افتتاح الأسواق الأميركية: سجّل الجنيه الاسترليني اختراقًا بعد أن حافظ بنك انجلترا على سياس

افتتاح الأسواق الأميركية: سجّل الجنيه الاسترليني اختراقًا بعد أن حافظ بنك انجلترا على سياسته الحالية، في وقت واصل الدولار الأميركي انخفاضه

شهد الجنيه الاسترليني تسارعًا صعوديًا الى ذروة 1.6017 خلال التجارات الأوروبية، إذ حافظ بنك انجلترا على سياسته الحالية، ومن المرجّح أن تواصل معدّلات الصرف ارتفاعها مع حلول نهاية الأسبوع، بما أنّها نجحت في الخروج من النطاق الضيّق الذي قيّد تحرّكاتها. كما أبقى بنك انجلترا معيار معدّلات الفائدة ثابتًا عند 0.50%، وحافظ على القيمة المستهدفة لبرنامج شراء الأصول عند 200 مليار جنيه استرليني، ما دفع بزوج الاسترليني/دولار الى الخروج من النطاق الضيّق الذي قيّد تجاراته، وقد تتّجه معدّلات الصرف نحو المنطقة الممتدّة ما بين 1.6320-40، وهي تصحيح فيبوناتشي 23.6% لتقدّم الأسعار اعتبارًا من القاع المسجّل في العام 2009 وصولاً الى الذروة، بما أنّه يصحّح التراجع الذي سجّله منذ شهر أغسطس. مع ذلك، من المحتمل أن يواجه الجنيه الاسترليني موجة من التذبذبات المتزايدة خلال الأسابيع المقبلة، إذ من المقرّر أن تنشر لجنة السياسة النقدية بيان اجتماعها في العشرين من شهر أكتوبر، ونتوقّع أن يدعو عضو مجلس الإدارة أندرو سانتنس الى رفع المعدّلات بمقدار 25 نقطة أساسية، نظرًا لإستقرار نمو الأسعار.
وفي الوقت عينه، لا يزال خطر بروز انشقاق ثلاثي الأقطاب في صفوف لجنة السياسة النقدية قائمًا، إذ يرى عضو مجلس الإدارة أدام بوسن أنّ المجال متاح أمام إضفاء المزيد من التخفيضات الكمّية، ومن المرجّح أن تضطلع التخمينات المحيطة بآفاق السياسة المستقبلية بدور رئيسي في قيادة تحرّكات أسعار زوج الجنيه استرليني/دولار، إذ يقدّر المشاركون في الأسواق أن يعمد بنك الاحتياطي الفدرالي الى تيسير سياسته النقدية خلال الأشهر المقبلة. في غضون ذلك، أظهرت المفكّرة الاقتصادية ارتفاع المخرجات الصناعية بنسبة 0.3% في أغسطس عقب ترجيحات تقدّمها بنسبة 0.2%، بينما توسّعت المخرجات التصنيعية بنسبة 0.3% عقب ازديادها وفق قراءة معدّلة الى 0.4% في الشهر السابق.وفي ظلّ استجماع عمليّة الانتعاش في بريطانيا للزخم بوتيرة بطيئة، من المرجّح أن يحافظ البنك المركزي على مقاربة التريّث والترقّب لما تبقّى من العام، وقد يرى الساسة أن المجال متاح أمام بدء تطبيع السياسة النقديّة خلال العام 2011 في الوقت الذي لا يزال التضخّم متماسكًا فوق العتبة التي حدّدتها الحكومة عند 3%.
وسّع اليورو دائرة التسارع الصعودي الذي شهده مطلع الأسبوع وبلغ ذروة جديدة لتجارات الشهر عند 1.3995 على خلفيّة تدهور الدولار الأميركي، إلا أنه من المرجّح أن تواجه العملة الموحّدة تذبذبات متزايدة خلال الدورة الأميركيّة بما أنّه يقدّر أن يحافظ رئيس المصرف المركزي على آفاق حذرة للاقتصاد. وإذ أبقى البنك المركزي الأوروبي معيار تكاليف الاقتراض ثابتًا عند 1.00%، قد يعمد السيد تريشيه الى الانتقاص من أهميّة التخمينات التي ترجّح رفع معدلات الفائدة مطلع العام 2011 نظرًا الى الغموض المخيّم على الآفاق الاقتصاديّة، وقد يرى أن المجال متاح أمام دعم العجلة الاقتصاديّة خلال النصف الأوّل من العام المقبل في الوقت الذي يلحظ الساسة تلاشي عمليّة الانتعاش. ونتيجة لذلك، يقدّر أن يكون للمستثمرين ردود فعل أزاء أي انحراف قد يطرأ على التقييم الاقتصادي في ظلّ تقديرهم لآفاق الانتعاش المستدام، ومن المرجّح أن يثير الحذر الذي قد يسود تعليقات رئيس المصرف المركزي انعكاسًا في زوج اليورو/دولار إذ لا يزال التسارع الصعودي المحقّق مؤخرًا داخل منطقة مقاومة قويّة. مع ذلك، ومع اقتراب المتوسّط الحسابي لخمسين يوم (1.3079) من المتوسّط الحسابي لمئتي يوم القائم عند 1.3175، قد يعزّز أي تجاوز صعودي له الارتفاع الحاد للعملة الموحّدة ويؤدّي الى تصحيح زوج اليورو/دولار التراجع الذي شهده مطلع العام.
واصل الأخضر تراجعه مقابل نظرائه الرئيسيين، مع انخفاض زوج الدولار/ين الى قاع جديد لتجارات العام عند 82.23، ومن المرجّح أن يلحظ الدولار المزيد من التدهور خلال الأجل القريب إذ يقدّر المشاركون في الأسواق توسيع بنك الاحتياطي الفدرالي سياسته النقديّة بشكل أكبر. والى جانب المؤتمر الصحفي الذي يعقده البنك المركزي الأوروبي في تمام الساعة 12:30 بتوقيت غرينيتش، يتوقّع أن يبيّن الجدول الاقتصادي ارتفاع مبيعات المتاجر الكبرى في الولايات المتحدة بنسبة 2.9% في سبتمبر في أعقاب ازديادها بنسبة 3.2% في الشهر السابق، بينما يقدّر انكماش ائتمان المستهلك بمقدار3.5 مليار دولار في أغسطس بعد هبوطه بمقدار 3.6 مليار دولار في الشهر السابق. مع ذلك، قد لا يظهر الدولار الأميركي أي ردود فعل تذكر ازاء المخاطر المترتّبة عن الأحداث الاقتصاديّة في ظلّ استجماع التخمينات المحيطة بالسياسة النقديّة للزخم، وقد يواصل الأخضر اتجاهه الهبوطي مقابل العملات الرئيسيّة في الوقت الذي يحافظ بنك الاحتياطي الفدرالي على نبرة حذرة.