افتتاح الأسواق الأوروبية: من المحتمل أن يخسر الدولار الأميركي المكاسب التي حقّقها في وقت سابق على خلفية رهانات التصويت على الميزانية اليونانية
تفوّق الدولار الأميركي في أدائه خلال الدورة المسائية، واكتسب ما يناهز 0.4% مقابل نظرائه الرئيسين، على خلفية تزايد الطلبات على الملاذ الآمن وهبوط الأسهم في آسيا.
أبرز التطورات التي شهدتها الأسواق ليلة أمس * ارتفع الدولار الأميركي إثر تزايد الطلبات على الملاذ الآمن، مع هبوط الأسهم في آسيا * أدّت أرقام الميزان التجاري المخيّبة للآمال الى إغراق الدولار النيوزيلندي * من المرجّح أن يساهم الغموض المخيّم على التفاؤل المحيط بالتصويت على الميزانية اليونانية في تعزيز شهية المخاطر
تفوّق
الدولار الأميركي في أدائه خلال الدورة المسائية، واكتسب ما يناهز 0.4% مقابل نظرائه الرئيسين، على خلفية تزايد الطلبات على الملاذ الآمن وهبوط الأسهم في آسيا. أمّا مؤشر الأسهم الإقليمي MSCI لبلدان آسيا والباسيفي فهوى بنسبة 1.1%، وسط اعتراء المستثمرين القلق قبيل تصويت اليونان على إقرار تدابير تقشّفية جديدة، ما يهدّد بإنزلاق البلاد في دوامة إفلاس تزعزع استقرار أسواق الإئتمان العالمية. ومع ذلك، من المحتمل أن يكون تقدّم الأخضر وجيزًا، إذ باتت الأسواق أكثر ثقة بقدرة اليونان على التصديق على الخطّة.
سيصوّت
البرلمان اليوناني على خطّة تقشّفية خماسية جديدة- نهج يشمل تقليص الإنفاق الحكومي، وزيادة الضرائب، وبيع بعض الأصول المملكوكة من الدولة- يوم الأربعاء. علاوة على ذلك، سيتمّ إجراء تصويت منفصل في اليوم التالي على كيفية تطبيق الخطّة. في هذا الإطار، أوردت كاثيميريني، إحدى الصحف التي تتّخذ أثينا مقرًا لها، بأنّ أربعة أعضاء من حزب باسوك الحاكم سيصوّتون ضدّ التدابير. سيحصل
رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو مع ذلك على الأصوات الكافية التي تخوّله تطبيق تلك الخطّة. يشار الى أنّ حزب باسوك يمتلك غالبية برلمانية ب155 مقعدًا من إجمالي عدد المقاعد البالغ 300 مقعد، ويحتاج الرئيس باباندريو الى 151 صوت على أقلّ تقدير لإقرار نهج التقشّف المذكور.
بشكل عام، يبدو من المستبعد للغاية عدم حصول رئيس الوزراء على العددالكافي من الأصوات وفشله في إقرار حزمة التقشّف. في الواقع، لقد أدرك الجميع أن الهدف الكامن وراء تصويت الثقة الذي دعا إليه وبالتالي اجتازه خلال الأسبوع السابق يتجسّد بإنشاء ولاية لمناقشة اتّفاق مساعدة ثاني يوفره الإتّحاد الأوروبي/صندوق النقد الدولي بشرط تطبيق المزيد من التشديد المالي. يشير ذلك الى أنّ حزب باسوك وافق بشكل ضمني على الخطّة، ما يجعل تصويت هذا الأسبوع شكليّ يسمح لبعض أعضاء الحزب التصويت ضدّ النهج من دون التأثير على النتيجة النهائية، ليربحوا بذلك دعم بعض الناخبين الإقليميين.
تستوعب الأسواق بدون أدنى شكّ هذا الأمر، لذلك قد تنحسر مكاسب الدولار الأميركي في النصف الأوّل من الأسبوع، في وقت يرجّح عدد كبير من المستثمرين نجاح التصويت ويعتبرونه السيناريو الذي سيتبلور، ويكيّفون مواقعهم على أساسه. والجدير بالذكر أنّ
مؤشر S&P500 لعقود الأسهم الآجلةشهد انعكاسًا للخسائر التي تكبّدها خلال الدورة الآسيوية وبات يتواجد حاليًا ضمن منطقة ايجابية. يدلّ ذلك على أنّ التصفيات التي حدثت ليلة أمس جاءت في أعقاب تحرّكات الأسعار التي سجّلت يوم الجمعة في وال ستريت، ولا تعكس موقف المستثمرين في الأيّام القادمة. إذا ما واصلت الثقة تحسّنها، من المرجّح أن تتراجع العملة الأميركية (على الرغم من أنّنا نتوقّع أن يكون الإنخفاض وجيزًا، مع تلقي الدولار دعمًا واسع النطاق في الأشهر المقبلة على خلفية تدهور تقديرات النمو الاقتصادي العالمي).
Daily FX