افتتاح الأسواق الأميركية: يرزح الدولار الأميركي تحت وطأة آفاق تيسير السياسة النقدية الأمير

واصل زوج اليورو/دولار ارتفاعه خلال الدورة المسائية يوم الأربعاء، إذ بقيت القناة الصعودية السائدة منذ مطلع شهر سبتمبر صامدة. وعند إلقاء نظرة على البيانات الاقتصادية التي صدرت ليلة أمس، نلاحظ أنّ الإنتاج الصناعي في الستّة عشر دولة الأعضاء في منطقة اليورو فاق التوقّعات في أغسطس، إذ ارتفعت الأرقام بنسبة 1.0% عقب تقدّمها بنسبة 0.1% في يوليو. وعلى أساس سنوي، اكتسبت المخرجات 7.9%. كما أظهرت تفاصيل التقرير أنّ ألمانيا قادت توسّع المخرجات، بينما نجحت أسبانيا في تعويض التراجع الذي سجّلته في الشهر السابق وحقّقت تزايدًا وصل الى 0.7%. وعزّزت البيانات الزخم المهيمن في منطقة اليورو وأشارت الى أنّ الإنتاج الصناعي سيتابع تقدّمه في الأشهر المقبلة. وعلى الرغم من الارتفاع الذي شهدناه اليوم، نرجّح رزوح الإنتاج الصناعي خلال الأجل القريب تحت وطأة الضغوطات المتزايدة، إذ تطبّق الحكومات تدابير تقشّفية بهدف معالجة عجز ميزانياتها.
بقيت تحرّكات أسعار زوج اليورو/دولار مقيّدة ضمن قناة صعودية نشأت منذ الشهر السابق، وستبقى المخاطر الصعودية قائمة، الى حين تسجيل الأسعار اختراقًا إقفالها دون الحدود الدنيا للنطاق. في الواقع، لا يزال مؤشر القوّة النسبية يتواجد ضمن منطقة مقاومة قويّة، بيد أنّه يجدر الذكر بأنّ الزوج قد يتداول ضمن منطقة ازدحام قبل ارتفاعه من جديد. علاوة على ذلك، يبلغ مؤشر التداول SSI -1.74 ويشير الى بروز مخاطر صعودية إضافية. بشكل عام، ننصح التّجار الذين لا يتداولون هذا الزوج بالبقاء على الحياد الى حين تطوّر أحداث جديدة. مع ذلك، ينبغي على التّجار الذين دخلوا مواقع الشراء الحفاظ على الاستراتيجية المفتوحة الى أنّ يطرأ تحوّل على اتجاه الزوج وتقفل المعدّلات دون مستوى 1.3850. وفي المستقبل، تدلّ عقود الأسهم الآجلة على افتتاح الأسواق الأميركية على ارتفاع، ومن المرجّح أن يواصل تزايد شهية المخاطر بإلقاء ثقله على الأخضر خلال دورة أميركا الشمالية.
نجح الجنيه الاسترليني في تعويض التراجع الذي سجّله في الأمس، وباتت تجاراته مقيّدة في الوقت الراهن بين كلّ من المتوسطّ الحسابي لعشرة ولعشرين يومًا. تمّ نشر تقرير تغيير العمالة اليوم، وارتفعت الأرقام بمقدار 5.3 ألف في سبتمبر عقب تقدّمها وفق قراءة معدّلة الى 3.8 ألف في الشهر السابق وسط تقديرات تزايدها بنسبة 4.5 ألف. في الوقت عينه، بقي معدّل تعداد البطالة ثابتًا عند 4.5%، بينما هوى معدّل البطالة الصادر عن منظمّة العمل الدولية الى 7.7% من 7.8% في يوليو. وعلى الرغم من الانخفاض الذي أوردته منظمّة العمل الدولية، أدّى ارتفاع إعانات البطالة الذي سجّل اليوم الى تقدّم إجمالي إعانات البطالة الى 1.47 مليون. لقد استوعب تجّار الجنيه الاسترليني بشكل سريع هذا الوضع، إذ خسر الجنيه زخمه. عقب اختباره مستوى 1.60 للمرّة الأولى منذ بدء شهر أغسطس، يبدو الزوج على أهبّة الإستعداد لتسجيل تصحيح نزولي. بالإضافة الى ذلك، تتمثّل بعض التطوّرات الفنّية التي ينبغي مراقبتها عن كثب بتغيير مؤشر SAR ومؤشر MACD، الى جانب تسجيل الأسعار اختراقًا وإقفالها دون المتوسط الحسابي لعشرة أيّام. سيحوّل المشاركون في الأسواق انتباههم الى محضر اجتماع سياسة بنك انجلترا، الذي من المقرّر صدوره في العشرين من أكتوبر. سينشقّ العضو أندرو سانتنس عن الأغلبية، ويواصل دعوته لرفع معدّلات الفائدة. مع ذلك، من المرجّح أن نشهد انشقاق ثلاثي الأقطاب في صفوف لجنة السياسة النقدية، إذ عبّر العضو أدام بوسن مؤخّرًا عن مخاوفه أزاء التخفيضات الكمّية.
انخفض الأخضر من جديد مقابل جميع نظرائه الرئيسيين بإستثناء الين الياباني، مع ارتفاع اليورو بالقدر الأكبر مقابل الدولار الأميركي، في الوقت الذي تستفيد معظم العملات من ضعف الدولار في ظلّ تدهور آفاق أوسع اقتصاد في العالم. ولا يزال مؤشر الدولار مقيّدًا ضمن قناة صعوديّة بقيت صامدة اعتبارًا من مطلع شهر سبتمبر. الى حين تبلور اختراق فوق القناة، تبقى المخاطر الهبوطيّة قائمة. ومع استهلال التجارات في الولايات المتحدة، يواجه المشاركون في الأسواق هدوءًا نسبيًّا في ظلّ افتقار الجدول الاقتصادي للبيانات واقتصار الأرقام المرتقبة على أسعار الواردات وبيان الميزانيّة الشهري. أما بالنسبة الى يوم غد، فسيتمّ نشر تقرير الميزان التجاري وأسعار المنتجين. ويحمل الأخير أهميّة بالغة إذ غالبًا ما يمرّر المنتجون ارتفاع التكاليف الى المستهلكين، ولذلك يعدّ التقرير بمثابة مؤشر رائد للتضخّم.