افتتاح الأسواق الاميركية: تنحسر تجارات اليورو ضمن نطاق الشهر المنصرم، في حين لم يشهد الجنيه الاسترليني أي تغيير في تداولات ليلة أمس
تراجع زوج اليورو/دولار من من ذروة تجاراته (1.3701) خلال دورة أوروبا، اذ عمد المستثمرون الى تقليص شهيّتهم للمخاطر، وقد تواجه العملة الموحّدة ضغوطات بيع متزايدة خلال دورة أميركا الشماليّة اذ تنذر عقود الأسهم الآجلة بافتتاح الاسواق الأميركية على انخفاض. وفي هذه الأثناء، تعهّد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بدعم اليونان "ان دعت الحاجة" عقب اجتماعه برئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، وأفاد ان دول منطقة اليورو "متأهبة" و"عازمة" على توفير الارتياح للاقتصاد المتعثّر العامل تحت لواء العملة الموحّدة.
ومع ذلك، تزايدت ثقة المستثمر في منطقة اليورو على غير المتوقع في مارس، مع ارتفاع مسح سنتيكس من -8.2 الى -7.5 مقارنة بالشهر السابق، وسط توقعات هبوطه الى -8.8، في حين ارتفع مقياس التوقعات المستقبليّة من 3.75 في فبراير الى 4.50. ومع ذلك، أظهر تقرير منفصل تقدّم المخرجات الصناعيّة في ألمانيا بنسبة 0.6% في يناير، خلافًا لتوقعات ارتفاعها الى 1.0%، في حين قفز المعدل السنوي بنسبة 2.2% مقارنة بالعام المنصرم ليسجّل بذلك أسرع وتيرة نمو منذ ابريل 2008. وفي حين لا يزال الساسة يلحظون قيام مخاطر بتأخر الانتعاش، من المرجّح ان تحدّ الشركات من انتاجها وفرص العمل لديها خلال الأشهر المقبلة، وقد يحافظ البنك المركزي الأوروبي على آفاق حذرة لسياسته المستقبليّة خلال النصف الثاني من العام في وقت لا تزال فيه ضغوطات الأسعار متدنّية.
لم يشهد الجنيه الاسترليني أي تغيير يذكر خلال تداولات ليلة أمس، في وقت لا يزال فيه مؤشر القوة النسبية اليومي متماسكًا عند 34، ومن المرجح ان تبقى تجارات زوج الجنيه الاسترليني/دولار مقيّدة ضمن نطاق ضيّق خلال الدورة الأميركية، إذ لا تزال المفكرة الاقتصادية تقتقر للبيانات. ومع ذلك، قد تحافظ معدّلات الصرف على الاتجاه الهابط الذي ساد منذ ذروة يناير (1.6456)، إذ يرى المشاركون في الأسواق أن المجال متاح أمام توسيع بنك انجلترا لبرنامج شراء الأصول خلال الأشهر المقبلة، وقد تثير التعليقات الحذرة للجنة السياسة النقدية ضغوطات بيع متزايدة على العملة المحليّة، في إطار سعي البنك المركزي الى إقامة توازن بين مخاطر النمو والتضخم على حدّ سواء. وعلى الرغم من ذلك، من المرجح أن يولّد محضر الاجتماع المرتقب صدوره في السابع عشر من مارس موجة من التذبذبات في معدّلات الصرف، بعد أن أبقى بنك انجلترا معيار الفائدة ثابتًا عند 0.50%، وحافظ على القيمة المستهدفة لبرنامج الطوارىء عند 200 مليار جنيه استرليني، وقد يؤدي أي تحوّل في آفاق البنك المركزي الى تسجيل اختراق رئيسي، في وقت يقيّم فيه المستثمرون تطلّعاتهم للسياسة المستقبلية.
شهد الأخضر تراجعًا طفيفًا ليلة أمس، إذ سجّلت أسواق الأسهم في آسيا تسارعًا صعوديًا، الأمر الذي أطلق شرارة تزايد شهية المخاطر، بيد أن تباين تحرّكات الأسعار في الأسواق الأوروبية قد يساهم في نشوء تحوّل في اتجاه الأسواق، مع بداية التجارات الأميركية. ومع ذلك، وبما أن الجدول الاقتصادي في شمال أميركا لا يزال يفتقر للبيانات، ستهيمن رغية المستثمرين للمخاطر على تحركات العملات الرئيسية، وبالتالي قد يؤدي تزايد نفور المخاطر الى ارتداد الدولار الأميركي، في وقت لا يزال يستفيد فيه من تدفقات الملاذ الآمن
افتتاح الأسواق الاميركية
المواضيع المتشابهه 
