الدولار الأميركي يقف عند مستويات التعادل: فإمّا الإرتفاع أو الإنخفاض
تقدّم الدولار الأميركي مقابل نظرائه الرئيسيين كافة بإستثناء الين على خلفية تزايد تدفقات الملاذ الآمن في الأسواق المالية، إذ سجّل مؤشر S&P500 الأميركي أسوأ أداء ومني بأكبر خسائر أسبوعية له في شهرين.
الآفاق الأساسية للدولار الأميركي:إيجابية
* شهد الدولار الأميركي انتعاشًا مع استهداف مؤشر الدولار داو جونز- أف.أكس.سي.أم مستوى 9900
* تظهر ارتباطات الفوركس تشكيل الدولار الأميركي مثالاً لمؤشر الداو الصناعي
* هل بلغ الدولار قاعًا رئيسيًا وأنشأت اتّجاهات المخاطر قمّة بالتزامن مع المستجدّات الفنّية الأخيرة؟
تقدّم الدولار الأميركي مقابل نظرائه الرئيسيين كافة بإستثناء الين على خلفية تزايد تدفقات الملاذ الآمن في الأسواق المالية، إذ سجّل مؤشر S&P500 الأميركي أسوأ أداء ومني بأكبر خسائر أسبوعية له في شهرين. يعزى ذلك الى استمرار التوتّرات في أوروبا وما انفكّ الإفتقار الى الثقة بأسواق الديون السيادية الأوروبية ينتشر الى الأسواق المالية العالمية. هذا ويعزّز التدهور القائم في ثقة الأسواق مكاسب الدولار الأميركي مقابل اليورو وغيره من العملات الرئيسية.
من المرجّح أن يحدّد محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي المرقب في أوائل الأسبوع مسار تجارات الأيّام القادمة، وسيكون من الضروري رصد أي مفاجآت تصدر عن البنك المركزي الأميركي. يتجسّد السؤال الذي يدور في أذهان التّجار بما إذا كان مجلس الاحتياطي الفدرالي على أهبّة الإستعداد لإعتماد المزيد من التيسير النقدي. فقد قلّصت سلّة البيانات الاقتصادية الأخيرة المشجّعة من الضغوطات التي تحثّ مسؤولي الاحتياطي الفدرالي على اعتماد سياسة فضفاضة أكثر. في المقابل، يزيد ارتفاع البطالة المستمرّ واقتراب موعد إجراء الإنتخابات الأميركية من فرص تخفيف الاحتياطي الفدرالي من حدّة سياسته المعتمدة.
تبقى المسائل السياسية الحدث الأبرز، إذ يناضل الساسة الأوروبيون لمعالجة المشاكل المالية، ومن المرجّح أن يعود سقف الديون الحكومية الأميركية الى الواجهة من جديد مع اقتراب موعد تسديد الموجبات. لقد دارت الأسواق في هواجس الإضطرابات خلال الصيف الماضي، وسط مواجهة الخزانة الأميركية خطر حقيقي بالإفلاس.
ستخضع ثقة المستثمرين مرّة جديدة للإختبار، إذ قرّرت "اللّجنة العليا" اتّخاذ خطوات ملحوظة لتقليص العجز في أوسع اقتصاد في العالم. من المحتمل أن تعلن مجموعة من المشرّعين الأميركيين التي تضمّ الحزبين معًا عن تقليصات للعجز تصل الى 1.2 ترليون دولار بحلول الثالث والعشرين من نوفمبر، الى جانب تخفيض تلقائي لبرامج الحكومة الرئيسية خلال العام 2013. مع ذلك، يملك ذلك السيناريو فرصًا قليلة؛ سيرغب تجّار سندات الخزانة برؤية اتّفاق يفضي الى وضع الديون الحكومية الأميركية قيد السيطرة. لا تزال ثقة الأسواق هشّة وسط المخاوف الواضحة أزاء أزمة الديون الحكومية السائدة في منطقة اليورو. ستبرز مخاوف مماثلة تتعلّق بالديون الأميركية إذا ما واصلت نسب العجز سلوك مسارها الحالي وتنامت ديون الحكومة الأميركية وفق وتيرة ثابتة.
لقد أظهرت تقارير التزامات هيئة التّجار الأخيرة مواصلة كبار المضاربين دخول مواقع شراء الدولار الأميركي بشكل كثيف مقابل اليورو والجنيه الاسترليني. في الواقع، تشارف مواقع بيع اليورو مقابل الدولار على بلوغ مستويات قياسية منذ وصول زوج اليورو/دولار الى القاع منتصف العام 2010. هل سيهوي اليورو الى قيع جديدة وسط هيمنة المواقع الأحادية الجانب المماثلة؟ يبدو ذلك محتمل. مع ذلك، ثمّة مخاطر ملحوظة بأن تولّد أي تحرّكات تصحيحية يختبرها اليورو/دولار تسارعات صعودية في تغطية مواقع البيع.
ينبغي على التجّار الذي يعوّلون على ارتفاع الدولار الأميركي تحديد نقاط وقف ضيّقة والإستعداد لتغيير اتّجاههم في حال طرأت أي تأرجحات حادّة على ثقة الأسواق المالية.
الدولار الأميركي يقف عند مستويات التعادل: فإمّا الإرتفاع أو الإنخفاض
المواضيع المتشابهه 
