• 9:05 مساءاً




مفاهيم تاريخية

إضافة رد
أدوات الموضوع
عضو فـعّـال
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 1,999
معدل تقييم المستوى: 17
MatriX is on a distinguished road
18 - 01 - 2010, 08:20 AM
  #1
MatriX غير متواجد حالياً  
افتراضي مفاهيم تاريخية
يشير مصطلح الرأسمالية بشكل عام إلى نظام إقتصادي تكون فيه وسائل الإنتاج بشكل عام مملوكة ملكة خاصة أو مملكوكة لشركات تعمل بهدف الربح، وحيث يكون التوزيع، الإنتاج وتحديد الأسعار محكوم بالسوق الحر والعرض والطلب. بحسب الحتمية التاريخية بحسب ماركس، فإن الرأسمالية هي ثمرة التطور الصناعي و النقلة النوعية في وسائل الإنتاج المتخلفة في العصر الإقطاعي إلى الوسائل المتطورة في الثورة الصناعية و التي كانت ظهور الرأسمالية فيها كأحد التبعات، عقب التوسع العظيم في الإنتاج بدأت الإمبريالية بالظهور من خلال وجود شركات إحتكارية تسعى للسيطرة على العالم فبدأت الحملات العسكرية الهادفة لإحتلال أراضي الآخرين و تأمين أسواق لتلك الشركات و هذا فيما يعرف بالفترة الإستعمارية، ظلت ذيول هذا الإستعمار على الرغم من استقلال العديد من الدول لاحقا حيث مولت هذه الشركات عدة انقلابات عسكرية في فترة الخمسينات و الستينات في دول أمريكا اللاتينية بهدف الحفاظ على هيمنتهاعلى تلك الدول، تؤمن الأنظمة الرأسمالية بالفكر الليبرالي و هو انتهاج الرأسمالية كاقتصاد و الديمقراطية كسياسة، تعتبر المقولة الفرنسية ( دعه يعمل دعه يمر ) هي الشعار المثالي للرأسمالية التي تعمل على حرية التجارة و نقل البضائع و السلع بين البلدان و دون قيود جمركية، كانت الشيوعية بتمسكها المفرط بالحد من الملكية التي بنظرها السبب الرئيسي لإستغلال الإنسان لأخيه الإنسان كرد فعل على التوسع المفرط في الملكية داخل النظام الرأسمالي المنقسم لطبقتين الأولى ثرية و الأخرى فقيرة وعاملة اصطلح عليها كارل ماركس بـ ( البروليتاريـا ). الإشتراكية هي محو الطبقات \" ومحو الطبقات يعني مباشرة تذويب علاقات الإنتاج ثم بالتالي إزالتها، إزالتها لا لتستبدل بعلاقات أخرى مختلفة بل لتغيب نهائياً وإلى الأبد. وعرفها ماركس في \" نقد برنامج غوتا \" بالقول.. \" ما بين المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي هناك فترة تحول ثوري ؛ ويتجاوب مع ذلك فترة عبور سياسي حيث لا يمكن أن تكون الدولة إلا دولة دكتاتورية البروليتاريا \"ـ فكلمة عبور (transition) تشير إلى وقت قصير نسبياً يتم فيه العبور من النظام الرأسمالي إلى الشيوعية، ولزوم دكتاتورية البروليتاريا هو بسبب أن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة القادرة على محو جميع الطبقات بما فيها طبقتها ـ استطاع الرأسماليون أن يمحو طبقة الفلاحين من المجتمع الرأسمالي المتطور فلا يتواجد منذ زمن في بريطانيا أو الولايات المتحدة أي أثر لطبقة الفلاحين إلا أن الرأسماليين لا يمحون ولا يرغبون في أن يمحوا طبقة البروليتاريا التي هي مادة تجارتهم بعكس البروليتاريا التي تميل بطبيعتها إلى إلغاء طبقتها، طبقة البروليتاريا. الإشتراكية هي مجرد فترة عبور إلى الشيوعية، التي هي ليست نظاماً، تُمحى فيها كل علاقات للإنتاج دون أن تحل محلها أي علاقات مختلفة أخرى. يعبر المجتمع عتبة الشيوعية دون أن يكون فيه أي طبقة، مجتمع بلا طبقات، بلا رأسماليين وبلا حرفيين وبلا فلاحين وبلا عمال، بلا نقد، بلا أجور وبلا أسعار : جميع الناس يعملون طوعاً لخير المجتمع كله دون أن يساقوا إلى العمل كما تساق الخراف إلى المسلخ كحال العمال في النظام الرأسمالي. ((((الفرق واضح))))
تمييز
الرأسمالية:
مذهب فلسفي علماني غربي مادي جشع، قام يناهض الكهنوت والإقطاع اللذان كانا سائدين في أوربا، حيث كان الإقطاعيون يتمتعون بملك الأراضي والتجارة، أما بقية الناس فليس أمامهم حتى يعيشوا إلا أن يكدحوا ويجهدوا تحت ظل الإقطاعيين ويكونون تبعاً لهم، فقام الفكر الرأسمالي مضاداً للإقطاع ولكنه ظل قروناً حتى خرج في صورته النهائية التي نراها اليوم، فقد حارب الرأسماليون الإقطاع شره وخيره، واندفعوا في تضخيم ما يناقضه كردة فعل للظلم الذي عانوا منه تحت وطأة ظلم الإقطاع، فقام الرأسماليون في غلو ظاهر بإشباع حاجات النفس الضرورية والحاجية والكمالية إلى أن بلغوا درجة الترف المسرف المبذر، وَبالغوا في تنمية الملكية الفردية، وتوسعوا في مفهوم الحرية الشخصية توسعاً انحطت به إنسانيتهم إلى دركات الحيوانات العجماوات، وحرصوا حتى يضمنوا أن لا يأتي من يعكر عليهم حرصهم
على مبادئهم- على فصل الدين عن الحياة العامة نهائياً، وجعل الرأسماليون أعظم هدف يسعون إليه هو نيل أكبر قدر ممكن من المنفعة واللذة إذ هما السعادة في فلسفتهم.

وللرأسمالية أشكال متعددة؛ منها: نظام ((الكارتل)) وهو تكوين الشركات العملاقة المحتكرة، ونظام ((الرأسمالية الصناعية)) وهو الفصل بين رأس المال وبين العامل، ونظام ((الرأسمالية التجارية)) وهو الوساطة بين المنتج والمستهلك، ونظام ((الترست)) وهو العمل على السيطرة على السوق من خلال إقامة الشركات العملاقة التي لا تنافس، ونظام ((الاستعمار، ومناطق النفوذ)) وهو في حقيقته التخريب والسلب والنهب حيث تستولي الدول الرأسمالية على الدول الغنية بثرواتها الفقيرة بقوتها وتبتز تلك الخيرات لصالحها وترى ذلك حقاً من حقوقها. وهكذا.

والنظام الرأسمالي نظام بشري لا يحكم شرع الله - تعالى -، ومن الأمور الظاهرة فيه أنه لا يرى مهمة للدولة سوى حماية أصحاب رؤوس الأموال والدفاع عن البلد التي هم فيها، ولأصحاب رؤوس الأموال تنميتها بكل طريقة يريدون وإن خالفت جميع الشرائع والحريات، ولا تمانع الرأسمالية من وقوع الفوضى الاعتقادية والفكرية والسلوكية والاجتماعية ما دامت لا تضر بأموالهم مباشرة، وهذه الفلسفة ولدت أنانية غالية يعيشها أربابها، وقيام أسواقها على السيطرة والاحتكار وابتزاز الأيدي العاملة، وإشاعة البطالة التي تحدثها تصرفات صاحب رأس المال الأنانية، وظهور الطبقية القاسية بين أصحاب رؤوس أموال هائلة يعملون بكل ما أوتوا من قدرات وإمكانات تشريعية ونفسية وابتزازية، وطبقة عاملة كادحة تسعى للبحث عن لذتها تحت وطأة دفع وابتزاز أصحاب رؤوس الأموال الذي يمصون دماءهم بترويج وبيع سلعهم بكل طريقة ممكنة، وللرأسمالي أن ينمي أمواله بكل طريقة يريد؛ ومنها: صناعة الخمور والدعارة والربا والتدليس والغرر والإغراء.

الاشتراكية:
مذهب فكري اجتماعي ملحد خرج من أوربا في القرن التاسع عشر النصراني وامتد إلى روسيا، ولكنه في أوربا وقف عند حدود معينة خيالية على يد مبتدعيه؛ وهم: سان سيمون ولويس بلان وروبرت أدين وغيرهم، وفي روسيا التي تبنت الاشتراكية العلمية التي قال بها كارل ماركس وانتهت إلى الثورة البلشفية الدموية;وأما عن (الاشتراكية) فهي نظام – أو مذهب – اقتصادي يقابل أو يضاد (الرأسمالية) وأساسه إلغاء الملكية الفردية وجعل الثروات مشتركة بين الناس وأن تُقسم بين الناس بالتساوي بحيث يمنع الفرد من تملك الزائد عن حاجته ويقسم ذلك بين الناس، ومؤسس هذا المذهب هو (ماركس) وهي التي تسمى بـ(النظرية الماركسية) والتي تبعه عليها أقطاب هذا المذهب مثل (لينين) و (استالين)، ومن المعلوم أنها قد انهارت وتلاشت وسقطت وكانت الدولة الراعية لهذا المذهب هي (روسيا) والتي أسست فيما يعرف سابقًا بـ(الاتحاد السوفيتي)، وفرضت مذهبها بالحديد والنار - كما هو معلوم - .
وأما (الشيوعية) فهي قريبة (الاشتراكية) فإن الشيوعية تعني: الشيوع – أي الانتشار – أي لا اعتبار للملكية الفردية وإنما يُشاع الأمر بين الناس. هذا مع الإشارة إلى أن هذا المذهب وهو الشيوعية والاشتراكية – وهما مذهب واحد – قائم على نفي الدين أيضًا، وإبطاله، فعندهم الدين هو المخدر الذي يُخدر الشعوب، ولذلك هم يعلنون الإلحاد الصريح ويعلنون نفي وجود الخالق بل ويحاربون الدين – أي دين – لاسيما دين الإسلام، فإنهم قتلوا مئات الآلاف من المسلمين وأقاموا لهم من المجازر والذبح والتقتيل أمرا يفوق الوصف، وكان ذلك في وقت الاتحاد السوفيتي أيام ماركس ولينين واستالين وغيرهم من الكفرة المعاندين، وكان كذلك أيضًا في الصين حيث قُتل المسلمون مقاتل عظيمة، وكان أيضًا هنالك مقاتل للمسلمين في الهند أيضًا عند الذين يتبنون المذهب الاشتراكي في ذلك الوقت، فكان أساس عدائهم للإسلام ثم عداؤهم للأديان وإبطالها، وأصل هذا المذهب إنما هو من وضع اليهود الذين أرادوا به إبطال الأديان والسيطرة على الناس بنزعهم عن أي عقيدة ينتمون إليها.

القومية هي إيديولوجية و حركة اجتماعية سياسية نشأت مع مفهوم الأمة في عصر الثورات (الثورة الصناعية ، الثورة البرجوازية ، والثورة الليبرالية) في الفترة من أواخر القرن الثامن عشر.

يصف ساطع الحصري، كاتب رائد في الفكر القومي العربي:
تاريخ

لم تعرف القومية، نظرياً، بمعناها الحديث إلا في نهاية القرن الثامن وتطورت في القرن التاسع عشر لدرجة إنشاء دول على أساس الهوية القومية. قبل ولادة عصر القوميات بنيت الحضارة على أساس ديني لا قومي، وسادت لغات مركزية مناطق أوسع من أصحاب اللغة. مثلاً، كانت الشعوب الأوروبية تنضوي تحت الحضارة المسيحية الغربية وكانت اللغة السائدة في الغرب هي اللغة اللاتينية. بينما سادت في الشرقين الأدنى والأوسط، الحضارة الإسلامية واللغة العربية. وفي عصر النهضة تبنت أوروبا اللغة اليونانية القديمة والحضارة الرومانية. بعد ذلك احتلت الحضارة الفرنسية المكان الأول لدى الطبقة المثقفة في أوروبا كلها. ومنذ نهاية القرن الثامن عشر فقط، أصبح المنظار إلى الحضارة هو المنظار القومي، وأصبحت اللغة القومية وحدها هي لغة الحضارة للأمة لا سواها من اللغات الكلاسيكية أو من لغات الشعوب الأكثر حضارة. هناك تعريفات ونظريات عدة لمفهوم القومية، ابرزها ثلاث نظريات: القومية على أساس وحدة اللغة: وتسمى النظرية الألمانية بسبب المفكرين الألمان الذين كانوا أول من أشار إليها. ويستند أنصار الوحدة اللغوية إلى مثل الوحدة الألمانية والإيطالية واستقلال بولونيا. وفي المقابل قامت اللغة بدور أساسي في انهيار الدولة العثمانية والامبراطورية النمساوية، فانفصلت عن الأولى كل الشعوب التي لا تتكلم التركية وعن الثانية كل الشعوب التي لا تتكلم الألمانية. القومية على أساس وحدة الإرادة ( مشيئة العيش المشترك): أول من دعا إليها إرنست رينان في محاضرته الشهيرة في السوربون سنة 1882، بعنوان "ما هي الأمة"؟. تقول النظرية أن الأساس في تكوين الأمة هو رغبة ومشيئة الشعوب في العيش المشترك ، بجانب التراث والتاريخ. القومية على أساس وحدة الحياة الاقتصادية: تقف الماركسية على رأس هذا التوجه. ترى هذه النظرية أن المصالح الاقتصادية والتماسك الاقتصادي تكون أقوى الأسس في وحدة الأمة.


النزعة القومية

منذ استخدم جويسيبى ماتزينى الزعيم والسياسى القومى الإيطالى هذا المصطلح للمرة الأولى ـ نحو عام 1835ـ ومنذ تنبه المؤرخون والسياسيون لدلالته المهمة في الثقافة الغربية، احتل مفهوم القومية مكانة بارزة في الفكر السياسى والتاريخى والاجتماعى والثقافى، ولكن تناقض دلالته واختلاف الدور التاريخى والاجتماعى والفكرى للنزعة القومية وللفكرة القومية نفسها هو ما يثير الاهتمام غالبًا. قال ماتزينى: إن القومية هى انتماء جماعة بشرية واحدة لوطن واحد شريطة أن يجمعها تاريخ مشترك ولغة واحدة في أرض هذا الوطن. وأضاف العلماء الألمان وعلى رأسهم هيردر في النصف الثانى من القرن التاسع عشر وحدة الثقافة النابعة من وحدة اللغة ووحدة مصادرالتأثير الروحى النابعة من الدين ومن التراث الثقافى الواحد في اللغة الواحدة ثم أضاف الماركسيون أسسًا أخرى للقومية أهمها وحدة التكوين النفسى ووحدة السوق الاقتصادية ولكن الدارسين المحدثين مثل (كوهن وكامينا وغيرهما) يكتفون عادة بوحدة اللغة التي تنبع منها وحدة الثقافة والتكوين النفسى ثم التاريخ المشترك الذى يخلق الانتماء ـ أو الشعور به ـ لأرض واحدة زمؤسسات اجتماعية وقضايا مشتركة. وفى خلال القرن التسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين ارتبطت النزعة القومية سياسيًّا بحركة التحرير والوحدة في البلدان الغربية التي كانت مقسمة مثل إيطاليا وألمانيا وبولندا ومثل شعوب ودول أوروبا التي كانت خاضعة للاحتلال التركى أو للاحتلال الروسى أو النمساوى في شرق ووسط أوروبا. ولذلك فإنالنزعة القومية ارتبطت بالنزعة الرومانتيكية في الأدب والفكر والفنون: التي كانت تمجد الحرية والبطولة الفردية والتخلص من قيود العصر القديم وتمجد التراث الشعبى كأصدق تعبير عن التلقائية وعن روح الشعوب وشخصيتها، كما ارتبطت أيضًا بالليبرالية السياسية والاقتصادية التي كانت تريد المساواة الدستورية بين كل الناس في كل الحقوق والواجبات. ولكن مع تطور المجتمعات الغربية ونضج الاستعمار ارتبطت القومية في الغرب بالمنافسات الشرسة بين الدول على القوة وعلى السيطرة وعلى الأسواق، بينما أصبحت النزعة القومية منذ أوائل القرن العشرين دافعًا قويا ـ أو الدافع الأقوى ـ لحركات التحرير الوطنى في (المستعمرات) فيما أصبح يعرف (العالم الثالث) وانبعاث الثقافات الوطنية للشعوب ذات الجذور القديمة، في بلدان العالم الثالث مع نهاية الحرب العالمية الأولى تقريبًا، فكانت هذه النزعة وراء إحياء لغات هذه الشعوب وتجديدها ودعوتها للاهتمام بتراثها القديم الأدبى والفكرى والفنى والحضارى عمومًا، ووراء الاهتمام بمعرفة تاريخها وانتماءاتها الأصلية ووراء حركات التأصيل والارتباط بالجذور مع أو إلى جانب أو ضد حركات التحديث حسبما يفهم التحديث، وحسبما يطبق بوصفه تطويرًا للأصيل وتفاعلا مع عناصر قومية أخرى أكثر تطورًا، أو بوصفه تغريبًا، أى التخلى عن السمات الأصلية الموروثة واستعارة سمات الثقافات الغربية بدلا منها. وفى بعض الحالات ارتبطت النزعة القومية بمحاربة النزعة العالمية (الكوزموبوليتانية) أو بمحاولة الاستفادة منها. وعلى ذلك خضعت هذه الحركات القومية الجديدة ـ وتجلياتها العديدة ـ لدراسات كثيرة في الغرب والشرق، وأضاف المفكرون المحليون إضافات محددة على النظرية التي ارتبطت بالقومية في علوم الاجتماع والنفس والثقافة. ولكنهم أضافوا تأملات تطبيقية غنية وخاصة في العالم العربى وأمريكا اللاتينية واليابان. أما الدراسات الغربية فقد عمدت غلى تشويه فكر القومية أساسًا، أو إلى اختلاق نزعات مضادة لها (طبقية أو أممية) أو إلى تحريض النزعات الدينية والطائفية والعرقية ضدها. [1]تاليف خليل مروات
[ القومية الغربية

يتسم التشكيل القومى في أوروبا الغربية، والولايات المتحدة، أنه ظهر في مرحلة لم يكن هناك تشكيلات قومية (بالمعنى الحديث) في آسيا وإفريقيا، تتحداه حضاريًّا أو عسكريًّا. وانطلاقًا من نماذج إدراكية اختزالية تتسم بدرجة عالية من التجانس والتحدُّد تكاد تقترب من الانغلاق على الذات. ويلاحظ أن صياغة رؤية الجماعات القومية في غرب أوروبا لنفسها قد استغرق وقتًا طويلا جدًّا تم أثناءه صهر (أو إبادة) اعضاء الأقليات الإثنية التي لا تنتمى للأسطورة القومية. ثم ظهرت الإمبريالية، فزادت من تحدد الأسطورة ومن عدوانيتها وتجانسها وانغلاقها، وأضافت لها مقولات التفوق والنقاء العنصرى التي تختزل الآخر في عنصر واحد متدنى، حتى يمكن تحويله إلى مادة استعمالية. وحينما بدأت التشكيلات القومية في شرق أوروبا ووسطها أخذت طابعًا أكثر تطرفًا في صيغتها السلافية والجرمانية، حيث طرحت الفكرة القومية كانتماء عضوى يكاد يكون بيولوجيًّا. وقد تمت الثورة القومية في الغرب تحت راية الطبقة المتوسطة وقيمها، وبخاصة الملكية الفردية والعقد الاجتماعى، وهي قيم انطلقت من مفهوم أن الفرد (وليس المجتمع أو الجماعة) هى نقطة الانطلاق ووحدة التحليل، وقد تم تخيُّل المجتمع على نمط السوق، علاقات خارجية بين أفرادها جوهرها هو العرض والطلب، والبيع بأغلى الأسعار والشراء بأقلها. وقد انعكس ذلك على مفهوم الفن والفنان، حيث ظهرت الصورة ذات الإطار (بدلا من الرسوم على حوائط الكنائس) كشكل فنى أساسى، فهذه الصورة تعبِّر عن رؤية فنان فرد يعرض فنه الذى يقتنيه من يستطيع شراءه وحسب. وقد ترجم ذلك نفسه إلى رؤية للتاريخ تتسم بالتجانس والتحدد، تركز على أهمية ومركزية الغرب في العالم، وأهمية ومركزية كل ذات قومية ـ فمجَّد البريطانيون الذات البريطانية ومجد الألمان الذات الألمانية. وفى هذا الإطار ظهرت أسطورة الإنسان البدائى والإنسان غير المنطقى ولا عقلانية الشعوب المتخلفة. وعُزلت الحضارات بعضها عن البعض، وعُرِّف التاريخ بأنه ما هو مكتوب وحسب، ثم تم تقسيمه إلى فترات محدَّدة تتحرك نحو هدف حُدِّد مسبقًا يكون عادة هو تحقق الذات القومية الضيقة المتجانسة المحددة. ويصل هذا الاتجاه إلى ذروته (أو هوته) في الأسطورة النازية ثم بعد ذلك في الأسطورة الصهيونية، إذ إن كليهما مجَّد الذات القومية واستبعد الآخر تمامًا.


التعديل الأخير تم بواسطة hames ; 21 - 01 - 2010 الساعة 09:00 PM
رد مع اقتباس


إضافة رد



جديد مواضيع استراحة بورصات

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفاهيم للتسويق العقاري - منقول للفائدة freebalad2003 استراحة بورصات 68 01 - 05 - 2013 03:49 AM
مفاهيم الحياه بالصور linker استراحة بورصات 0 05 - 10 - 2009 09:30 PM


09:05 PM