الوضع السياسي في المانيا افتتح الاسبوع حاملا معه تشككا وقلقا اضيفا الى ما يحيط بمفاوضات البركسيت من عراقيل. اليورو لا يمكن ان يعمل بمعزل عن هذه الاجواء الملبدة وكل ارتفاع لا بد ان يواجه بعروض تحد منه او تجعله منكفئا.
هذا الحدث تمظهر في اسعار السندات الالمانية بداية الاسبوع حيث انها ارتفعت بينما تراجعت عوائدها. في الولايات المتحدة تراجعت اسعار السندات بينما سجلت العوائد لفئة العشر سنوات ارتفاعا طفيفا من 2.352 الى 2.370%.
سوق الاسهم الالماني لم يخشَ هذا التطور اذ ان الاعتقاد السائد يذهب الى الثقة بقوة الاقتصاد الالماني وقدرته على استيعاب هذا الحدث المؤقت اذ انه باقصى الحالات فان الانتخابات الجديدة لا بد ان تحسم الموقف من جديد او لربما يكون تدخل الرئيس الالماني مؤثرا على حزبه بحيث يتراجع عن موقفه ويقبل العودة الى الائتلاف الكبير مع حزب المستشارة ميركل.
ماريو دراجي اشار بالامس بالتفصيل الى مسالة خروج بريطانيا معتبرا انه يشكل تهديدا لا يمكن تجاهله للاستقرار المالي للمنطقة لا يمكن حتى الان حصره او تحديد آفاقه. هو اعتبر هذا الحدث وجوديا لمنطقة اليورو ولا بد من تحليل ومراقبة تأثيراته بعناية.
التصويت بالامس الذي ادى الى الموافقة على نقل وكالةالادوية الاوروبية من لندن الى امستردام ووكالة المالية الى باريس كان الحدث الاول الذي اوحى بقدرة الاوروبيين على اتخاذ قرارات بخصوص التغييرات التي نشأت عن خروج بريطانيا من الاتحاد، ولكن هذا ارسل اشارة سلبية ايضا نظرا لاستقصاء البحث بتخصيص اي بلد من الجنوب او الشرق ليكون مقرا لواحدة من هذه المؤسسات الاوروبية.
اليوم لا ننتظر محطات بيانية عالية الاهمية من اوروبا. من بريطانيا يصدر تقرير التضخم في ال 09:00 جمت.
السوق الاميركي يتطلع الى طلبيات السلع المعمرة يوم غد الاربعاء قبل عطلة الخميس المطولة حتى بداية الاسبوع القادم. هذا ولا يخفى ان الحدث الابرز الذي يقلق الاسواق كافة يبقى تصويت مجلس الشيوخ على قانون الاصلاح الضريبي المتوقع ان يصار الى التصويت عليه بعد عطلة نهاية الاسبوع.
الدولار من جهته يبقى اسير هذا الحدث. من المستبعد ان يشهد السوق تحركات بارزة هذا الاسبوع بانتظار مآلات النقاشات في الكونجرس حتى ما بعد العطلة الاسبوعية. ايضا سوق السندات من المستبعد ان يشهد تحركات ملفتة بانتظار الحدث.
اليورو من ناحيته لا يمكن فصل تحركاته عما يجري اوروبيا. الصورة العامة تقنيا لا توحي بالثقة ولكن ال 1.1720 توفر دعما قويا لليورو حتى الان في وقت تقف ال 1.1810/20 حاجزا مماثلا امام ارتفاعات موثوقة.
القناة التراجعية التي تكونت منذ بداية الشهر الجاري لا تزال قائمة ومحترمة. مقاربة ال 1.1720 لا بد ان تكون حافزا لشراءات من هذه الجهة او تلك ولكن نجاحها بتوفير الدعم الكافي لاستمرار صمود هذا المستوى هي مسألة أخرى.