حملة "تمام"

سلم الله عمرك أخي.

النور نورك أخي.
وأسأل الله التوفيق لنا جميعاً

أزعم أن من يقرأ لشخصي الضعيف يلحظ أنني منذ وطأت قدماي أسواق المال بهرتني فكرة "المتوالية العددية" التي على أساسها وفقني الله سبحانه وتعالى لسباق المليون، وهو السباق الذي حاول الكثيرون السير على نهجه، فكان سباق المليون هو السبّاق، أو النموذج الذي أراد غير واحد الاحتذاء به. ثم أردت تطوير فكرة العمل الجماعي، فكانت أول مسابقة على الحسابات الحقيقية، والتي استمرت لعامين متتاليين، ثم توقف بسبب خارج عن إرادتي. ثم اضطررت للعمل من خلال "عالم المال" حتى أقعدني المرض.

أما على صعيد العمل الفردي، ففي رحلتي الطويلة في هذه السوق، ومن خلال المنتديات كتبت كثيراً عن النماذج السلبية في الفوركس. ولهذا أسباب كثيرة ، منها أن الناجح لا يحتاج كثيراً للتذكير أو التوجيه ، كما أن الخاسر في حاجة دائمة لتصحيح طريقه ، بينما الفاشل لابد له ممن يقول له: توقف.

وأنا أفرّق بين الخاسر والفاشل ، فالخاسر هو شخص نقصت منه بعض أدوات العمل ولزم لنا أن نعينه على تكملتها ، أو أنه أخطأ في بعض الأمور ، مما لزم أن نلفت انتباهه إليها ، وهو في الأول والآخر يستحق أن يسمى متاجراً في هذه السوق العامرة. لكن الفاشل هو شخص نقصت أدواته ، أو أساء استخدام أدواته ، وأصر على ذلك ، وهو يكرر الخطأ تلو الخطأ ، دون أن يلتفت إلا لوهمه أو طمعه أو خوفه ، فيدمر نفسه ، وقد يسعى لتدمير غيره. هذا هو من نقول له: اتركنا.

وقد دخلت في نقاشات كثيرة مع من وصفوني بالقسوة ، لكنها -كما أراها- إنما كانت مني كمبضع الطبيب الذي يجرح ليعالج. وقد أطلقت على الفاشل تعبيرات ومسميات أزعجت الكثيرين ، لكنني كنت ألجأ لتنفير الناس من صورة الفاشل ، ليبقى في السوق الصالح فقط. وليس الصالح هو من يربح دائماً ، من منا يربح دائماً ؟ وإنما الصالح لهذه السوق هو من يربح في أكثر عملياته بعد أن يدخل "على وعي" ويخرج "على وعي" بما يفعله.

لذلك كتبت عن النماذج التي تحتاج إلى تصحيح ، وقد كتبت قبلاً عن "نماذج للمتاجرين الناجحين" ، وبذلك أكون ألقيت الضوء على نماذج من كلا النوعين: الناجحين والفاشلين. لنراها ونعين أصحابها على الرجوع إلى جادة الصواب. نماذج واقعية ، ليس منها من اخترعته ، أو تخيلته. نماذج تحدثت معها ، وتفاعلت معها بطبيعة عملي خلال السنين الماضية في هذه السوق الصعبة ، ووجدت منها من استجاب لتعليقاتي ، ومن ضرب بكلامي عرض الحائط ، وظل يتخبط حتى أفلس ، أو انسحب سريعاً من السوق بعد أن ترك في المنتديات مواضيع "وداع" عاب فيها السوق وأهله ، بينما كان العيب ، كل العيب ، فيه هو. أما من استجابوا وهم كثر ، فمنهم من يملأ الآن في السوق السمع والبصر بتحليلاته أو وتوصياته ، وليس الفضل في ذلك إلا له هو حين استجاب للنصح ، وعمل بجد ونشاط على الخروج من دائرة الخسارة إلى فضاء النجاح.

لكني كنت ومازلت مؤمناً بأهمية العمل الجماعي. كان السباق الأول نموذجاً رائعاً أثبت أن العمل الجماعي يحقق أضعاف ما يحققه العمل الفردي من نتائج. العمل الجماعي يعصم الأفراد المشاركين فيه من ضعف الإرادة، أو التهور، أو التردد، أو الكسل. العمل الجماعي يؤمن للأفراد المشاركين فيه رؤية واحدة، وهدف واضح، مهما كان بعيداَ أو صعباَ. العمل الجماعي ينشر بين أفراده النشاط والتقاؤل والحماس واتقاد الذهن والرغبة في الاستمرار حتى الوصول للهدف.