تساءل تقرير عن أسباب تراجع معدل المساهمة في القوى العاملة بالولايات المتحدة، في الوقت الذي تنتشر فيه موجة من الشكوك حول معدلات البطالة الحقيقية في البلاد.
وأشار تقرير نشره "بلومبرج فيو" إلى أن تقرير الوظائف الشهري الأمريكي الصادر في الأسبوع الماضي ذكر أن 59.8% من الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم 16 عامًا أصبح لديهم وظائف بنهاية شهر فبراير/شباط الماضي، وهي أعلى نسبة للتوظيف مقابل السكان خلال سنوات.
ورغم الارتفاع الحقيقي في معدل المساهمة في القوى العاملة الأمريكية، إلا أن البيانات السابقة عن عقود قليلة ماضية تظهر تراجع معدل التوظيف من إجمالي السكان.
تراجع العمالة إلى إجمالي السكان
- تعني نسبة العمالة إلى إجمالي السكان البالغة 59.8% أن 40.2% من الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم 16 عامًا لا يجدون وظيفة.
- إلا أن هذه النسبة تتضمن طلاب المدارس الثانوية، والأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 100 عام مثلا، والكثير من الأمريكيين الآخرين الذين لا يرغبون أو يحتاجون للوظائف، ما يعني أن معدل البطالة الحقيقي ليس 40%.
- رغم هذه الحقائق، إلا أن معدل العمالة إلى عدد السكان بلغ في أبريل/نيسان 2000 حوالي 64.7%، ما يثير التساؤلات حول أسباب هبوط المساهمة في القوى العاملة الأمريكية.
- لا يزال سوق العمل في الولايات المتحدة ضعيفا للغاية ويحتوي على بعض الخلل، رغم انخفاض معدل البطالة الرسمي لمستوى 4.9% فحسب.
محددات الجنس والتعليم
- طرح اثنان من الخبراء الاقتصاديين في الاحتياطي الفيدرالي في "نيويورك" رسوما بيانية بحسب الميلاد والجنس والعرق، مشيرين إلى إمكانية تفسير هبوط نسبة العمالة من السكان وفقًا لهذه المتغيرات.
- أظهرت الرسوم البيانية انكماش الصعود في نسبة الأمريكيين العاملين الذين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا، في حين كان أكبر تراجع في نسب العمالة إلى السكان بين هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 24 عامًا مع بقاء الأمريكيين فترات أطول في الدراسة.
- بشكل عام، يعني المزيد من التعليم احتمالات أكبر للحصول على عمل، إلا أنه مع تراجع معدل العمالة إلى السكان بين الجميع في مرحلة الدراسة الثانوية فإن هؤلاء الذين لا يملكون شهادة ثانوية من المرجح أن يعملوا الآن أكثر مما كان عليه الأمر في التسعينيات.
- يرى التقرير أن الهجرة تفسر الكثير من هذا الأمر، حيث إن المهاجرين أكثر احتمالا لعدم إكمال المرحلة الثانية من الأمريكيين المولودين في البلاد، كما أنه أكثر عرضة للحصول على وظائف من نظرائهم.
أسباب أخرى
- من ضمن الأسباب المسؤولة عن انخفاض نسبة العمالة إلى عدد السكان هي الروبوتات والعمال في الخارج، حيث تراجع عدد العمال في قطاع التصنيع بفعل المنافسة والتكنولوجيا من 17.3 مليون شخص في فبراير/شباط 2000 إلى 12.3 مليون في الشهر الماضي.
- قد تشمل أسباب تراجع معدل العمالة إلى السكان الخلل في نظام التأمين ضد البطالة وإعادة التدريب والتوظيف في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الحوافز الضارة في برنامج الضمان الاجتماعي ضد العجز، والتي قد تدفع أشخاصا قادرين عن العمل خارج القوى العاملة.
- كما قد تتضمن الأسباب النظام التعليمي الأمريكي الذي قد لا يجهز المواطنين للعمل بشكل كاف، مع زيادة التباعد الاجتماعي في التوظيف بالولايات المتحدة، بالإضافة إلى خيارات رعاية الأطفال الضعيفة والتي قد تبقي النساء في المنزل.
- تشمل الأسباب المحتملة الضغوط التي تتعرض لها الشركات الأمريكية من قبل أسواق المال، والتي قد تدفعها لإنفاق الكثير من الأموال لإعادة شراء أسهمها بدلا من الاستثمار في العمل.
لماذا لا يعمل أكثر من 40% من الأمريكيين؟
