اعتبر تحليل نشرته "نيويورك تايمز" أن التعافي الاقتصادي العالمي يشهد ضعفًا منذ نهاية الأزمة المالية العالمية الأخيرة مقارنة بالتعافي الذي حدث في أعقاب الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
واستشهد التحليل بخبير الاقتصاد "كيفين أوروك" الذي أجرى مقارنة بين الكساد العظيم في عام 1929 والأزمة المالية التي بدأت قبل ثماني سنوات تقريبًا.
وفي حين كان الانهيار الاقتصادي العالمي أكبر إبان الكساد الكبير في الفترة بين عامي 1929 إلى 1933 أكبر مما حدث في أزمة عام 2008، إلا أن التعافي من الأزمة الأخيرة أضعف بكثير، خاصة فيما يتعلق بالإنتاج الصناعي.
كيف تحسن الأداء الأمريكي؟
- جاء التعافي الأوروبي من الأزمة المالية الأخيرة ضعيفًا للغاية، في حين كان الوضع في الولايات المتحدة أفضل نسبيًا.
- انخفض معدل البطالة الأمريكية إلى النصف، كما يستعد الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة، بينما لازال البنك المركزي الأوروبي يسعى بقوة لتعزيز الإنفاق.
- رغم اعتقاد التقرير بأن رفع الفائدة الأمريكية الآن يعتبر أمرًا خاطئًا، إلا أن فكرة زيادة معدل الفائدة نفسها تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يمر بوضع سيئ للغاية.
- اهتم الاحتياطي الفيدرالي والبيت الأبيض بالأمور الصحيحة كما يبدو، رغم أن قراراتهما كانت أقل مما كان يجب فعله، إلا أنهما نجحا على الأقل في التركيز على المشكلات الحقيقية.
- أشار كتاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق "بن برنانكي" والذي حمل عنوان "شجاعة الفعل" إلى كيفية استعداد البنك المركزي للتدخل وإنقاذ النظام المالي، وهو أمر صحيح بالفعل رغم أن عدة دول فعلت ذلك.
- ظهرت شجاعة الاحتياطي الفيدرالي بالفعل في عامي 2010 و2011 حينما وقف أمام المطالب الخاصة بتشديد السياسة النقدية رغم ارتفاع معدل البطالة.
- كان الضغط بارزًا من جانب الحزب الجمهوري، والذي اتهم "برنانكي" آنذاك بخفض قيمة الدولار لمساعدة الرئيس "باراك أوباما" سياسيًا، كما استغل البعض ارتفاع أسعار المستهلكين للإشارة إلى اتجاه معدل التضخم للصعود في المستقبل.
- إلا أن الاحتياطي الفيدرالي تمسك بوجهه نظره، مؤكدًا أن ارتفاع التضخم لمرة واحدة يعتبر أمرًا عابرًا بسبب ارتفاع أسعار النفط، وهو ما ثبت صحته.
طرفا الأطلنطي يختلافان
- على الجانب الآخر من الأطلنطي، استجاب البنك المركزي الأوروبي للذعر من التضخم، وقام برفع الفائدة مرتين في عام 2011، وهو ما دفع منطقة اليورو للدخول في "ركود مزدوج".
- حذر البعض من أن تحفيز الفيدرالي في عام 2009 صغير جدًا وسوف يتلاشى سريعًا وهو ما بررته الأحداث بالفعل، لكنه كان أفضل بكثير من عدم القيام بأي تدابير تحفيزية .
- تحدى البيت الأبيض تصريحات الجمهوريين آنذاك بأن تدابير التحفيز سوف تتسبب في ارتفاع معدلات الفائدة وحدوث أزمة مالية.
- تعتبر إجراءات الولايات المتحدة بعد الأزمة مناقضة تمامًا لتلك التي قامت بها أوروبا، حيث لم تفعل الأخيرة الكثير من التدابير التحفيزية، وسرعان ما تحولت إلى التقشف القاسي في الدول المدينة.
- تسببت هذه السياسات غير السيئة في العموم إلى الحالة الجيدة نسبيًا للاقتصاد الأمريكي اليوم، رغم أنه لا يمر بحالة متميزة، مع إمكانية انخفاض البطالة بشكل أكبر مع حقيقة عدم بحث جزء من المواطنين عن عمل، بالإضافة إلى ضعف الأجور، إلا أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ.
موعد رفع الفائدة؟
- يعتقد التقرير أن الأمور تزداد سوءًا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، وهو ما يشير إلى خطأ رفع معدل الفائدة في الوقت الحالي، في حين يعتقد مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن قوة سوق العمل سوف تتواصل رغم رفع الفائدة.
- تواجه الولايات المتحدة في الوقت الحالي آثارًا سلبية جراء ضعف الاقتصادات العالمية الأخرى، خاصة مع ارتفاع قيمة الدولار، والذي يجعل أمريكا أقل قدرة على المنافسة.
- تختلف الاحتمالات بشأن تأثير رفع معدل الفائدة على الاقتصاد الأمريكي، حيث إنه من جانب قد يؤدي ترقب مزيد من الزيادة في الفائدة إلى تسارع معدل التضخم المتدني، بينما قد يسفر الأمر عن إنهاء الأداء الجيد للاقتصاد.
منقول
التوقيع
إن سقطت سبعاً, فإنهض ثمانية