رد: اهم التقارير الاقتصادية والسياسية ليوم الثلاثاء 24-2
الخوف يتملك الأسواق!
إن أوضاع الاقتصاد العالمي تزداد سوء و تدهور يوم بعد يوم دون وجود أي عمليات إيجابية للقدر الهائل من السيولة التي قامت البنوك المركزية ول العالم بضخها من أجل إنقاذ اقتصاديتها و بالتالي إنقاذ الاقتصاد العالمي...
نجد أن هذا الاستمرار في التدني في الاقتصاد العالمي يزيد من منسوب الخوف مع مرور الوقت دون أي توقف مما يؤدي إلى تقلص الثقة أكثر و أكثر, و في حالة عجز الحكومات عن إيجاد حل سريع لأزمة الثقة هذه لن يتمكنوا مهما اتخذوا من إجراءات من إنقاذ الاقتصاد العالمي....
إن المحرك الأساسي للدورة الاقتصادية عزيزي القارئ هو مستوى الطلب حيث أنه على أساسه يتم تحديد مستويات الإنتاج في مختلف المجالات و مستوى العرض أيضاً, و طبقاً للارتفاع أو الانخفاض في مستويات الطلب يتم تحديد مدي حاجة الشركات و المؤسسات و المصانع إلى القوى العاملة, و مع ارتفاع مستويات الطلب ترتفع مستويات الإنتاج لتلبية هذا القدر من الطلب و بالتالي فإن هذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات العائد على الشركات و المؤسسات المعنية تزداد سرعة و حركة النشاطات الاقتصادية و من هنا ينتعش الاقتصاد بينما في حالة انحدار مستويات الطلب يكون التدهور و التقلص هو حال الاقتصاد لما يتركه هذا من أثر سلبي على قطاعات الاقتصاد المختلفة....
إن الثقة و الخوف عزيزي القارئ هما حالة نفسية تحرك صاحبها في اتخاذ القرار و غالباً ما يكون صاحبها هذا هو المستهلك في الاقتصاد, و مع تواجد الثقة نجد المستهلك ينفق بقوة و ترتفع مستويات الطلب لديه و يكون مطمأناً للأحوال الاقتصادية, بينما في حالة سيطرة الخوف على هذا المستهلك تكون الأوضاع الاقتصادية الحالية هي نتيجة لهذا الخوف حيث تتقلص مستويات الطلب و يسيطر العزوف عن الإنفاق على هذا المستهلك..
المشكلة الحقيقية التي نواجهها عزيزي القارئ و التي أشار إليها السيد أوباما هي مشكلة الثقة و كيف يستطيع متخذي القرارات في الاقتصاديات العظمي التصدي لهذه المشكلة الحرجة التي تؤرقهم في الوقت الحالي, و بدون إعادة الثقة إلى المواطنين من جديد لن يكون هناك أي أمل أمامنا في الخروج من الوضع الاقتصادي المشين الذي يعيشه العالم في الوقت الحالي...
و على هذا الأساس شاهدنا السيد أوباما الرئيسي الأمريكي يطالب بشدة منذ توليه منصب الرئاسة بالموافقة على الخطة المالية التي وضعها و هو على يقين أن بنود هذه الخطة سوف تعمل على إعطاء دفعه قوية للاقتصاد الأمريكي على الطريق الصحيح نحو نهاية النفق الذي قد انطفأت أضوائه في الوقت الحالي, و لكن لم يتوقف السيد أوباما عند خطة الإنعاش التي تقدر قيمتها بـ787$ مليار فقط بل قام باتخاذ إجراءين أخريين الأول يهدف لإنقاذ القطاع المالي و المصرفي و تدعيم بنيته التحتية بينما يهدف الثاني إلى مساعدة قطاع المنازل الأمريكي و الحد من عمليات استحواذ البنوك على المنازل و مساعدة ملاكها على سداد ديونهم...
الأن نجد السيد أوباما يواجه عقبة واحدة قد تشكل مأزق حقيقي في حالة لم يتم تخطيها سريعاً, العقبة هي أن غالبة صانعي القرارات في الولايات المتحدة لا يؤمنون كلياً بأن خطة الإنعاش ستتمكن من مساعدة الاقتصاد بالفعل و هذا هو ما قد أشعل فتيل الخوف من جديد بعد أن كان المستهلكين يتشوقون للموافقة على هذه الخطة, و يتحتم على السيد أوباما الأن أن يقنع صانعي القرارات بأن الخطة ستكون فعالة و يوصل إليهم مدى أهميتها في الوقت الحالي كي يتمكن من إنقاذ اقتصاده الذي يتداعي بقوة مخيفة!!!!
و من ناحية أخري من المتوقع أن تبدأ حكومة السيد أوباما في الضغط على البنوك و وضعهم تحت الاختبار لمعرفة مقدرتهم الحقيقية على مدى تحمل الأوضاع الاقتصادية الحالية التي تمر بها البلاد و ما إذا كانوا سوف يتمكنوا جمع السيولة اللازمة لتعويض الأصول التي فقدوها منذ بداية الأزمة, و البنوك التي ستعجز عن هذا سوف تقوم الحكومة بمساعدتها مستخدمين أموال دافعي الضرائب و بهذا قد يتمكن السيد أوباما من إزالة الضباب و الغموض الذي يحيط بالقطاع المصرفي...
نذهب الأن عزيزي القارئ إلى أجندة اليوم الاقتصادية و التي نجدها حافلة بالبيانات الاقتصادية التي تفتقر على الأهمية و القوة المحركة للأسواق بالرغم من هذا و سوف نبدأها ببيانات الحساب الجاري الأوروبي و التي يليها بيانات مؤشر IFO الألماني, و من ثم بيانات مجمل الاستثمارات في المملكة المتحدة ثم نعود من جديد على المنطقة الأوروبية و الطلبات الصناعية بداخلها و ننهي بيانات القارة الأوروبية بمؤشر CBI البريطاني...
و يلي هذا بيانات عن قطاع المنازل الأمريكي و يلي هذا الحدث الأكثر أهمية و هو شهادة السيد بن برنانكي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي و سيقوم خلال شهادته هذه بشرح الأوضاع الاقتصادية الحالية و إلى أي مدى قد تدهور الاقتصاد الأمريكي و الأسباب المؤدية إلى هذا و نظرته المستقبلية للاقتصاد الأمريكي. و أخيراً بيانات مؤشر الثقة الأمريكية بالإضافة إلى مؤشر ريتشموند الصناعي...
لقد شاهدنا يوم أمس الأسهم الأمريكية في وول ستريت تنهي التداولات على تندني شديد يصل إلى الأدنى في 12 عام, و يرجع هذا إلى الخوف الشديد الذي سيطر على البلاد من ألا تتمكن الحكومة من إنقاذ الاقتصاد ألا تكون الخطة المالية الموضوعة غير كافية لهذا, و قد أزداد هذا الخوف عقب ظهور شائعات حول قيام بنك سيتي جروب بإعطاء حصة أكبر للحكومة من أجل مساعدته على تخطي الأزمة الحالية التي يمر بها و التي على ما يبدوا أكبر مما توقعنا...
هبط مؤشر Dow Jones الصناعي يوم أمس بنسبة 3.41% ما يعادل 250.89 نقطة ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 1997 عند 7114.78 نقطة, كما انحدر مؤشر S&P 500 بقيمة 26.72 نقطة ما يعادل 3.47% ليغلق عند 743.33, و أخيراً تراجع المؤشر NASDZQ بقيمة 53.51 نقطة ما يعادل 3.71% ليغلق بهذا عند 1387.72 نقطة