الأمريكية في تخبط, والمستثمرين في حيرة
احتار المستثمر في شعوره عزيز القارئ بعد التخبط الذي حصل في الأسواق الأمريكية خلال هذا الأسبوع، إذ تارّة نلاحظ صعود الأسواق وتارّة أخرى نشاهد هبوطها، وذلك بالرغم من البيانات المشجعة التي صدرت يوم أمس والتي تمثلت في تراجع طلبات الإعانة الأمريكية بأفضل من التوقعات، إلى جانب الشركات الأمريكية التي استمرت في مفاجئة الأسواق في تقوقعها على التوقعات.
حيث شهدنا هبوط المؤشرات الأمريكية خلال تعاملات جلسة يوم أمس، إذ قاد التراجع فيها شركات الطاقة التي تأثرت من هبوط أسعار النفط الخام، لتنخفض مؤشرات الأسهم الأمريكية من أعلى مستوى لها منذ 13 شهر تقريبا، أما بالنسبة للذهب فقد شهدنا يوم أمس صعوده إلى مستويات تاريخية جديدة خلال التداولات الصباحية ليصل فوق مستويات 1112 دولار للأونصة الواحدة، ولكن سرعان ما تراجع نتيجة عمليات جني الأرباح التي قام بها المضاربين في السوق.
حيث تأثرت أسعار النفط الخام إلى جانب الذهب في تصريحات الصين يوم أمس والتي أشارت إلى أن التعافي العالمي يبدو عليه البطئ، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على مستويات الطلب خلال المرحلة القادمة، ولكن من ناحية أخرى ومع قلق المستثمرين جراء هذه التصريحات، تمكن الدولار الأمريكي من الارتداد من أدنى مستوى له منذ حوالي 15 شهر، حيث أصبح المستثمرين يتجهون حينها إلى الاستثمارات ذات العائد الأقل تجنبا للخطورة.
ولكن في المقابل، صدر عن الاقتصاد الأمريكي يوم أمس تقرير ميزانية الخزينة الأمريكية عن شهر تشرين الأول، والتي أشارت إلى توسع العجز في الميزانية ليصل إلى 176.4 مليار دولار مقارنة مع العجز السابق الذي بلغ في شهر أيلول 155.5 مليار دولار وبأسوأ من التوقعات التي أشارت إلى عجز بمقدار 150 مليار دولار، الأمر الذي زاد من الضغوطات على العملة الأمريكية وسط الزيادة الكبيرة في العرض النقدي والذي تشكل عبر البرامج والخطط التحفيزية التي تم انشائها لدعم النظام المالي وتقليص حدة التشديد الائتماني في الاقتصاد الأمريكي.
وهنا يظهر تهديد على الدولار الامريكي من خلال احتمالية قيام البنوك المركزية في العالم إلى تنويع الاحتياطي لديها، وذلك ما سيهدد وضع الدولار وقوته عالميا، إلى جانب إعلان صندوق النقد الدولي ببيعه حوالي أكثر من 200 طن من الذهب من أصل 407 طن للبنك المركزي السيريلنكي والهندي، ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الصيني بشراء الكمية المتبقية، وهنا يكمن الخطر على الدولار الأمريكي، وذلك في حال قررت الصين تنويع الاحتياطي لديها، وذلك باعتبار أن الصين تستحوذ على أكبر احتياطي دولار في العالم، إلا أن هذا الأمر لا يعد مرجحا من أن يحصل، ولكن يبقى الاحتمال موجود.
اما بالنسبة للبيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي خلال اليوم، بداية يأتي تقرير الميزان التجاري الأمريكي والذي سيصدر عن شهر أيلول، فقد توقع المحللين بأن العجز في الميزان التجاري سيصل إلى 31.9 مليار دولار مقارنة بالعجز السابق والذي بلغ خلال شهر آب 30.7 مليار دولار، الأمر الذي قد يشير إلى ارتفاع الواردات مقابل الصادرات، مما يدل على ضعف الإنتاجية في ظل معدلات البطالة المرتفعة.
ومتحدثين عن واردات الولايات المتحدة، سصدر في وقت لاحق اليوم أسعار الواردات خلال تشرين الأول على الصعيد الشهري والذي من المتوقع أن يرتفع ليصل إلى 1.0% مقارنة بالقارءة السابقة والتي بلغت خلال شهر أيلول 0.1%، أما على الصعيد السنوي، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار الواردات لتصل إلى -5.6% خلال تشرين الأول مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -12.0% خلال شهر أيلول، وهنا يكمن ارتباط أسعار الواردات الأمريكية في الميزان التجاري الصادر، إذ كلاهما سيؤثران بالتأكيد على الدولار الأمريكي.
وأخيرا سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي خلال اليوم القراءة التمهيدية لمؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين وذلك عن شهر تشرين الثاني، إذ من المتوقع أن تتحسن ثقة المستهلكين لتصل إلى 71.0 مقارنة بالقراءة التمهيدية السابقة التي بلغت 70.6 خلال شهر تشرين الأول، إذ ستتطرق القراءة التمهيدية لهذا المؤشر إلى التقييم المبكر لسلوك وثقة المستهلك حول الوضع الاقتصادي الحالي، إلى جانب تحسن التطلعات المستقبلية للمناخ الاقتصادي.
وننوّه عزيزي القارئ بأننا ما زلنا في مرحلة الإعلان عن أداء الشركات والمؤسسات الأمريكية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث استمر معظمها في التفوق على توقعات الأسواق، حيث أعلنت يوم أمس شركة Wal-Mart Stores أكبر المتاجر العالمية في مجال مبيعات التجزئة، عن أرباحها خلال الربع الثالث من العام الحالي لتشير إلى تراجعها عن السابق الذي بلغ 0.88 دولار للسهم الواحد لتصل إلى 0.84 دولار للسهم الواحد، ولكن بافضل من توقعات الأسواق التي بلغت 0.811 دولار للسهم الواحد، وذلك جراء اتباع الشركة لسياسة تقليص أسعارها في شتى فروعها في العالم، وذلك حتى تتمكن من مجاراة ضعف مستويات الطلب على مستوى العالم.
أما اليوم فستعلن شركة JC Penney عن نتائجها خلال الرع الثالث من العام الحالي، حيث من المتوقع أن ترتفع أرباح الشركة إلى 0.14 دولار للسهم الواحد مقارنة بأرباحها السابقة التي بلغت خلال الربع نفسه من العام الماضي 0.0 دولار للسهم الواحد.
وهنا عزيزي القارئ نشير إلى أن المستثمرين يعيشون حالة من الترقب للبيانات الصادرة إلى جانب نتائج الشركات الأمريكية، وذلك لمعرفة ما إذا كان الوضع متفائلا أم متشائما في الولايات المتحدة الأمريكية.(ايكبلس)