الدولار الأمريكي يتطلّع الى الإرتفاع إثر الموقف المتفائل لبنك الاحتياطي الفدرالي والجنيه ا
يتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفدرالي السياسة دون تغيير هذه المرّة. تشير العقود الآجلة لصناديق بنك الاحتياطي الفدرالي الى توافر فرص بنسبة 94.2% لبقاء معدل الإقراض المعياري ضمن النطاق الراهن المتراوح ما بين 25 و50 نقطة أساسية. يؤدّي ذلك الى تسليط الضوء على عنصر التوجيه المستقبلي وعلى الفرق القائم بين آفاق المصرف المركزي وتلك التابعة للسوق.
أحرز المسؤولون تقدّم ملموس على صعيد تحقيق تفويضهم. هوى معدل البطالة الى قاع ثمانية أعوام عند 4.9%، بينما بلغ مقياس تضخم إنفاق الإستهلاك الشخصي بقيمته الأساسية، وهو مقياس التضخم المفضّل لدى بنك الاحتياطي الفدرالي، ذروة ثلاثة أعوام عند 1.7%. الأهمّ من ذلك، لا يأخذ هذا الأمر بالحسبان تدنّي حدّة الرياح المعاكسة الناجمة عن معدلات الصرف وأسعار [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الخام في فبراير، ما يعني أنّ التضخم هو أقرب على الأرجح الى هدف 2%.
يدعم ذلك على ما يبدو فرضيّة رفع المعدلات ويجعلها أكثر إقناعًا. مع ذلك، لا تزال الأسواق تشكّك بذلك السيناريو. عندما قدّر بنك الاحتياطي الفدرالي تشديدًا يصل الى 100 نقطة أساسية في العام 2016 في ديسمبر، رجّحت الأسواق زيادة تصل الى 50 نقطة فقط. جاءت توترات السوق اللاّحقة لتزيد الطين بلّة. بعد استبعاد المستثمرين لفترة وجيزة بشكل تامّ رفع المعدلات في الشهر السابق، باتوا يقدّرون الآن إضفاء زيادة واحدة بمقدار 25 نقطة أساسية قبل نهاية العام.
بالمجمل، يبدو أنّ ذلك سيمنع بنك الاحتياطي الفدرالي عمليًا من اتّخاذ أي خطوات جديدة. يعني الشرخ القائم بين آفاق المسؤولين وآفاق المستثمرين أنّ التشديد الآن سيثير الذعر على الأرجح. يجعل ذلك من اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي لشهر مارس كفرصة لتمهيد الطريق لإستئناف سحب الحوافز في وقت لاحق من العام.
المهمّة التي يتعيّن على المجلس القيام بها هي هائلة وصعبة. سيحتاج الى اعتماد نبرة متفائلة للغاية لتفادي أي تذبذبات غير مرغوبة مع دفع الأسواق للتأقلم مع مسار أكثر حدّة لرفع المعدلات. يشمل ذلك على الأرجح توقعات بزيادة المعدلات ما بين 50 و75 نقطة أساسية، تعزيز آفاق التضخم ونبرة متفائلة بحذر في بيان السياسة وفي المؤتمر الصحفي لجانيت يلين الذي يلي الإجتماع.
من الناحية السطحية، يصبّ هذا الأمر لصالح [عذراً, فقط الأعضاء يمكنهم مشاهدة الروابط ] الأمريكي. على نطاق أوسع، يشير الإرتباط الوثيق بين أوضاع السيولة واتّجاهات الثقة الى أنّ النبرة المتفائلة ستلقي بثقلها على شهية المخاطر. من الممكن أن يدفع هذا الأمر الدولار الأسترالي والدولار الكندي والدولار النيوزيلندي الى الإنخفاض بالتزامن مع أسعار الأسهم.
تتسلّط الأضواء خلال ساعات التداول الأوروبية على الميزانية البريطانية التي سيكشف عنها النقاب وزير الخزانة جورج أوزبورن. من المتوقع بروز جرعة جديدة من التشديد، إذ تسعى الحكومة للإيفاء بتعهّدها الرامي الى تحقيق فائض بحلول العام 2020. أشار أوزبورن سابقًا الى تقليص الإنفاق بقيمة 4 مليار جنيه استرليني هذا الأسبوع. بالنسبة الى الإيرادات، سيتعيّن على وزير الخزانة اعتماد أسلوب مبدع لتجاهل الوعد الذي أطلقه في انتخابات العام 2015 والقاضي بعدم زيادة معدل الضريبة الرئيسي.
من منظور تجاري، الخلاصة تتمثّل بعدم توفير السياسة المالية دعمًا ملحوظًا للنمو الاقتصادي في العام القادم. من المحتمل أن يترجم ذلك بإعتماد بنك انجلترا موقف حذر أكثر عبر تأخير موعد بدء رفع معدلات الفائدة. في حين يولّد هذا الأمر رياحًا معاكسة على الجنيه الاسترليني، من المرجّح أن يؤدّي غياب رهانات التشديد خلال الأجل القريب الى تسجيل تحرّكات الأسعار ردود فعل خافتة.
الدولار الأمريكي يتطلّع الى الإرتفاع إثر الموقف المتفائل لبنك الاحتياطي الفدرالي والجنيه ا
المواضيع المتشابهه 
