رد: الأخبار الاقتصادية الهامة ليوم الخميس الموافق 3 / 7
تقرير العمالة و قرار أوروبا!!!
عقارب الساعة تدق و العد العكسي بدأ ، إذ حان موعد لقائنا المنتظر بشوق منذ بداية هذا الأسبوع و لا مجال لأحد أن يفر من جنون هذا اليوم الذي سيغمر غالبية الأسواق و معظم المشاركين فيها ، فلقد حان يا عزيزي القارئ وقت الحساب...
هذا و مع تزامن عطلة عيد الإستقلال في الـ 4 من تموز يوم الجمعة ، فقد تم تقديم موعد تقرير العمالة الشهير يوم واحد ليتزامن مع التصريح الصحفي للسيد تريشي المصاحب لقرار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي ، ليقوم بالتالي الثنائي بسلب الأضواء على مسرح اليوم ، خاصة أن الأسواق تتواجد عند مستويات حرجة لذا فهي تنتظر بتلهف هذا اليوم لتستطيع اتخاذ مسار واضح ، و من حسن الحظ أن هذه البيانات اجتمعت في اليوم نفسه و الوقت نفسه.
نقطة الانطلاق ستكون لصالح البنك المركزي الأوروبي و قراره بشأن أسعار الفائدة ، إذ كانوا أعضاء لجنة السياسة النقدية قد لمحوا في اجتماعهم الأخير عن ضرورة رفع بسيط لأسعار الفائدة بهدف السيطرة على الضغوطات التضخمية التي وصلت إلى 4.00% في منطقة اليورو ، و بالتالي طغت على الأسواق توقعات بقيام البنك المركزي برفع سعر الفائدة بقيمة ربع نقطة أساس إلى 4.25% ، و خطوة فيها بعض المغامرة و لكن بمنظورهم هي ضرورية لحل المشكلة الأكبر التي يواجهها اقتصادهم و هي ارتفاع الأسعار ، و من بعدها سيتعاملون مع باقي المشاكل ألا و هي التباطؤ في النمو.
في حال تأكدت التوقعات السائدة في الأسواق برفع سعر الفائدة ، فإن ما سيلي هذا القرار هو حساسية مفرطة للأسواق لجميع بيانات النمو من منطقة اليورو ، لأنه إذا لاحظ المستثمرين من بعد اليوم أي تباطؤ في النمو الاقتصادي فسوف يبدأ الشك في صحة هذا القرار ، خاصة إذا البنك المركزي الأوروبي باتخاذه هذا الموقف حيال التضخم مع تغاضي تام لمستويات النمو قد يقود باقتصاده نحو الانكماش ، و هذا ما علينا مراقبته ليس فقط اليوم بل للفترة المقبل كذلك.
انتقالا إلى الولايات المتحدة ، حيث سيصدر هنا تقرير العمالة الشهري الشهير و المحرك الرئيسي للأسواق ، و ليس فقط لليوم بل من المحتمل أيضا أن يحدد مسارات الأسواق على المدى المتوسط ، و ذلك لأن قطاع العمالة الآن هو إحدى القطاعات التي تشكل مصدر قلق رئيسي لأكبر اقتصاد في العالم.
من المتوقع أن يقوم الاقتصاد الأمريكي في حزيران بالاستغناء عن 60 ألف وظيفة بعد أن كان قد استغنى في أيار 49 ألف وظيفة ، مما قد يؤكد أن قطاع العمالة قد يكون عائق رئيسي في طريق التحسن الاقتصادي للبلاد ، أما معدل البطالة فمن المتوقع أن تتراجع قليلا من الأعلى لها في عقدين عند 5.5% في أيار إلى 5.4% في حزيران ، بينما معدل الأجور في الساعة فمن المتوقع أن ترتفع بنسبة 0.3% في حزيران كما في شهر أيار.
التوقعات كانت تتراوح ما بين -20 ألف و -120 ألف ، و بالنسبة لمعد البطالة بين 5.2% و 5.6% ، بينما الجزء الأكبر من التوقعات كانت تؤيد -40 ألف ، و لكن المسألة الرئيسية الآن تكمن عند التساؤلات حيال القيمة التي يجب أن يصل إليها عدد الوظائف المفقودة لنستطيع الإقرار أن القطاع في انكماش؟؟ أم أنه نستطيع اعتباره على أنه يتعافى و بالتالي سيسمح باستعادة النمو بخطى أسرع.
نعم ، قطاع العمالة في غاية الأهمية ، بينما التضخم يشكل خطر رئيسي على الاقتصاد الأمريكي و بالتالي فإن الأنظار تتجه إليه كذلك ، و لكن إذ انتظرنا قليلا و ألقينا نظرة متمعنة فسنشد أنه حدث بعض التحسن في مستويات النمو و توسع في بعض القطاعات و لكن إذا لم يحصل تحسن في قطاع العمالة فحينها يحب نسيان النظرية التي كانت تؤيد تعافي الاقتصاد من احتمال الركود و نسيان أمر البدء برفع أسعار الفائدة من جديد.
الاقتصاد لن يتجنب الركود من خلال بعض التسهيلات المالية التي قامت الحكومة الأمريكية بتقديمها للمواطنين قبل شهرين لأن الإقتصاد بحاجة إلى قطاع عمالة قوي و أجور جيدة التي بدورها ستشجع الاستهلاك من جديد و الذي سيرفع من المبيعات التي ستعيد الطلب لتدفع بالمصانع لزيادة إنتاجها ، و هذا ما نسميه التعافي الاقتصادي، لذا فإن البداية يجب أن تكون من قطاع العمالة و إلا فإنه نستطيع توديع نظرية رفع أسعار الفائدة و الاستعداد لاستقبال ضيف غير مرحب به و هو الركود.
بيانات اليوم بالتأكيد ستدفع بالأسواق نحو مسارات معينة ، بينما الدولار يفقد من قوته أمام العملات الرئيسية ، و ما سيحصل هذا اليوم قد يكون بمثابة منقذ له أو من الممكن أن يكون نقمة