مقالة منقولة الصراحة تنظبق كثيرا على من يظهر في الأونة الاخيرة بكثرة بعناوين تدبيل حسابات واكتشاف اوهام والغاز لا يصدقها الا المبتدئن جدا في هذا المجال .
(عندما يسيطر على المرء فكر يتخذه معتقدا ويصل به الأمر الى درجة الهوس فيه معتقدا أن ما أعمل به عقله أو ما غسل به العقل ثم نشر على حبال من الوهم حتى يجف ويذوي ويسقط في طين تشكل بفعل ماء أسن لايمكن أن ينبت منه حبا
اعلم أن هذا المرء بدأ يتخبط في متاهات أضاع فيها دربه في غمرة من يأس يدفعه الى تصرف قد يكون أحمقا أو مجنونا وهنا فقط يكمن الفرق بين المقامرة والمغامرة ، المقامرون دائما يقفون على أرض رخوة لا أساس فيها ولا ثبات أما المغامرون وأخص منهم الشجعان يبحثون دوما عن تربة خصبة تنبت حبا ويكون الحظ فيها حليفهم لينطبق عليهم القول ان الحظ حليف للشجعان . ترى المقامر وقد أدرك الهاوية مكابرا ليهزم مخدوعا كما عاش وترى المغامر الشجاع اذا ما كبا ينهض من جديد وبقالب جديد وبحلة جديدة من أفكار ولا يكابر الا في الحق ولا تهزمه الا أقدار خارجة عن ارادته لتزيده شجاعة واقداما في حين أن المقامر يغرق حتى أذنيه في وحل أفكاره ومعتقداته لأن الطبيعة تقول أن من لايواكب الحياة يفقد الاحساس بها ، يفقد القيم ويفقد نفسه الى غير رجعة ولا عزاء للمغيبين .
يعيش المقامر والأسوياء من الناس على طرفي نقيض يود لو علا جدار عزلته عن الناس وتوارى عن الأنظار فالمقامر كاره بطبعه ومنعزل حاقد ومبتذل أما المغامر تجده قريبا من الناس يطيل بقامته كي ُيرى يقبل عليهم ولا يدبر يتحدث يتفاعل ويستفيد من التجارب يعطي ويأخذ يقدم ولا يؤخر كان أتخذ يوما له من غيره قدوه حتى بات هو قدوة ولايتسول كالمقامر التابعين بل يتبعه الناس بقناعاتهم دون أن يدري ،
اذا اردت التحدث عن هذه الفئة الصراحة احتاج لساعات طويلة للسرد فاختصرت بنقل هذه المقالة اتمنى ان تكون كافية للتوضيح .