البيانات الأمريكية السيئة تضعف الدولار
لم يستطع الدولار الحفاظ على المكاسب التي جناها يوم أمس أمام العملات الرئيسية، وذلك بعد أن صدرت البيانات الأمريكي عن قطاع المنازل بأسوأ من المتوقع ليعزف المستثمرين عن شراء الدولار لزيادة مخاوفهم بشأن أزمة المنازل التي لا تريد أن تنتهي. وقد انعكس هذا على أداء الأسهم الأمريكية التي أغلقت يوم أمس على انخفاض حاد بعد أن قام المستثمرين بعمليات البيع مستغلين البيانات الأمريكية السيئة لجني الأرباح وكان على رأس الأسهم التي أقبل المستثمرين على بيعها أسهم الشركات والمؤسسات المالية.
وقد استفاد الين من هذا التغير في سلوك المستثمرين فالمخاوف التي سيطرت عليهم دفعتهم إلى بيع الأصول مرتفعة العائد عالية المخاطر وشراء الين لتسديد القروض المتربة عليه باعتباره عملة تزويد لتجارة العائد لانخفاض تكاليف الائتمان بالين الياباني. وكان نتيجة ذلك ارتفاع الين أمام كلا من الجنيه الإسترليني و اليورو ليسجل أول ارتفاع أسبوعي له أمام اليورو منذ شهر أيار.
من جانب آخر تتوقع الأسواق اليوم أن تنخفض طلبات البضائع المعمرة الأمريكية خلال شهر حزيران بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام الذي عمل على تراجع إنفاق الشركات والمستهلكين. والجدير بالذكر أن الخطة التحفيزية للضرائب الأمريكية قد ساعدت عملية الإنفاق من قبل المستثمرين لشهر أو شهرين ولكن لا يزال الاتجاه الإنفاق للمستهلكين ينخفض.
شاهدنا اليورو يوم أمس ينخفض مع بداية التداولات أمام الدولار ليقترب من الأدنى له خلال ثلاثة أسابيع وصولا إلى مستويات 1.5650 ذلك المستوى الذي فشل في اختراقه، ليعود بعد ذلك نحو الأعلى من جديد متأثرا بصدور البيانات الأمريكية السيئة ليغلق تحت المستوى 1.5690 . واليوم يحاول اليورو أن يرتفع من جديد مع بداية التداولات ليعوض الخسائر التي لحقت به منذ ثلاثة أيام ليتداول فوق نفس مستويات إغلاق الأمس، وقد سجل الأعلى له عند 1.5706 والأدنى عند 1.5661 .
أما عن الجنيه الإسترليني فقد شهد انخفاضا حادا يوم أمس دفعه إلى المستوى 1.9813 الذي توقف عنده، قبل أن يرتفع بشكل طفيف عقب البيانات الأمريكية ليغلق فوق المستوى 1.9845 . والتوقعات اليوم تشير إلى أن الاقتصاد البريطاني سيسجل أسوأ أداء له منذ عام 1990 ، فتشير التوقعات أن القراءة المتقدمة (ق.م) للناتج المحلي الإجمالي السنوي للربع الثاني سترتفع بنسبة 1.6% فقط وهو أسوأ أداء للاقتصاد البريطاني.
وهذا يساعد على عدم قدرة الجنيه الإسترليني على الارتفاع بشكل كبير أمام الدولار وعدم استطاعته خلال الفترة الماضية أن يخترق المستوى النفسي 2.0000 الذي يتوافق مع خط الاتجاه العام الانخفاضي. واليوم يحاول الجنيه الارتفاع مجددا مستغلا ضعف الدولار ليبدأ التداولات فوق المستوى 1.9845 محاولا الوصول إلى المستوى 1.9900 . وقد سجل الأعلى له عند 1.9877 والأدنى عند 1.9830 .
استطاع الين أن يستفيد بشكل كبير من تراجع الدولار يوم أمس وعمليات التراجع في (carry trades) التي قام بها المستثمرين عن طريق بيع العملات صاحبة العائد المرتفع وشراء الين . وهو الذي دفع الزوج إلى الانخفاض اليوم بشكل حاد ليصل إلى المستوى 106.65 ولا تزال المؤشرات التقنية تشير إلى إمكانية الانخفاض أكثر خلال جلسة اليوم. وقد سجل الزوج الأعلى له عند 107.34 والأدنى عند 106.65