رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الاتنين-16-2
بين التفاؤل و التشاؤم...
لقد وصلت الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي الأن إلى مفترق الطرق حيث أنه مع تضارب التوقعات بشأن خطة الإنقاذ و الإنعاش الأمريكية المرتقبة شاهدنا خلال اليومين الماضيين الكثير من الخوف و الذعر يسيطران على الأجواء...
بالرغم من ترقب الجميع للقرار النهائي بشأن هذه الخطة التي رأينا السيد باراك أوباما منذ توليه منصب الرئيس الأمريكي يطالب بكل ما أوتي من قوة بالموافقة على هذه الخطة التي يعتبرها أخر فرصة للاقتصاد الأمريكي ليخرج من الركود الاقتصادي الموحش....
الجميع اليوم في انتظار التصويت النهائي للخطة المرتقبة و التي وصلت قيمتها النهائية إلى 789$ مليار, و سوف تنقسم الخطة إلى شقين الأول هو خفض الضرائب و الثاني هو الإنفاق الحكومي, و مع خفض الضرائب سوف يجيد المستهلكين و المواطنين أن صافي الدخل الشهري يرتفع مما سوف يبدأ في تعزيز ثقتهم و يدفعهم إلى رفع مستويات الإنفاق لديهم مما سينعكس أثره على ارتفاع مستويات المبيعات في البلاد و بالتالي سوف يدفع هذا الإقبال على السلع و الخدمات الشركات و المؤسسات إلى رفع مستويات الإنتاج تدريجيا عقب بدأ جنيهم لبعض الثقة التي فقدوها خلال العام المنصرم و من هنا سوف تبدأ النشاطات الاقتصادية من العمل من جديد و تحرك القطاعات المختلفة داخل البلاد...
بينما على الصعيد الأخر سوف يلعب الإنفاق الحكومي الدور الأهم و هو خلق الوظائف التي سوف تقلل من حدة ارتفاع مستويات البطالة في البلاد تدريجياً و لكن هذا سوف يأخذ بعض الوقت في التأثير الإيجابي على قطاع العمالة الأمريكي, و غالباً ما سنري مستويات البطالة و طلبات الإعانة ترتفع أكثر خلال الفترة القادمة قبل أن تبدأ في الاعتدال شيء فشيء مع اقترابنا من نهاية العام....
و تعد هذه هي صورة مبسطة لمجريات الأمور خلال الفترة القادمة في حالة تم التصديق على خطة الإنعاش الأمريكية و الخاصة بالسيد باراك أوباما, و العامل الأهم هو أن يستعيد المستهلكين و المواطنين ثقتهم في الاقتصاد من جديد كي يعودوا إلى مزاولة الإنفاق من جديد و هو الذي يمثل ثلثي قيمة الناتج المحلي الإجمالي في البلاد.
غالباً ما سيكون أثر هذه الخطة أكبر و أكثر وضوحاً خلال العام القادم مع بدأ عمليات الإنفاق الحكومية و التي ستكون على شكل بناء طرق و مرافق جديدة سيقومون من خلالها بتوظيف عدد كبير من المواطنين الذي قد فقدوا وظائفهم خلال العام الماضي المظلم و حتى الأن, و من المتوقع أن تقوم الخطة بخلق ما بين 3 إلى 4 مليون وظيفة خلال العامين القادمين...
بينما على الصعيد الأخر شاهدنا بعض التفاؤل يسود الأسواق يوم أمس عقب صدور بيانات مبيعات التجزئة بصورة جيدة للغاية تفوقت على توقعات الأسواق هذا حيث جاءت القراءة لشهر كانون الثاني بنسبة 1.0% أعلى من القراءة السابقة التي كانت منخفضة بنسبة 2.7% و التي تم تعديلها لتصبح منخفضة بنسبة 3.0%, بينما كانت التوقعات منخفضة بنسبة 0.8%.
هذا و قد سجل مؤشر مبيعات التجزئة عدا المواصلات ارتفاع بنسبة 0.9% أعلى من القراءة السابقة التي كانت منخفضة بنسبة 3.1% و التي تم تعديلها إلى لتصبح منخفضة بنسبة 3.2%, في حين كانت التوقعات منخفضة بنسبة 0.4%.
و قد دفعت هذه البيانات البعض في الأسواق إلى التفكير في أن الأوضاع قد تكون أفضل من التوقعات خلال الربع الأول في حالة استمرت الأوضاع على هذا النحو, و بعد أن كانت الخطة مصدر خوف و ذعر بدأ المواطنين يميلون من جديد إلى تحبيذ الموافقة على الخطة أملاً في استعادة الثقة من جديد في البلاد..
و الأن نترك الولايات المتحدة الأمريكية و نذهب إلى المنطقة الأوروبية التي تعمها الفوضى في الوقت الحالي أكثر من أي منطقة أخري, و نجد الأجندة الاقتصادية اليوم تركز على البيانات الأوربية هذا حيث صدرت بيانات عن الناتج المحلي الإجمالي الألماني حيث جاءت القراءة التمهيدية ( ق.ت. ) المعدل موسميا للربع الرابع منخفضة بنسبة 2.1% لتسجل انكماشا بأكبر مما أشارت إليه التوقعات التي جاءت منخفضة بنسبة 1.8% بينما كان القراءة السابقة تشير إلى انكماش بنسبة 0.5%.
أما عن القراءة التمهيدية ( ق.ت. ) للناتج المحلي السنوي فقد جاءت أيضا بانكماش بنسبة 1.7% أسوأ من القراءة السابقة التي كانت تظهر توسع بنسبة 0.8% و أسوأ أيضاً من التوقعات التي كانت تشير إلى انكماش بنسبة 1.4%.
أما عن القراءة السنوية للناتج المحلي الإجمالي الغير معدل موسميا ( غ.م.م. ) فقد تقلصت بنسبة 1.6% منحدرة بشكل أكبر من القراء السابقة التي تم تعديلها لتسجل توسع بنسبة 1.4% بعد أن كانت تسجل توسع بنسبة 1.3% في الوقت الذي كانت فيه التوقعات تظهر تقلص بنسبة 1.3%.
و تشير هذه البيانات إلى مدي تدهور الأوضاع داخل المنطقة الأوروبية و تعمق الاقتصاد الألماني داخل الركود الاقتصادي هو الأخر نتيجة للتدهور المستمر في الأوضاع الاقتصادية على المستوى العالمي بجانب الجمود المستمر في النظام المالي العالمي, و نعلم جميعاً أن الاقتصاد الألماني يعتمد كل الاعتماد على قطاع الصادرات لديه, و مع الانحدار الشديد في مستويات الطلب على المستوى العالمي نجد أن الاقتصاد الألماني واحد من الاقتصاديات التي تضررت بشدة نتيجة لهذا, و يعد هذا أحدي الأسباب الرئيسية فيما وصل إليه الاقتصاد الأماني من تدهور و ركود....
ننتظر الأن صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن المنطقة الأوروبية كاملة و نتوقع أن تكون القراءة الفعلية شديدة السوء خاصة عقب أن أظهرت البيانات تعمق أكبر اقتصاديات المنطقة الأوروبية و الذي هو مسئول عن ثلث قيمة الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة داخل الركود الاقتصادي, و بهذا تؤكد البيانات الاقتصادية يوم بعد يوم التوقعات التي تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يكون هو أول الاقتصاديات التي ستخرج من ظلمات الركود الاقتصادي خلال الفترة القادمة