غرق اليورو على خلفية تهديدات بفشل إنقاذ اليونان، في حين تسود الاضطرابات تجارات الجنيه الاسترليني بعد أن جاءت موافقات الرهون العقارية مخيّبة للآمال
صرّح رئيس الوزراء اليوناني باباندريو في الخطاب الذي ألقاه اليوم في بروكسيل أن بلاده لا تحتاج الى المساعدة في الوقت الراهن، بيد أنها ستلجأ الى "تدابير صندوق النقد الدولي"، وقد تسعى الى التماس العون من هذا الصندوق في حال لم يجد القادة الأوروبيين حلاً لمشكلتها. وفي هذه الأثناء، توسّع عجز الميزان التجاري في منطقة اليورو لشهر يناير أكثر ممّا كان متوقّعًا ووصل الى -8.9 مليار مقابل ترجيحات بلوغه -4.0 مليار، إذ ارتفعت الصادرات بنسبة 5.0%. وعلاوة على ذلك، عززت الطلبات الخارجية انتعاش المنطقة ووفرت دلائل على أن استمرار النمو سيخفف من حدّة المخاوق أزاء مشاكل اليونان. تلقّى زوج اليورو/دولار الدعم عند المتوسط الحسابي لعشرين يوم عند 1.3636 ونجح في تصحيح بعض الخسائر التي تكبّدها في وقت سابق. وفي حال تجاهلت أسواق الأسهم هذه الأنباء، نتطلّع الى تحقيق المزيد من المكاسب. ومع ذلك، يتيح أي اختراق دون مستوى الدعم المجال امام اختبار 1.3500.
بدأ الجنيه الاسترليني بالتراجع اثر تسارعه الصعودي الوجيز الذي أعقب تسجيل الموازنة عجزًا أقلّ من المتوقع في فبراير. وقد خفف تحسّن الأحوال الماليّة من حدّة بعض المخاوف بأن تحذو بريطانيا حذو نظيراتها الأوروبية في ما يتعلّق بتخفيض تصنيفها الائتماني. وتزايد الاقتراض العام بمقدار 12.4 مليار مقابل توقعات ارتفاعه بمقدار 14 مليار، الا ان انه تقدّم بمقدار 4.3 مليار مقارنة بالشهر السابق. ومع ذلك، لا يزال العجز مصدر قلق للبلاد. وقد يستمرّ ضعف الجنيه الاسترليني، اذا ما اختارت الأسواق التركيز على القراءة المخيبة للآمال لموافقات الرهون لشهر فبراير. كما هوت موافقات ستة مصارف كبرى الى أدنى مستوى لها في تسعة أشهر من 49,000 في الشهر السابق لتبلغ 48,000. وتوقّع الخبراء الاقتصاديون تسجيل 54,000 اذ من المرجّح ان تساعد مساعي التخفيض الكمي السابقة على حلحلة أسواق الائتمان. وقد يرسّخ ضعف البيانات التخمينات أزاء ضرورة تعزيز بنك انجلترا لبرنامج شراء الأصول الذي شكّل في السابق عاملا سلبيًّا قبيل عمليتي التعليق التي أجراها المصرف المركزي في الآونة الأخيرة.
كانت تجارات الأخضر متباينة ليلة أمس مقابل اليورو، الا انه بدأ بالتراجع مقابل السلع المرتبطة بالدولار الى جانب الجنيه الاسترليني، اللذان حقّقا أداءً متميّزًا خلال اليوم. ومن المقرّر نشر أسعار المستهلك الأميركي اليوم، وسط توقعات هبوط التضخّم من 2.6% الى 2.3%. وألقى ضعف سوق العمل الذي خسر 36,000 وظيفة اضافيّة في فبراير بثقله على الطلب المحلي، ليجبر تجار التجزئة على الاستمرار في منح خصومات لجذب الزبائن. الا ان الاصدار، الذي يحمل قدرة محتملة على اثارة تحركات في الأسواق، قد تكون تداعياته محدودة بعد قرار فائدة مجلس الاحتياطي الفدرالي، اذ تعهّد الساسة بإبقاء المعدلات عند قاعها التاريخي "لفترة مطوّلة". وقد يكون لبيانات طلبات الاعانة الاساسيّة الأسبوعيّة آثار أكبر على تحركات الاسعار، اذ تعتبر استعادة نمو الوظائف بمثابة مفتاح للانتعاش وشرط أساسي لرفع المعدلات. وينبغي أيضًا رصد قراءة مسح التصنيع الصادر عن بنك الاحتياطي الفدرالي في ولاية فيلادلفيا، على اعتبار القطاع الرائد الرئيسي للانتعاش وأي دليل على استدامته قد يثير شهيّة المخاطر وضعف الدولار
افتتاح الأسواق الاميركية
المواضيع المتشابهه 
