افتتاح الأسواق الاميركية

تراجع الجنيه الاسترليني لليوم الثاني على التوالي بعدما عزز الجدول الاقتصادي تدهور آفاق الاقتصاد، وقد تبقى معدلات الصرف مقيّدة ضمن النطاق الضيّق الذي ساد منذ الاسبوع المنصرم في ظل استقرار التراجع المسجّل ليلة امس عند القاع 1.5575. وفي هذه الاثناء، كشفت كايت باركر، عضو مجلس ادارة بنك انجلترا، في مقابلة أجرتها مع صحيفة بلفاست عن آفاق حذرة لبريطانيا، حيث انها تتوقّع "تردّد" الانتعاش الاقتصادي هذا العام، وتلحظ قيام مخاطر "تسجيل مستويات سلبية في الانتاج لفصل جديد" في وقت لا يزال فيه القطاع الخاص ضعيفًا.

وفي غضون ذلك، أظهر تقرير صادر عن بنك انجلترا تراجع موافقات الرهون العقارية في البنوك البريطانية الرئيسية على غير المتوقع الى 49 ألف في يناير، من قراءتها المعدّلة الى 60 ألف في الشهر السابق، في حين توسّع المعروض النقدي بمستواه الرابع بنسبة 0.6% خلال الفترة عينها ليفوق توقعات ارتفاعه بنسبة 0.5%. وفي الوقت عينه، تزايد صافي اقتراض القطاع العام بمقدار 4.3 مليار جنيه استرليني في الشهر الأول من العام 2010، ليسجّل أول عجز في الميزانية منذ بدء تدوين السجلات في العام 1993، كما انه لم يتطابق مع توقعات تحقيق فائض وقدره 2.6 مليار جنيه استرليني، في حين هوت المالية العامة بمقدار 11.8 مليار جنيه استرليني عقب ارتفعها وفق قراءة معدّلة الى 16.3 مليار استرليني في ديسمبر. وتؤكد البيانات الآفاق القاتمة للمنطقة اذ لا يزال الساسة يلحظون قيام مخاطر بتأخر الانتعاش، ونتيجة لذلك، قد يحافظ البنك المركزي على موقف حذر خلال النصف الثاني من العام اذ يتوقّع الحاكم ميرفين كينغ هبوط معدلات التضخم دون الهدف المحدّد لها عند 2% خلال الاشهر المقبلة.

شهد اليورو ارتدادًا من قاع (1.3539) خلال تجارات ليلة أمس، إذ عزز المستثمرون شهيتهم للمخاطر، وقد يستمرّ تداول زوج اليورو/ دولار وفق اتجاه جانبي خلال التجارات الأميركية، في وقت يبدو فيه أن أسعار صرف الزوج لا تزال تتراوح ضمن النطاق الواسع الذي ساد منذ مطلع هذا الشهر. وفي هذه الأثناء، اعتمدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نبرة قاسية في الخطاب الذي ألقته في شمال ألمانيا، وقالت إن اليونان "زوّرت الاحصاءات لسنوات"، مردفة أن دور مجموعة غولدمن ساكس في مساعدة الدولة المثقلة بالديون على حجب التزاماتها قد يتحوّل الى "فضيحة". وبلا شكّ تجسّد هذه الملاحظات تردّد ألمانيا بإنقاذ اليونان، التي لا تزال تواجه رياح اقتصادية معاكسة ، وقد تؤدي الاضطرابات القائمة في البلدان التي تندرج تحت لواء العملة الموحّدة الى حفاظ البنك المركزي الأوروبي على آفاق حذرة للسياسة المستقبلية في إطار سعيه لتعزيز الانتعاش المستدام. وعلى الرغم من ذلك، أفاد البنك المركزي الألماني في بيانه لشهر فبراير أن ارتداد الأنشطة الاقتصادية لا يزال "سليمًا"، وتوقّع أن تبقى ضغوطات الأسعار متدنية، في وقت يلحظ فيه ان الاقتصاد العالمي يشهد انتعاشًا "تدريجيًا".

ارتفع الدولار الأميركي مقابل معظم نظرائه الرئيسيين خلال تجارات ليلة أمس، في وقت يستعدّ فيه الاحتياطي الفدرالي لتشديد سياسته خلال الأشهر المقبلة، وذلك وسط تزايد التخمينات حول رفع معدلات الفائدة في وقت لاحق من العام ما قد يدفع الدولار الى الارتفاع في ظل تلاشي جاذبيته كعملة تمويل. وفي هذه الاثناء، يتوقّع ان ترتفع أسعار المنتجين بنسبة 0.8% في يناير، عقب تقدّمها بنسبة 0.2% في الشهر السابق، في حين يرجّح بقاء المعدّل السنوي ثابتًا عند 4.4%، وهو الأعلى منذ اكتوبر 2008. واضافة الى ذلك، يتوقّع تقدّم مؤشر فيلادلفيا التصنيعي من 15.2 في يناير الى 17.0، في حين يقدّر تراجع طلبات الاعانة الرئيسيّة والمستمرّة بشكل أكبر خلال الأسبوعين الاولين من فبراير