إغلاق ليبرتي ريسيرف. ضربة لعالم القرصنة وكذلك معاناة في شركات الفوركس

إغلاق ليبرتي ريسيرف. ضربة لعالم القرصنة وكذلك معاناة في شركات الفوركس




بال أف إكس، 29 مايو 2013: كانت الأخبار عن إغلاق موقع ليبرتي ريسيرف وتوقيف مالك الموقع في أسبانيا ومصادرة ممتلكات ووثائق الموقع بمثابة صفعة قوية لعالم الجريمة الالكترونية وقراصنة الانترنت الذين اعتمدوا بشكل كبير على الموقع في تحويل الأموال دون قيود ودون رقابة. كما تسبب إغلاق الموقع في معاناة كبيرة لشركات الفوركس التي اعتمدت ليبرتي ريسيرف كوسيلة للايداع والسحب لديها وهو الأمر الذي ترتب عليه وجود مبالغ كبيرة لهذه الشركات في حساباتها لدى شركة ليبرتي ريسيرف.
موقع ليبرتي ريسيرف استخدم آليات غير آمنة ودون مراعاة لقواعد محاربة غسيل الأموال، حيث كان بإمكان أي شخص فتح حساب بأي اسم يرغب به وذلك باستخدام البريد الالكتروني فقط ودون معلومات أو وثائق لاثبات الشخصية والتي تطلبها قوانين مكافحة غسيل الأموال حول العالم وهو الأمر الذي جعل الموقع ملاذا لقراصنة الانترنت ورواد الجريمة الالكترونية وليتزايد معها أعداد الحسابات التي تستخدم موقع ليبرتي ريسيرف في تحويل الأموال.
ليس هذا فقط، فقد كان لايداع الأموال والسحب منها قواعدها الخاصة من خلال حوالات بنكية وهو الأمر الذي جعل امكانية التحويل والسحب مقتصرة على أفراد يحملون حسابات باسمائهم الحقيقية، فيما اعتمد الآخرون على التحويلات الداخلية ضمن حسابات الليبرتي ريسيرف وهو الأمر الذي فتح بابا أمام ظهور سوق سوداء للايداع والسحب من الموقع.
فمن يملكون حسابات حقيقية والقدرة على السحب والايداع تمكنوا من فرض شروطهم وبيع وشراء المبالغ المالية من حسابات الليبرتي ريسيرف بعمولات مرتفعة.
شركات الفوركس من جهة أخرى وجدت في الليبرتي ريسيرف وسيلة سهلة وسريعة لتحويل الأموال إليها ولنجد شعار الليبرتي في العديد من مواقع شركات الفوركس كوسيلة مقبولة للدفع. سهولة التحويلات عبر الليبرتي وسرعتها منحت الشركات الفرصة لاجتذاب عدد أكبر من المتاجرين بالفوركس وتمكينهم من تمويل حساباتهم بشكل أسرع وأسهل وكذلك تعزيز حساباتهم في حال التغير السريع في أسعار العملات.
إلا أن هؤلاء المودعين يواجهون الآن حالة صعبة للغاية وهي فرض المباحث الفدرالية لسيطرتها على معلومات الليبرتي ريسيرف وكذلك الغموض الذي يلف المكان الحقيقي لأموال هؤلاء المودعين. فالملايين أو المليارات التي تم ايداعها في حسابات الليبرتي ريسيرف قد لا تكون موجودة فعليا في حسابات بنكية تابعة للشركة في ظل حقيقة عدم وجود رقابة على الشركة وهو ما يمكن أن يكون قد تم استغلاله من قبل مالك الشركة لاستثمار الأموال في أعمال أخرى.
حسابات شركات الفوركس الممتلئة بالاف الدولارات وكذلك حسابات الأفراد قد لا يتم العثور عليها وقد لا يتمكن أفراد من سحب أموالهم الموجودة في حساباتهم لدى ليبرتي ريسيرف ما لم يقوموا بتزويد المباحث الفدرالية بوثائق التحقق من الشخصية ليتم ربطها مع هذه الحسابات وإعادة الأموال لأصحابها وهو الأمر الذي يجعل خسارة الكثير كبيرة .
وهنا يأتي التساؤل حول مدى ثقة من تعرض للخسارة نتيجة ما حدث مع ليبرتي ريسيرف للتعامل مع جهات أخرى لتحويل الأموال والأموال الالكترونية من جديد ومستقبل الشركات الأخرى التي توفر مثل هذه الخدمات. كذلك يفتح الباب للتساؤل على مدى قدرة شركات فوركس من تجاوز هذه الأزمة نتيجة خسارتهم للاموال المودعة عن طريق الليبرتي ريسيرف؟
هذه الأسئلة وإجاباتها باتت في يد المباحث الفدرالية في المرحلة الحالية ولا يتوقع أن تكون الاجابة عليها في القريب العاجل.