنا بعض المحطات الهامة من مختلف الاقتصاديات العالمية يوم الثلاثاء الموافق 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الياباني عن الربع السنوي الثالث وسط توقعات بتحقيق نمو عند 0.1% من القراءة السابقة التي سجلت انكماشاً عند 0.2%.
وسوف يعلن بنك إنجلترا عن قراره بشأن معدل الفائدة وسط توقعات بتثبيتها عند 0.50% دون تغيير، مع الإبقاء على حجم برنامج مشتريات الأصول عند 375 مليار جنيه إسترليني.
وعن طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، فمن المتوقع أن تسجل 266 ألفاً بعد ارتفاعها في القراءة السابقة بمقدار 9 آلاف إلى 269 ألفاً.
بينما قد تكون الفرصة الذهبية بالبحث عن مستويات البيع للدولار النيوزلندي خوصا وبناء مراكز بيعيه عليه حيث تعتبر الأسعار الحالية مرتفعة 0.6720مقابل الدولار مثلا لزوج ينتظر تخفيض الفائدة يوم الأربعاء إلى 2.50%من2.75%وحسب 18 اقتصادي تم استفتاؤهم حول اجتماع يوم الاربعاء 3 فقط استبعدوا قرارا يقضي بتخفيض الفائدة 0.6820قد لا يشاهدها الدولار النيوزلندي خلال الفترة القادمة .
سؤال المستثمرين الأصعب في الأسواق هل تغيرت استراتجيات البحث عن مستويات بيع الأسواق مقابل الدولار الأمريكي ؟
كوننا بنهايات العام وبالشهر الذي سيشهد الكثير من الإجازات تفضل تخفيض أحجام التداول تحسبا للتحركات المتطيرة , ولكن وللمدى المتوسط لا تغير على إستراتجيتنا وميولنا لازالت مع الدولار .