الين الياباني: لا تستطيع مجموعة الدول السبع مواجهة عمليات الخروج الكثيفة من السوق

الين الياباني: لا تستطيع مجموعة الدول السبع مواجهة عمليات الخروج الكثيفة من السوق

لا نتمتّع في الكثير من الأحيان بالقدرة على اختبار نشاط السلطات السياسية العالمية؛ بيد أنّ ذلك ينطبق فقط على الين الياباني.
التوقعات الأساسية للين الياباني:سلبية
* كرّر مسؤولو مجموعة الدول السبع التزامهم بالحفاظ على استقرار الين الياباني
* هل زوج الدولار/ين في صدد اختبار تحوّل ملحوظ أم أنّ ذلك مجرّد ارتداد مؤقّت؟
لا نتمتّع في الكثير من الأحيان بالقدرة على اختبار نشاط السلطات السياسية العالمية؛ بيد أنّ ذلك ينطبق فقط على الين الياباني. فمن جهة، ثمّة مجموعة الدول السبع والتزاماتها الرامية الى الحفاظ على استقرار معدّلات صرف الين. ومن جهة أخرى، هنالك المصالح النامية لأسواق رؤوس الأموال العالمية. من سيربح؟ هل المعادلة هي بهذه البساطة؟ ستحدّد أجوبة هذه الأسئلة مسار الين في المستقبل: هل سيتحوّل التصحيح الذي يختبره الين الى اتّجاه هبوطي طويل الأجل أم أنّ ذلك سيترجم الى تسارع صعودي أكثر متانة؟
وبعد فترة وجيزة من استهلال الأسواق استيعاب الخسائر الاقتصادية والمالية (ناهيك عن الخسائر البشرية) الناجمة عن أسوأ زلزال في التاريخ ضرب البلاد ، تدهورت أسواق رؤوس الأموال اليابانية وأدّت بدورها الى تعثّر ثقة المستثمر العالمي. وفي خضمّ هذه الخطوة لسحب المواقع المحفوفة بالمخاطر، شهدت العملة اليابانية تسارعًا صعوديًا. وعلى اعتبار الين العملة التمويلية الأكثر شيوعًا في أسواق الفوركس، اختبر ارتفاعًا ملحوظًا مع انكشاف مصائب البلاد. يدفعنا ذلك الى طرح السؤال الآتي: من يتمتّع بجاذبية أكبر في الأسواق- المصارف المركزية لمجموعة الدول السبع أم المستثمرين المنتشرين في أنحاء العالم؟ إنّها ليست بمسابقة حتّى. إنّ السوق كبيرة للغاية بالنسبة هذه المجموعة لتفرض سيطرتها عليها. علاوة على ذلك، إنّها لن تبذل أكثر من محاولة حتّى في حال تدخّلت- نشير الى المساعي المنسّقة الأولى التي قامت بها.
بناء على ما ذكرناه، سنرصد اتّجاهات شهية المخاطر. سنراقب عن كثب المقاييس والمحفزات الأساسية الإعتيادية. إنّ مؤشر S&P500 شائع الإستعمال، بما أنّه يمثّل فسحة إضافية من الأمل- دفعة من الحوافز. بالنسبة الى المحفزّات، بإمكاننا الإشارة الى التوقعات المعتدلة للنمو العالمي، مخاوف أن تشهد تدفقات رؤوس الأموال الهائلة الى الأسواق الناشئة انعكاسًا، وهو تدهور ملحوظ في العافية المالية للإتّحاد الأوروبي، الى جانب التداعيات الاقتصادية للتوتّرات السائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من بين غيرها من المسائل. إنّ اللاّئحة طويلة للغاية؛ بيد أن استقطاب اهتمام الأسواق يجسّد مسألة أخرى. عادة ما يميل الإتّجاه الى الحفاظ على مساره وسط توافر الزخم.
بالإضافة الى ذلك، من الضروري مراعاة الأداء المتميّز لعدد من أزواج الين. بالنسبة الى زوج الأسترالي/ين، النيوزيلندي/ين وغيرهما من الأزواج ذات العائدات المرتفعة؛ إنّ أي انعكاس في شهية المخاطر ستترتّب عنه تداعيات واضحة وقويّة على تدفقات التجارات المبنية على فروقات الفوائد. مع ذلك، لا ينطبق البرهان عينه على زوج كالدولار/ين. ونظرًا الى معدّلات الفائدة الشبه صفرية في الولايات المتّحدة، كان هنالك القليل من الحوافز التي تدفع الى دخول مواقع شراء زوج الدولار/ين، وتشير وفرة الحوافز في الولايات المتّحدة الى أنّ الدولار يرزح تحت وطأة الضغوطات عينها التي يواجهها الين. كما تركّز مجموعة الدول السبع على هذا الزوج الذي يعتبر ثاني أكثر الأزواج سيولة في العالم. لذا، وفي حين قد تبوء مساعي مجموعة الدول السبع بالفشل في حال تجدّد نفور المخاطر في الأسواق على نطاق واسع، إلاّ أنّ ذلك سيلقي بثقله على زوج الدولار/ين على وجه الخصوص.